للمجد بقية يا زعيم

  • 12/15/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

قلت في مقالي هنا أمس أن مروية «الزعيم العالمي» لا يبدو لي أنها ستغلق فصولها بأحداث ليلة ولينجتون النيوزلندي، التي ستظل بحد ذاتها عالقة في الأذهان، بل أكاد أرى العيناويين قادرين على كتابة فصل جديد حين يواجهون الترجي التونسي. وأكرر ذلك مرة أخرى للتأكيد على أمرين، الأول: إثبات أن ما كتبته لم يكن ارتهاناً للحظة الفرح الجنونية التي انتابتني وأنا أشاهد الانقلاب التاريخي الذي حدث في استاد هزاع بن زايد، وإنما يقيناً بأن لاعبي العين قادرون بما يملكون من إمكانات على الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك. والثاني: إدراكي بأن لاعبي العالمي باتوا بعد ليلة ولينجتون عازمين أكثر على مصارعة التحدي من جديد، خصوصاً وقد وقفوا على تفاصيل تلك اللحظة التاريخية التي جعلت منهم حديث العالم. لقد باتت اللحظة سانحة لأن يضع العين نفسه في قلب الكرة العالمية، وليسجل اسمه واحداً من الأرقام الصعبة في سجلات «الفيفا»، فبعد تجاوزه لبطل أقيانوسيا، ها هو في مواجهة بطل أفريقيا، ولن يكون الأمر مستحيلاً، وإن كان صعباً للغاية، فهو يواجه فريقاً أثبت قيمته الفنية الكبرى يوم أن أطاح في استاد الملعب الأولمبي برادس الأهلي المصري عندما انتزع من بين فكيه الكأس الأفريقية، حين حوّل خسارته في ذهاب النهائي الأفريقي في القاهرة بنتيجة 1-3 إلى فوز بثلاثية بيضاء في الإياب هزت أركان العاصمة التونسية. إنها إذاً اللحظة المواتية التي يقول عنها نجم كرة القدم الأميركية السابق والمدرب الشهير مايك سينجليتاري، إنها اللحظة المفضلة لديه من بين جميع لحظات اللعبة، ففيها يكون التحدي، وإثبات الذات، وإعلان الوجود، وكل ذلك سيكون ماثلاً أمام لاعبي العين، الذين طبقوا عملياً وعلى أرض الواقع وعلى رؤوس الأشهاد أن المستحيل ليس عيناوياً. كل تلك المعطيات أراها حاضرة في عقول ومشاعر لاعبي العين، وقد جسد ذلك الحارس العملاق خالد عيسى الذي كان أحد نجوم تلك الليلة التاريخية، حينما قال والثقة تقطر من كلماته: «لن تقف مسيرتنا عند مواجهة الترجي التونسي، فطموحنا ليس الوصول إلى ربع النهائي فقط، فنحن عازمون على إكمال الرحلة إلى أبعد مدى، ومن يهدف إلى تشريف الوطن لا يقف به السبيل عند حد». ويضيف: «لا توجد مباراة سهلة في كأس العالم، فكل الأندية حضرت إلى الإمارات وهي ممثلة كأبطال لقاراتها، ولديها طموحات كبيرة، وهذا أمر بقدر صعوبته، إلا أنه يحملنا مسؤولية مضاعفة، ونحن أهل لها»، وبمثل تلك الكلمات أكتفي، حيث أرى أن لا خوف على «الزعيم الملكي» في اقتحام أبواب المجد الكروي.

مشاركة :