اعتبر وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن تبنّي تنظيم «داعش» هجوماً استهدف سوقاً ميلادية في مدينة ستراسبورغ، «انتهازياً تماماً»، بعد مقتل منفذه برصاص الشرطة. وأُعيد امس فتح السوق في المدينة الواقعة على الحدود مع ألمانيا، بعد إغلاقها منذ الاعتداء الذي أوقع 3 قتلى و13 جريحاً الثلثاء الماضي. وقتلت الشرطة الجاني شريف شيكات مساء الخميس، بعد مطاردة ليومين، رصدته خلالها على طريق في الحيّ الذي شوهد فيه للمرة الأخيرة بعد الهجوم. وكان حوالى 800 شخص اتصلوا على خط ساخن للتبليغ عن معلومات عنه، بعدما كشفت السلطات اسمه وصورته، بما في ذلك اتصالان وصفهما رئيس نيابة مكافحة الارهاب في فرنسا ريمي هيتز بأنهما كانا «حاسمين» في العثور على شيكات. وأتاحت معلومة للشرطة التوجّه إلى منطقة في جوار نودورف، حيث حاول الفرار في مبنى بعدما رصدته دورية. وقال هيتز إن المهاجم الذي عجز عن الدخول عبر باب مبنى، استدار وأطلق النار على 3 شرطيين بمسدس، عندما حاولوا الاقتراب منه، فردّ اثنان منهم بالمثل. وأعلن هيتز توقيف شخصين آخرين، ما يرفع عدد الموقوفين رهن التحقيق إلى سبعة، بينهم والدا شيكات وشقيقاه. وأضاف أن الشرطة تركّز تحقيقها على احتمال تلقي شيكات مساعدة في تنفيذ الاعتداء أو فراره. وأُضيئت شجرة الميلاد امس، للمرة الأولى منذ الاعتداء، فيما تفّقد كاستانير الموقع، برفقة أصحاب الأكشاك ومئات من العناصر الأمنية. وقال الوزير: «تبنّي داعش الانتهازي (للاعتداء) لن يغيّر أي شيء. كان هناك رجل هنا غذّى الشرّ داخله». وكانت وكالة «أعماق» الناطقة باسم التنظيم افادت بأن شيكات «من جنود الدولة الإسلامية ونفّذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف». وشيكات معروف لدى القضاء بسوابق جرائم حق عام، في عمليات سرقة وعنف، وحُكم عليه 27 مرة في فرنسا وألمانيا وسويسرا، كمان سُجن مرات. ولا تزال تُطرح أسئلة حول كيفية تمكّنه من اختراق طوق أمني مشدد محيط بالسوق الميلادية التي كانت دوماً هدفاً لمتشددين. وأشار مسؤول إلى أنه «لم يلحظ خللاً في الاجراءات» الأمنية حول السوق يوم الاعتداء. لكن سكاناً لم يكونوا مقتنعين بكيفية تمكّن شيكات من اختراق نقاط التفتيش، مع مسدس وسكين، استخدمهما في جريمته. وقالت إيملين التي تعمل وسط المدينة: «هذا الأمر لم يفاجئني. ترتدي معطفاً ثقيلاً وتضع شيئاً في أسفل حقيبتك. يمكنك إحضار ما تريد». وشيكات (29 سنة) صنّفته السلطات عام 2015 متطرفاً محتملاً، عندما كان في السجن. لكن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي رفضت انتقادات، قائلة: «لا يمكن توقيف شخص، فقط لاعتقادنا بأنه قد يفعل شيئاً». وداء مقتل الجاني في ختام نهار ناشدت خلاله الحكومة محتجّي «السترات الصفراء» الامتناع عن التظاهر اليوم، لتمكين قوات الأمن من تركيز جهودها على مطاردة شيكات. ولفتت الحكومة الى أن قوات الأمن الفرنسية بذلت جهوداً «هائلة» خلال الأسابيع الماضية، وأنها منهكة. لكن منظمين لحركة الاحتجاج يواصلون الحشد من أجل التظاهر اليوم. وقال مكسيم نيكول إن «السترات الصفراء» «يحشدون أكثر من أي وقت». في بروكسيل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «لن يحقق أي بلد تقدّماً إذا لم يستمع إلى غضب مشروع» يُعبّر عنه في «كل مكان في أوروبا، من خلال التصويت للأحزاب المتطرفة ومع بريكزيت». وأضاف أنه يعتبر أن رد الحكومة «كان مشروعاً ومهماً لفرنسا»، مستدركاً انه «لن يعرقل بأي حال الرغبة في ضبط نفقاتنا ومواصلة الإصلاحات».
مشاركة :