من البوابة رقم 3 يسهل الوصول إلى منطقة «الوثبة جورميه» التي تضم 10 مطاعم عالمية، وقد تم استحداثها بالكامل هذه السنة لتكون الوجهة الجامعة للجمهور في أكثر من محطة وعند أكثر من مناسبة، وينتشر في أكثر من ركن 20 كشكاً للمأكولات السريعة والحلويات والآيس كريم، ترضي ذائقة الزوار من الصغار والكبار، كما تشتمل منطقة «إقرب» للمأكولات على 30 جناحاً لتحضير المأكولات الساخنة. وفيما تتوزع الاستراحات الفسيحة وسط منصات الطعام الباردة والساخنة والحلوة والمالحة، توفر المحال المنتشرة حولها كل ما يمكن أن يحتاجه الزائر من خدمات إضافية، منها المصليات وماكينات الصرف الآلي وباحات اللعب الآمنة لصغار السن وسواها من المتاجر ذات الصلة. ويوضح ذلك كله حجم الاهتمام الذي توليه إدارة مهرجان الشيخ زايد التراثي للارتقاء بالمستوى العالمي للحدث، ولاسيما أنه يستقطب عاماً بعد عام المزيد من السياح الأجانب، وهم يزورون البلاد خصيصاً خلال هذه الفترة من السنة لزيارة المهرجان والاطلاع على جديده من كنوز الثقافة والاستفادة من الطقس الشتوي والنسمات العليلة. التجول من الساعة 4:00 عصراً وحتى منتصف الليل بين أحياء مهرجان الشيخ زايد التراثي وعلى طول ممراته وساحاته الكاشفة، تتخلله إطلالات على منافذ الطعام التي تعد بلا منازع الوجهات الأكثر جذباً للجميع. وعدا عن النكهات المختلفة التي تقدم من الداخل طازجة وشهية، فإن التردد على أكشاك المأكولات يريح النظر خصوصاً أنها مشيدة على الطريقة التقليدية، من منصات مكشوفة وأخرى مصممة بهندسة مبتكرة، ما يسهل على الزوار الاختيار بين الأصناف الكثيرة التي تعرضها من الأطباق الرئيسة والحلويات والمثلجات والمشروبات الساخنة. بطاطا بالذرة وسط حشد من المتسوقين الذين ينتظرون دورهم في خط مستقيم، ذكر البائع التركي عمر بوس الذي يبيع أصنافاً سريعة، أن الإقبال أكثر ما يكون على البطاطا المشوية المحشوة بالذرة والجبن وأنواع الكبيس، وهذا ما يتردد شراؤه عادة في شوارع اسطنبول. وقال إنه لبى الدعوة للمشاركة في مهرجان الشيخ زايد التراثي بسرور مع استقدام الأصناف الشعبية التي تشتهر بها أكشاك الشارع التركي. وذكر أنه من الجميل مشاهدة كل هذا التنوع الثقافي داخل المهرجان بحيث يتم تبادل المذاقات بين الزوار كدليل على الانفتاح الحضاري الذي تنعم به أبوظبي. وعلق زميله عثمان علم على الأجواء الشتوية الرائعة التي يوفرها المهرجان، بدءاً من طريق الوصول إليه وحتى طريقة توزيع الأجنحة ومراكز الخدمات وشرفات الطعام فيه، واعتبر أن أجمل ما في الموقع النافورة الراقصة التي تعد محور استقطاب الزوار والجلوس عند المقاعد المريحة لتناول الطعام وتبادل الأحاديث، وهذا ما لفت نظره، لاسيما أن كل ما توفره منطقة الوثبة من خدمات للمهرجان، تم إعدادها خصيصاً لإنجاح الحدث التراثي وإثراء الوجه الثقافي لمجتمع الإمارات. حلويات كينية من كشك «أنا وأنت والكوكيز» تحدثت كلثومة بوري القادمة من كينيا، عن اهتمامها ببيع أصناف الكوكيز التي يحبها الأطفال تحديداً. وقالت إنها تفاجأت عندما تمت دعوتها للمشاركة في هذا المهرجان التراثي، وهي تزور الإمارات للمرة الأولى. وذكرت أنها تستيقظ باكراً كل يوم لتحضر الحلويات وتقدمها ساخنة للزوار حتى يتعرفوا إلى مذاقات جديدة من كينيا، وهذا أمر يرضي غرورها لأن مطبخ بلادها ثري بالنكهات اللذيذة التي تتمنى أن تصل إلى أكبر عدد من الجنسيات. وأعربت زميلتها جلوريا كاستيلو عن إعجابها بالتنظيم الواضح في المهرجان، وكثرة المطاعم المنتشرة والتي تقدم كل منها أصنافاً مختلفة. وقالت إنها لا تكتفي بدورها في ترتيب الأطباق وتوزيعها على الزبائن، وإنما تستغل وقتها جيداً للتعرف إلى أكبر قدر من الأجنحة العالمية وواجهاتها الفنية، ومما يلفت نظرها الاستعراضات الراقصة التي تترافق مع الفعاليات التراثية والتي يتفرج عليها الجميع فيما يتلذذون بقطعة حلوة اشتروها من هنا أو علبة «فوشار» من هناك. «نودلز» فليبيني من كشك «سويت كابز كورن» ذكرت «ماريينا» التي تبيع أصنافاً فليبينية، أن المترددين على منصة الطعام من مختلف الجنسيات والأعمار، وجميعهم يتلذذون بتذوق النودلز على أصنافه، منه الحلو ومنه الحار، إضافة إلى نكهات جديدة تم استقدامها خصيصاً من مانيلا والضواحي الشهيرة بالخلطات المحضرة من الأعشاب الطبيعية. كنافة وشاورما ومن مطعم الحلويات النابلسية، قال مروان حسين، إنه متخصص في تقديم الكنافة بالجبن والشاورما على أنواعها، وذكر أن أطباقه تقدم ساخنة وطازجة وهو يعمل على تحضيرها مباشرة أمام الزبائن الذين يفضلون تناول الشاورما عند الشرفات المطلة على أشجار النخيل، ومنهم يطلبونها ساندويتش لمتابعة سيرهم والاستمتاع بالعروض المقامة حتى ساعات متأخرة من الليل. أما الكنافة، فهي من الأصناف المطلوبة بكثرة خلال ساعات المهرجان، ولاسيما أنها بالنسبة للبعض تعد وجبة كاملة، ولا يقتصر طلبها على أنها نوعاً من الحلوى، وإنما يختارها كثيرون كوجبة عصرية تفتح الشهية للبقاء في المكان لساعات إضافية والاستمتاع بالأجواء المحيطة والمزيد من الفعاليات. أطعمة مغربية ومن مطعم «شهيوات كويزين» المغربي ذكر مصطفى حواس، أنه يقدم للزبائن كل ما يمكن أن يشتهوه من أصناف تقليدية، وتضم قائمة الطعام لديه «الكسكس» على أنواعه، وطاجين الدجاج، ولحم البرقوق، والباستيلا وسواها من المأكولات العريقة وكذلك أنواع العصائر الطازجة. وذكر أن تردد الزبائن إلى مطعمه يذكرهم بمنصات الطعام في ساحة الفناء بمدينة مراكش، حيث تفوح رائحة المواد الغذائية الطازجة التي يتم تحضيرها مباشرة أمام المارة. برياني هندي وقال مهن تامان من مطعم «رويال برياني» الهندي، إن فقاعات الـ«باني فوري» هي الأكثر طلباً من ضمن الأصناف التي يبيعها، وهي تشبه في شكلها الحلوى مع أن مذاقها أقرب إلى رقائق الذرة أو البطاطس المقلية. ومما يقدمه ساخناً بعد طهيه أمام الجمهور، أنواع البرياني التي تعد من الوجبات الرئيسة التي تطلبها مختلف الجنسيات، وكذلك طبقا «سهيوشة» و«كاراتشاي» اللذان يسهل تناولهما من ضمن أصناف الوجبات السريعة التي تؤكل أثناء المشي. الذواقة بالانتقال إلى جمهور الذواقة ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي، ذكر أحمد معين الذي كان يتجول مع زوجته أن المأكولات الشهية التي تجتمع هنا على مائدة واحدة، تمثل نموذجاً رائعاً لكل ما يفتح الشهية وينعش الحراك السياحي. واعتبر أن انتشار أكشاك الطعام على سعة المهرجان يزيد من نبض التواصل فيما بين الزوار والباعة والعارضين، بصورة أقرب إلى الكرنفالات المفتوحة على كل النكهات وأنواع الحلويات وأشكالها. وقال معين إن أجمل ما في الأمر أن الاستمتاع وسط هذه الأجواء لا يقتصر على الوجبات العامرة بالحامض والمالح، وإنما تثريه عروض موسيقية وأسواق شعبية تجعل للترفيه وجهاً أكثر إشراقاً. وتحدثت فاطمة العامري عن إعجابها بالتوسع الحاصل في المهرجان وخصوصاً ضمن ردهات الطعام الكاشفة على السماء والهواء والجلسات الخارجية. واعتبرت أن المهرجان يعد من أكثر الأحداث التراثية الضخمة التي تهتم بإرضاء محبي المأكولات من خلال تقديم عدد من أفضل المطاعم وشاحنات المأكولات الأكثر شعبية. وقالت إن ما يثير إعجابها التنوع الخدماتي في المهرجان بحيث تشمل الفعاليات باقة من الأنشطة وورش عمل الأطفال ومنطقة استرخاء تشمل طقوس القهوة العربية والحناء. وأبدى ابراهيم العلم رأيه بجودة الأصناف الغذائية والوجبات السريعة التي يتم بيعها في المهرجان، وقال إن الاهتمام واضح بالصحة العامة والتركيز على بيع الأطباق الصحية الخالية إلى حد كبير من المواد الإضافية والمقليات. وذكر أن الآباء يقبلون على شراء المأكولات لأبنائهم من منتجات عالية الجودة، والأمر نفسه ينطبق على المشروبات المحضرة مباشرة من أصناف الفاكهة الطازجة. وقال عبدالرحيم العلوي، إنه وعائلته استمتعوا بكل ما في المهرجان من فعاليات قيمة، سواء التراثية منها أو العروض الفلكلورية. وذكر أن الزوار لا يشعرون ببعد المسافة عند المجيء إلى منطقة الوثبة لسهولة الطريق المعبدة ولكثرة الخدمات وتوافر أصناف المأكولات والمشروبات داخل المهرجان. وهو لم يصدق هذا التطور الحاصل في دورة العام الحالي بحيث تم استقدام عدد كبير من الأكشاك العالمية الجديدة التي أضفت على الحدث أجواء مريحة وراقية وأكثر تنوعاً واستمتاعاً. أكشاك طعام تكثر في المهرجان مشاهدة الكبار والصغار يتنزهون وفي أيديهم ما يأكلونه من أصناف مالحة أو حلوة، حيث يستمتع الجميع بوقته في تذوق أكثر من صنف في الساعة الواحدة، وذلك من باب خوض تجارب جديدة لمذاقات استقدمها المنظمون من مختلف أنحاء العالم. على الطاولات يشعر الزوار أنهم في سوق تراثي مفتوح بالهواء الطلق، بعيداً عن أجندة الفعاليات المرافقة من عروض ورقصات شعبية. ومما يثري هذا الشعور انتشار المطابخ داخل الأكشاك والشاحنات المتجولة التي تبيع ما لذ وطاب من أصناف، وتقدمها مباشرة على الطاولات. «إقرب» تقدم منطقة إقرب للوجبات السريعة أكثر من 30 مطعماً من المأكولات المحلية والعالمية التي يكثر الطلب عليها، وذلك ضمن الفعاليات التراثية والجماهيرية الضخمة، وهي تضم مجموعة من أكشاك الحلويات والفوشار والآيس كريم. لقيمات وبرجر تضم ساحة المأكولات ضمن المهرجان أكثر من 20 مطعماً عالمياً تقدم مختلف الأطباق التقليدية المعروفة، من مختلف الدول المشاركة في المهرجان، مثل اللقيمات والنقانق والبرجر والبطاطا المشوية والمحشوة. أشهى الأطباق أفضل ما تقدمه ساحة المأكولات والمشروبات ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي، باقة من المطاعم الرائدة وأكشاك المأكولات الشعبية، ويأتي ذلك تلبية لرغبة الزوار بتذوق أشهى الأصناف والاستمتاع بتصميم المنطقة التي تحتوي على حافلات متجولة تقدم أشهى الأطباق من مختلف أنحاء العالم.
مشاركة :