تتكشّف ملامحُ قتلة الصحافي السعودي جمال خاشقجي تباعاً، مرةً من خلال تمرير نصِّ تسجيلات مقتله التي دارت في القنصلية السعودية في إسطنبول للصحافة التركية والدولية، ومرة من خلال شذراتِ التحقيقات التي يكشفها المدعي العام التركي كلما اقتضت الحاجةُ للضغط على الرياض بما يشبه الابتزازَ المتعمّد. هذه المرة جاء الإفصاحُ من النوع الثقيل كاشفاً ملامح "أحد القتلة" على لسان الرئيس التركي نفسه، إذ كشف رجب طيب أردوغان الجمعة أن أحدَ التسجيلات في القنصلية السعودية يقول فيها أحدُ القتلة "أعرف كيف أقطّع"، كاشفاً عن تلقيه "أوامرَ عسكرية" أثناء ارتكاب الجريمة. ولفت أردوغان إلى أن بلادَه أطلعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا، وأيضاً السعودية، على التسجيلات التي تكشف ملابساتِ الجريمة، قائلاً: "الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا.. لقد أسمعناهم جميعاً. الرجل يقول بوضوح: أعرف كيف أقطع... إنه عسكري. كل ذلك في التسجيلات الصوتية".أقوال جاهزة شاركغردكشف رجب طيب أردوغان الجمعة أن إحدى التسجيلات في القنصلية السعودية يقول فيها أحد القتلة "أعرف كيف أقطّع"، كاشفاً عن تلقيه "أوامر عسكرية" أثناء ارتكاب الجريمة. شاركغردأسهم غضب أعضاء المجلس من السعودية وولي عهدها في تمرير قرار يؤيّد إنهاء الدعم العسكري الأمريكي لقوات "التحالف"، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن. تصريحات شديدة اللهجة وتابع أردوغان في كلمته أمام المؤتمر الثاني لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" المنعقد في إسطنبول: "السعودية طلبت الاستماعَ للتسجيلات، وطلبت أيضاً الحصولَ عليها. أسمعناها لهم لكن لم ولن نعطيها لهم .. هل نسلمها لهم ليمحوها؟". أضاف: "بعد اتهام مجلس الشيوخ الأمريكي الإدارةَ السعودية بالتورط في قضية خاشقجي، وبعد حديث مندوبة الولايات المتحدة الدائمة بالأمم المتحدة، نيكي هيلي الصريحِ في هذا الشأن، فقد بلغ الأمر مرحلةً متقدمة، وستتكشف العديد من الأمور". وقبل أيام، قالت نيكي هيلي، إن مسؤولين بحكومة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هم من قاموا بقتل جمال خاشقجي، واعتبرت "محمد بن سلمان مسؤولاً (تقنياً) عن الجريمة. كما صوّت مجلسُ الشيوخ الأمريكي بالإجماع، الخميس، على مشروع قرار يُحمّل وليَّ العهد السعودي مسؤولية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في ما اعتُبر "توبيخاً تاريخياً" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالما دحضَ هذه الاتهامات. وأسهم غضبُ أعضاء المجلس من السعودية وولي عهدها في تمرير قرارٍ يؤيّد إنهاءَ الدعم العسكري الأمريكي لقوات "التحالف"، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.أقوال جاهزة شاركغردكشف رجب طيب أردوغان الجمعة أن إحدى التسجيلات في القنصلية السعودية يقول فيها أحد القتلة "أعرف كيف أقطّع"، كاشفاً عن تلقيه "أوامر عسكرية" أثناء ارتكاب الجريمة. شاركغردأسهم غضب أعضاء المجلس من السعودية وولي عهدها في تمرير قرار يؤيّد إنهاء الدعم العسكري الأمريكي لقوات "التحالف"، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.تركي ودفاعٌ سعودي وعن تجاوب السلطات السعودية مع جهات التحقيق في تركيا، أعلن أردوغان امتعاضَه من عدم محاسبة قتلة خاشقجي الذين تطالب أنقرة بتسلميهم قائلاً: "قال الملك: نحن الآن أوقفنا 18 شخصاً، بعد فترة ارتفع عدد الموقوفين إلى 22"، ثم أردف: "التوقيف ليس سبيلاً للحل. أين حساب هؤلاء؟". وبلهجة قوية خاطب الرئيس التركي السعوديةَ قائلاً: "إذا كنتم غيرَ قادرين على محاكمة مرتكبي الجريمة فلا بد أن تتولى محاكمُ إسطنبول التي شهدت الجريمة، هذا الأمر وفق القانون الدولي، وعليكم أن ترسلوهم لمحاكمتهم هنا (في تركيا)". وأصدر مكتب الادعاء في إسطنبول الأسبوع الماضي مذكرةَ توقيفٍ بحق سعود القحطاني، أحدِ كبار مساعدي ولي العهد السعودي، واللواء أحمد عسيري، النائبِ السابق لرئيس الاستخبارات العامة السعودية، مع تأكيدات بوجود "اشتباهٍ قوي" في ضلوعهما في جريمة قتل خاشقجي. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأحد الماضي، إن الرياضَ لا تسلّم مواطنيها، رداً على سؤالٍ بشأن موقف المملكة من طلب السلطات التركية الرياض تسليمَ قتلة خاشقجي إليها، وإصدار السلطات القضائية في أنقرة أمراً قضائياً بتوقيف اثنين منهم. أردوغان جدد انتقادَه لتغيير الرياض رواياتَها حول عملية القتل، خاصة زعمها بدايةً أن خاشقجي غادر القنصلية، الأمر الذي دحضته خطيبة خاشقجي التركية التي كانت تنتظره خارج مبنى القنصلية، كذلك جدد مطالبتَه للسعودية بالكشف عن "المتعهد المحلي" الذي قالت إنه "ساعد في التخلص من الأشلاء" وعادت لتنفي ذلك. وتصر السعودية على نفي التهمةِ عن ولي عهدها الشاب محمد بن سلمان الذي يواجه انتقاداتٍ دوليةً واتهاماتٍ مباشرةً بمنح أمر قتل الصحافي الذي دأب منذ مغادرته السعودية إلى الولايات المتحدة على انتقاد سياساتِ الأمير الشاب. وشدد أردوغان مراراً على عدم التخلي عن "قضية خاشقجي"، لكن نبرته اختلفت عدة مراتٍ من الهجوم الشديد على المملكة والقول إنه "لا يريد الإضرار بالعائلة المالكة"، إلى التأكيد أن قرارَ القتل جاء من "أعلى مراتب السلطة في السعودية"، ونفيه تورطَ الملك أو علمه، لكن الأكيد هذه المرة أن الإدانةَ التاريخية من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي دفعته للتحدث بتلك القوة هذه المرة. وذكرت شبكةُ سي إن إن الأمريكية أن آخر كلماتِ خاشقجي كانت "لا أستطيع أن أتنفس"، وأخبرها مصدرٌ اطلع على نصٍّ مترجم لفحوى التسجيلات أن الصحفي كررها ثلاثَ مرات وهو يكافح "قاتليه" قبل سماع صوت تقطيع الجثة بالمنشار. وبعد مرور شهرين على اغتياله، اختارت التايم الأمريكية الثلاثاء، جمال خاشقجي، "شخصيةَ عام 2018" إلى جانب صحافيين آخرين، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها باختيار المجلة "صحافيين" كشخصية العام منذ بدئِها منحَ اللقب عام 1927، كما يعتبر اختيار متوفى شخصيةً مؤثرة سابقةً كذلك. رصيف 22 رصيف22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربي من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريري الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شؤون المنطقة، ولكن بعيداً عن التجاذبات السياسية القائمة. كلمات مفتاحية أردوغان السعودية تركيا جمال خاشقجي محمد بن سلمان التعليقات
مشاركة :