أكد سعادة السيد فيصل موسى سفير جمهورية جنوب أفريقيا لدى دولة قطر إن احتفال دولة قطر بيومها الوطني هو إحياء لذكرى تاريخية ترجع لعام 1878 عندما تولى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم ليقود البلاد نحو الوحدة والإزدهار ، مشيرا إلى أن إحتفال الدول بأعيادها الوطنية يجسد استذكار تاريخ ملىء بالإنتصارات والإنجازات . ونوه سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية " قنا" الى أن دولة قطر قد حددت بناء على المعاني السامية لليوم الوطني الذي تحتفي به سنويا في 18 ديسمبر ، مسار المستقبل الذي تسلكه في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية في عصرنا الحالي .وهنأ سعادة السفير حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وحكومة وشعب قطر بذكرى اليوم الوطني ، وقال في هذا الصدد " يسرنا نيابة عن حكومة وشعب دولة جنوب أفريقيا، أن ننضم إلى سمو أمير وحكومة وشعب دولة قطر في الاحتفال بيومهم الوطني". وفي إشارة إلى حصار دولة قطر الذي بدأ في الخامس من شهر يونيو 2017 ، قال سعادة سفير جمهورية جنوب أفريقيا " أنا أؤمن بأن التاريخ سيظهر أن الفترة التي تلت يونيو 2017 كانت بمثابة نقطة تحول في تطور ونمو دولة قطر، ومن الأهمية البالغة التي نراها الان هي وحدة الهدف والدعم المقدم لقيادة البلاد من مواطنيها والمقيمين على حد سواء ".. مؤكدا ان هذا الدعم يتيح لدولة قطر تسريع عملية التحرير الاقتصادي والسياسي وإتمام الاصلاحات بوتيرة مثيرة للإعجاب . ونوه بأن قطر قد أخذت على عاتقها القيام بدور الريادة في المنطقة بطرق عديدة، من بينها فتح حدودها للترحيب بالسياح الأجانب وإنشاء طرق تجارية جديدة ، وسلاسل توريد ساهمت في فتح اقتصادها تجاه العالم ، فضلا عن دبلوماسيتها الدولية الفاعلة بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ، والتي على رأسها سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ، ما أظهر للعالم أن قطر هي دولة مسؤولة فعلاً لدى المجتمع الدولي . وشدد على أن حالة النضج والرشد التي تعاملت بها دولة قطر مع الحصار البحري والجوي والبري الذي تتعرض له ، خلقت حالة من الثقة بين شركائها الاقتصاديين بأنها دولة مستقرة ، وتتطلع إلى الأمام بخطى ثابتة.  ومضى سعادته إلى القول " رغم حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط لاتزال واحدة من أكثر المناطق المتقلبة في العالم، إلا أن دولة قطر أثبتت قدرتها على استغلال مواردها المالية وقوتها السياسية لتظل واحدة من الدول التي تتمتع بأعلى معايير الحياة والعيش الكريم على الكرة الأرضية . وقال سعادة السفير فيصل موسى إن قطر أثبتت كذلك قدرتها على مواصلة إلتزامها بالعقود والوعود الدولية التي أبرمتها، وظلت أيضا قادرة على مواصلة تطوير بنيتها التحتية الداخلية لصالح شعبها.  وأشاد سعادته كذلك في تصريحه بالشفافية التي تتبعها قطر فيما يتعلق بإصلاحات العمل والعمال والتحرير الاقتصادي وإصلاح نظام الهجرة ، وقال في سياق متصل " يجب الإشادة كذلك بحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على موقفه بألا تتخذ دولة قطر إجراءات ضد دول الحصار من شأنها أن تضر بالمواطنين العاديين والعائلات التي تعيش في هذه الدول" . ونوه سعادة سفير جنوب أفريقيا بجهود دولة قطر ومبادراتها في حل الصراعات بالحوار والطرق السلمية ، وقال في هذا الخصوص إن دولة قطر قد أدركت ، كما هو الحال بالنسبة لجمهورية جنوب أفريقيا ومنذ زمن طويل ، أن جميع الصراعات العسكرية يجب أن تنتهي في نهاية المطاف على طاولة المفاوضات ، مؤكدا أن قطر معروفة بقدرتها على القيام بدور الوساطة في صراعات معقدة مثل تلك الموجودة في السودان وسوريا وليبيا وفلسطين .  وقال إن جنوب أفريقيا ستأخذ مقعدها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي العام القادم، وتتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع دولة قطر لايجاد حل للصراعات التي تشهدها المنطقة بشكل سلمي، لإيقاف مسلسل إزهاق الأرواح المستمر للأشخاص لا سيما الأكثر ضعفا . كما أشاد بالعلاقات المتطورة والمتنامية بين دولة قطر وجمهورية جنوب أفريقيا ، مشيرا إلى أن هناك الكثير من أوجه التضافر بين البلدين . وقال إن حجم التعاون الاستراتيجي على الصعيد الثنائي والمتعدد الأطراف بين البلدين زاد بشكل ملحوظ منذ عام 1994 نتيجة التفاعلات العديدة رفيعة المستوى بين قادتي البلدين ، ومن خلال آلية المشاورات الثنائية (BCM) بينهما والمزمع عقد اجتماعها الخامس خلال العام القادم . وأكد أن العلاقات السياسية والاقتصادية القوية بين دولة قطر وجمهورية جنوب أفريقيا تمت ترجمتها إلى نمو إيجابي في التجارة والاستثمار بينهما ، لافتا إلى ارتفاع معدل الصادرات من جنوب أفريقيا الى قطر من 38 مليون دولار عام 2013 إلى 113 مليون دولار في عام 2017، محققا متوسط نمو إيجابي بنسبة 34.64 بالمئة في تجارة جنوب أفريقيا مع قطر. وذكر أنه خلال الفترة نفسها نمت واردات جنوب أفريقيا من قطر بمتوسط 16.1 بالمئة. في وقت تحتل فيه جنوب أفريقيا المركز 37 في قائمة أكثر المصدرين العالميين لقطر، والمركز 22 في قائمة أكثر المستوردين للسلع القطرية في العالم . كما نمت الاستثمارات الجنوب أفريقية في قطر خلال الأعوام القليلة السابقة، وبخاصة في قطاع الطاقة، وتقدر حاليا بنحو 9 مليارات دولار. وعلى الصعيد ذاته أشار سعادة سفير جمهورية جنوب أفريقيا إلى أنه قد تم خلال الزيارة الناجحة التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى العام الماضي إلى جنوب أفريقيا،الاتفاق على زيادة حجم التجارة الثنائية إلى مليار دولار بين البلدين بحلول عام 2020 ، بما يعود بالفائدة على اقتصاد البلدين بأسرع وقت ممكن، وعلى أن يشمل ذلك سلعا ذات قيمة مضافة ومفيدة في التجارة والزراعة واقتصاد المحيطات . وقال إن هذه الاستراتيجية تتضمن إطلاق صندوق استثمار مشترك ومجلس أعمال مشترك بين البلدين.;