نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة بمنطقة سقارة الأثرية في الكشف عن مقبرة لكاهن التطهير الملكي في عهد الملك "نفر اير كا رع" من عصر الأسرة الخامسة وكان يدعي "واح تى." قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار: إن المقبرة في حالة جيدة من الحفظ وجدرانها زينت بنقوش ملونة غاية في الجمال تصور صاحب المقبرة وأمه وعائلته بالإضافة إلى وجود العديد من النيشات التي تحوي تماثيل كبيرة لصاحب المقبرة وعائلته.وأوضح العناني، أن هناك العديد من الإشاعات التي تناقلتها وكالات الأنباء والصحف وهي إشاعات مغلوطة من ابرزها انه تم تخصيص مليار وثلاثمئة مليون جنيه مصري لترميم الآثار اليهودية بمصر ولكن الحقيقة أن تم تخصيص هذا المبلغ لترميم ثماني مواقع أثرية في مصر من بينهم المتحف اليوناني الروماني والمعبد اليهودي بالإسكندرية والآثار الإسلامية برشيد وقصر البارون وغيرهم.وأضاف الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورئيس البعثة الاثرية، أن البعثة استطاعت الوصول إلى واجهة هذه المقبرة أثناء أعمال الحفر الأثري في شهر نوفمبر الماضي، أعمال حفائر الموسم الثاني للبعثة التي اكتفت بالإعلان عن الكشف عن جبانة الحيوانات إذ ان مدخل المقبرة كان مغلقا بجدار من الطوب اللبن مما يتطلب الكثير من العمل والوقت.وأشار وزيري إلى أنه خلال العمل استطاعت البعثة ازالة الرديم التي كشفت عن نقوش غائرة في العتب العلوى للسدة نقش عليها ثلاثة أسطر من الكتابة الهيروغليفية تحمل أسماء وألقاب صاحب المقبرة "واح تى." ومن أهم ألقابه: "كاهن التطهير الملكي" و"مفتش القصر الإلهى" و"مفتش معبد الملك نفر اير كا رع" و"مفتش فى المركب المقدس".وأضاف، بعد فتح السدة ودخول المقبرة وجدت جدران المقبرة تحمل العديد من النقوش الملونة التي تحمل اسم زوجة صاحب المقبرة "ورت بتاح"، والعديد من المناظر التي تصور صاحب المقبرة مع أمه "مريت مين" وعائلته من زوجته وأولاده، ومناظر الحفلة الموسيقية، وصناعة النبيذ، وصناعة الفخار، ومناظر تقدمة القرابين، ومناظر إبحار المراكب، وصناعة الآثاث الجنائزي، وصيد الطيور، وصناعة التماثيل، وسحب التماثيل بالاضافة إلى نصوص من السيرة الذاتية لصاحب المقبرة.كما تم العثور ايضا داخل المقبرة على 18 نيشة تضم 24 تمثال كبير منحوت فى الصخر وملون تصور صاحب المقبرة وعائلته، أما الجزء السفلى من المقبرة فيضم عدد 26 نيشة صغيرة تحتوى علي حوالى 31 تمثال منحوت فى الصخر أيضا لشخص إما واقفا أو فى وضع الكاتب يرجح أنها لصاحب المقبرة وتماثيل لأفراد عائلته، بالاضافة إلى العثور على العديد من الأواني الفخارية. وأكد وزيري أن أرضية المقبرة تحتوي على خمسة آبار دفن والتى تمكنت البعثة من تحديد أماكنهم حتى يتم بدء العمل فيهم فيما بعد، بالإضافة إلى بابين وهميين أحدهما يخص "واح تى" والآخر لأمه مريت مين. وأضاف: أن البعثة مازالت تواصل أعمال الحفائر داخل المقبرة والكشف عن المزيد من أسرارها بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق، وتنظيف الجدران، وتقوية النقوش والألوان.يذكر أن البعثة الأثرية بدأت أعمالها بموقع حفائر جبانة الحيوانات المقدسة "البوباسطيون" بسقارة فى في شهر ابريل لهذا العام ونجحت في الكشف عن 7 مقابر صخرية منها ثلاث مقابر من الدولة الحديثة بالإضافة إلى أربع مقابر من الدولة القديمة، وأهمهم مقبرة "خوفو ام حات" والذي يحمل ألقابا أهمها "المشرف على المنشآت الملكية بالقصر الملكي"، ثم استئناف أعمالها للموسم الثاني في شهر أغسطس حتى كشفت عن واجهة مقبرة من الدولة القديمة.وأشار صبري فرج مدير عام منطقة سقارة، إلى التخطيط العام للمقبرة أنها عبارة عن صالة مستطيلة تبلغ مساحتها حوالي 10م طول من الشمال للجنوب، وحوالي 3م عرض من الشرق للغرب، وحوالي 3 م ارتفاع، وحجرة السرداب فى نهاية المقبرة.وخلال الشهر الماضي أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن نجاح البعثة في الكشف عن أكثر من ألف تميمة من الفيانس وعشرات من تماثيل القطط الخشبية ومومياوات القطط، تماثيل خشبية لبقرة وصقر وأسد وتماثيل خشبية بداخلها مومياوات حيوانات لـ "تماسيح، ثعبان وظهور مومياوات لجعارين محنطة".جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفى العالمي للإعلان عن الكشف الأثرى الكبير بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ومجموعة كبيرة من سفراء الدول الأجنبية والعربية وأعضاء مجلس النواب.
مشاركة :