يتصرف الغرب بالنفط العربي او عائداته كما يرى مناسبا له وبما يدعم مصارفه وصناعاته. على مدى عقود يباع النفط العربي الى الغرب ويتم إيداع الإيرادات في بنوكهم، ليساهم العرب في رفع مستوى معيشة الافراد هناك وخلق فرص عمل جديدة بينما شعوبنا العربية تعيش على الفتات. إقامة المشاريع غير المدروسة التي تتولى الدولة تسييرها، التي ما تلبث ان تتحول الى اطلال وخراب. تتحول القناطير المقنطرة من الأسلحة في مختلف المجالات الى اكداس تعادل اهرامات مصر، لم يستعمل الا الجزء اليسير منها في الحروب ضد كيان العدو، فالعرب غير قادرين على استعمال أسلحتهم بدون ترخيص من البلد المصنع. ثمان سنوات من الحرب العراقية الإيرانية كبدت الطرفان أموال طائلة إضافة الى ما انفقته دول الخليج على تلك الحرب لأجل وقف التمدد الشيعي. الشرق الاوسط الجديد او ما اصطلح على تسميته الربيع العربي اتى على ما تبقى من أموال العرب لدى بنوك الغرب في ظل الازمات المالية التي تعصف بالغرب واميركا، حيث يشترى بها السلاح الذي تستخدمه جميع الأطراف المحلية. حرب اليمن تستنزف دول الخليج وتحدث دمارا هائلا في البلد. سوريا بفعل الغرب واذنابه أصبحت بلد اشباح بفعل الجرائم المرتكبة بحق البشر والحجر. الدواعش يسيطرون على منابع النفط في سوريا حيث يباع بابخس الاثمان الى الآستانة التي تحاول جاهدة التقليل من ردة فعل الروس الذين فوّتوا على الاتراك فرصة إقامة منطقة عازلة والتعويض عن النفط والغاز، بل نجد ان السلطان اردوغان امعن في احتقار الامة فارسل بجنده الى شمال العراق لضمان تدفق النفط العراقي بإقليم كردستان واكتفت الحكومة العراقية بإصدار بيان تعلن فيه ان الاتراك لم يستشيروها وعليهم مغادرة البلد، او الاحتجاج لدى الأمم المتحدة التي كانت سبب دمار العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل. النفط الليبي أصبح في مرمى تنظيم داعش الذي يسيطر على المنطقة الوسطى إضافة الى بؤر إرهابية في بعض مدن الغرب الليبي. الغرب سيتدخل حتما لحماية مصالحه وضمان امدادات النفط والغاز، لقد استزفت الحكومات المتعاقبة بليبيا الأموال العامة، الدولة شارفت على اعلان افلاسها وبالتالي الالتجاء الى صندوق النقد الدولي للاقتراض لأجل بناء ما تم تدميره خلال الأعوام الماضية. هذه حال العرب اليوم. الغرب يدعون الى تجفيف منابع تمويل الإرهاب، ونحن ندرك جيدا ان الغرب هم من اوجدوا الدواعش وزرعوها في المنطقة، الغرب يسعى جاهدا الى ايجاد حلول تلفيقيه على مختلف الجبهات بحجة مكافحة الإرهاب ولكنه في الحقيقة ليحصد ثمار ما زرعه، وتجفيف منابع النفط العربي لتستمر المعاناة ونعود الى عقود ما قبل اكتشاف النفط. ربما أراد الغرب ان يعاقبنا لأننا لم نستفد من إيرادات النفط، فالغرب من اكتشفه واستخرجه وله حق التصرف فيه، انه الشرق الأوسط الجديد الذي سيشهد المزيد من اعمال العنف وإراقة الدماء وعدم الاستقرار. لقد أصبحنا مشردين في كافة ارجاء العالم، نستمطر شآبيب رحمة الغرب، وندعوا لهم بالتوفيق، يمنون علينا إن استضافوا بعضنا، لكنهم لا يلبثوا الاعلان باننا إرهابيون ومن ثم يجب الحجر علينا. يبقى السؤال هل سيقضي الغرب على الدواعش التي اوجدوها ام سيقضون علينا بحجة اننا الدواعش الحقيقيون؟
مشاركة :