تتزايد قناعة خبراء التكنولوجيا بأن طفرة الأجهزة اللوحية، التي بدأت قبل 8 سنوات، قد انقضت بالفعل رغم ما توفره من ميزات كثيرة للمستخدمين، خاصة بعد تسابق الشركات مؤخرا لتقديم هواتف ذكية ذات شاشات كبيرة عملية أكثر. برلين - وضعت الهواتف الذكية ذات الشاشات كبيرة الحجم (فابلت) دور الأجهزة اللوحية في مفترق طرق تكنولوجي، معلنة بداية نهاية طفرة تلك الأجهزة التي لم يتجاوز عمرها عقدا واحدا من الزمن. ومع انتشار الهواتف الذكية الكبيرة باتت تسود شكوك حول مدى حاجة المستخدمين إلى الأجهزة اللوحية، وما إذا كانت ستحافظ على حضورها في سوق الإلكترونيات مع انخفاض أعداد مبيعاتها مؤخرا. وترى أغلب الشركات العالمية وخبراء التكنولوجيا أن هذه الهواتف ذات الشاشات الواسعة ينتظرها مستقبل واعد وقد تكتب شهادة وفاة الأجهزة اللوحية قريبا. وتدرك معظم شركات صناعة الهواتف الذكية التي تخوض منافسة شرسة وصعوبات في استقطاب المزيد من الزبائن، أن معظم المستخدمين أصبحوا لم يعودوا يميلون إلى تحديث أجهزتهم اللوحية ويفضّلون الهواتف ذات الشاشات الكبيرة. ولا تقتصر مزايا الهواتف الذكية الجديدة على الشاشات الكبيرة، بل تمتد إلى منح المستخدمين العديد من المميزات الأخرى التي تساعدهم في الحصول على أفضل أداء، ومنها سعة البطارية، التي تقدم أكبر استفادة من الهاتف ولوقت طويل. وتتنافس شركات صينية كورية جنوبية وأميركية على ابتكار هواتف ذكية كبيرة تعوّض الأجهزة اللوحية، مستفيدة من الطلب المتزايد على أجهزة تتماشى مع متطلبات الإيقاع السريع للحياة اليومية. ترجيح ولادة هواتف بشاشات أكبر من المتداول ما سيشعل المنافسة في سوق قيمتها أكثر من 400 مليار دولار وتقدّم سامسونغ خيارين وهما غالاكسي أس 9 وغالاكسي أس 9 بلس، المزوّدان بشاشتين فائقتي الدقة والجودة العالية، ولكن الجهاز الأول يمتلك شاشة أكبر بحجم 6.2 بوصة مقارنة بشقيقه الذي يأتي بشاشة قياس 5.8 بوصة. ويتميز هاتف هواوي بي 20 برو بشاشة قياس 6.1 بوصة وكونه أول هاتف ذكي بثلاث كاميرات خلفية طورتها الشركة مع شركة ليكا مع دعم تقنيات متطورة مبتكرة للذكاء الاصطناعي لجعل تجربة الكاميرا نابضة أكثر بالحياة. ورغم أن قياس شاشة هاتف هواوي أصغر قليلا من هاتف سامسونغ، لكن مع وجود نوتش في أعلى الشاشة يمنح المستخدم مساحة أكبر للعرض على الشاشة. كما يتمتع بي 20 برو ببرمجيات محسنة فهو يتضمّن وحدة معالجة عصبية مستقلة (أن.بي.يو) إلى جانب وحدة معالجة مركزية ثمانية النوى، ما يجعله أسرع كثيرا خلال عملية التصفح. وحتى الآن، لا يوجد هاتف مثالي فيه احتياجات الجميع، لكن هاتف غوغل بيكسل 3 اكس.أل يقدّم أفضل تجربة ممكنة على نظام التشغيل أندرويد، والذي يوفر سرعة في الأداء وسلاسة في الاستخدام. وما يميّز هاتف غوغل هو الشاشة الكبيرة من نوع أوليد، حيث تأتي بمقاس 6 بوصة وبدقة عالية جدا، وهي أصغر قليلا من شاشة غالاكسي أس 9 بلس. ويتوقّع المختصون أن تظهر هواتف ذكية في العام المقبل بشاشات أكبر من المتداول حاليا وهو ما سيشعل المنافسة في سوق تبلغ قيمتها أكثر من 400 مليار دولار. وكانت ميزة الأجهزة اللوحية التي ظهرت لأول مرة قبل 8 سنوات مع نسخة آيباد من شركة أبل في أنها أخف وزنا من أجهزة اللاب توب، وتتفوّق على الهواتف الذكية بشاشتها الكبيرة ولوحة المفاتيح الافتراضية الأكبر، وسارت على ذلك الدرب جميع الشركات العالمية وأطلقت موديلاتها المختلفة من تلك الأجهزة. الأجهزة اللوحية مستقبل غامض مع تراجع مبيعاتها الأجهزة اللوحية مستقبل غامض مع تراجع مبيعاتها وعند ابتكار الأجهزة اللوحية كان هدف المصنّعين سد الفجوة بين الهواتف الذكية وأجهزة اللاب توب، وبفضل تجهيزها بشاشات كبيرة فإنها تسهّل الأعمال المكتبية ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو وتصفح مواقع الويب. وعلاوة على ذلك، فإنها تمتاز بسهولة الحمل وسرعة الاستخدام مقارنة بالكمبيوترات المكتبية. كما أنها تدعم مختلف منصّات التشغيل سواء كانت أبل آي.أو.أس أو غوغل أندرويد ونظام مايكروسوفت ويندوز. ويرى شتيفان إيرمان، رئيس تحرير مجلة “ماك أند آي” الألمانية، أن الأجهزة اللوحية آيباد برو تتمتع بميزة في قطاع الأعمال، حيث يمكن استعمالها بواسطة قلم إدخال البيانات. ويسعى عملاق التكنولوجيا الأميركي دائما إلى تطوير الأجهزة اللوحية باعتبارها أدوات احترافية وإبداعية، لتصبح بديلا لأجهزة اللاب توب. ولكن منذ 2015 لم يتم تحديث جهاز آيباد ميني، وبالكاد تزيد شاشة هذا الجهاز اللوحي عن هاتف آيفون اكس.أس ماكس. أما بالنسبة للأجهزة اللوحية المزوّدة بنظام غوغل أندرويد فهي مصمّمة في الأساس لتلبية متطلبات المستخدم العادي. ويتفق كثير من الخبراء على أن هذا النوع من الأجهزة الجوالة سيستمر في المنظور القريب رغم تراجع المبيعات بشكل ملحوظ، حيث يواصل جميع المنتجين تقديم أحجام مختلفة تبدأ من 7 بوصة الذي لا يزيد كثيرا على حجم الهواتف الكبيرة، وصولا إلى النماذج الكبيرة التي تصل إلى 12.9 بوصة. لكن خيارات بقاء الأجهزة اللوحية في المدى البعيد تفرض توسيع وظائفها للقيام بجميع وظائف الكمبيوتر الشخصي، وهو ما بدأته مايكروسوفت في أجهزة سورفيس وأبل في الطراز الجديد أيباد برو، الذي زودنه بقلم الكتروني وأكدت رهانها على أنه سيقتل اللاب توب. ونظرا إلى أن الكمبيوترات اللوحية المزوّدة بنظام غوغل أندرويد تهدف إلى تلبية متطلبات المستخدم العادي، فإن الشركات دائما ما تؤكد على استعمال الجهاز اللوحي كجهاز جوال ثان إلى جانب الهاتف الذكي.
مشاركة :