إعداد: بنيامين زرزور لا تزال مؤشرات الأسهم العالمية غير قادرة على استعادة توازنها، رغم محفزات التداول العارضة التي تمنحها القدرة على الصمود لكن ليوم أو أقل، لتنهي أسبوعها على اللون الأحمر للأسبوع العاشر على التوالي.وتتناوب تقلبات السياسة العالمية والرهانات على سياسة مجلس الاحتياطي الفدرالي وأداء الاقتصاد العالمي في التأثير على مزاج المستثمرين تفاؤلاً حيناً وتشاؤماً أحياناً. وتتصدر أخبار النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة قائمة تلك المؤثرات؛ حيث لا تقوى الأخبار المشجعة التي تصدر عن تغريدات ترامب حول التفاوض، على تعزيز ثقة قوى السوق للتحفيز على المخاطر وبالتالي تبقى موجات الشراء في حدود الحذر التحوطي، بينما تذهب موجات البيع بالمكاسب سواء الجديدة منها أو القديمة حتى محت الأسهم أو أغلبها مكاسب كامل عام 2018.لم يكن الأسبوع الماضي استثناء. فقد انطلقت التداولات في أجواء الترقب بعد توقيف المدير المالي لشركة هواوي في كندا مينج وان تشو، ما اعتبرته الأسواق تصعيداً في الحرب التجارية بعد التفاؤل الذي ساد نتيجة الهدنة التي توصل إليها الطرفان على هامش قمة العشرين. ولعب انقلاب منحنى العائد على سندات الخزانة الأمريكية دوراً آخر في تعزيز مخاوف المستثمرين، باعتباره من المؤشرات الثابتة تاريخياً التي تنذر بركود وشيك.ولم تفلح أسهم قطاع التقنية الذي يتعرض لموجة انتقادات وحصار تنظيمي في بعض الدول المتقدمة، في طمأنة المتداولين رغم أنه كان أحد أبرز عوامل صمود مؤشرات الأسهم العالمية في تقلباتها الأخيرة. وجاءت بيانات أداء الاقتصاد الصيني المخيبة للآمال لتزيد الطين بلة، وتدفع المؤشرات الآسيوية هبوطاً، بينما نجت المؤشرات الأوروبية من اللون الأحمر وسطيا . وهبطت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأمريكية بعد بيانات ضعيفة من الصين وأوروبا، أذكت مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، بينما تضرر المؤشران القياسيان «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز» من هبوط بلغ 10 % لأسهم «جونسون آند جونسون».وأنهى المؤشر «داو جونز» الصناعي جلسة التداول في بورصة «وول ستريت»، منخفضاً 496.87 نقطة، أو 2.02 %، إلى 24100.51 نقطة بينما هبط المؤشر «ستاندرد آند بورز500» الأوسع نطاقاً 50.59 نقطة، أو 1.91 %، ليغلق عند 2599.95 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ الثاني من إبريل/ نيسان.وأغلق المؤشر «ناسداك» المجمع، منخفضاً 159.67 نقطة، أو 2.26 %، إلى 6910.67 نقطة.ونجحت الأسهم الأوروبية في تعزيز صمودها رغم إعلان البنك المركزي الأوروبي عن وقف برنامج التيسير الكمي الخاص بمرحلة ما بعد الأزمة وتثبيت أسعار الفائدة. وقد أنهى مؤشر «فاينانشال تايمز» تداولات الأسبوع بمكاسب بنسبة 0.99% وأغلق على 6845.17 نقطة، بينما ارتفع مؤشر «داكس الألماني» بنسبة 0.72 % وأغلق على 10865.77 نقطة.وفي آسيا فشلت المؤشرات في الصمود وسط تقلبات السياسة الاقتصادية ومؤشرات ضعف الأداء التي كشفت عنها البيانات الصينية، لينهي مؤشر شنغهاي المركب على تراجع بنسبة 0.47% عند 2593.74 نقطة، بينما أنهى مؤشر نيكاي على تراجع بنسبة 1.4% عند 21374.83 نقطة. ولم تسلم معدلات العائد على السندات الأمريكية من خيبات الأمل، التي نتجت عن بيانات صينية ضعيفة وسط ترقب الاجتماع الدوري للجنة الأسواق المفتوحة هذا الأسبوع. وقد تراجعت معدلات العائد على فئة السنوات العشر المعيارية إلى مستوى قياسي عندما سجلت يوم الجمعة 2.89 % بعد أن تجاوزت 3% مؤخراً إبان موجة الصعود التي أشاعت الفوضى في أسواق الأسهم.
مشاركة :