دمت يا وطني في حفظ الرحمن

  • 12/16/2018
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

‭{‬ شهر ديسمبر من أجمل الشهور في العالم فهو شهر الأعياد والمناسبات وشهر الهدايا والتجمعات البشرية الزاهية بفرحها، ولكنّ لهذا الشهر مذاقا آخر خاصا جدًا بالبحرين، فأول أيامه يبدأ بعيد المرأة البحرينية وفي منتصفه تتزين البلاد بزينة واحتفالات العيد الوطني وعيد الجلوس وتشكيل المجلس الوطني، ونهايته بين عيد المسيحيين «والكريسماس» وعيد رأس السنة الشمسية، وكل ذلك يتم في مناخ جميل تلقي فيه الأضواء ألقها على الشوارع وتتحول فيه الاحتفالات إلى مناسبة لغسل القلوب والعقول من هموم الحياة المتشعبة وحيث تكثر الإجازات في هذا الشهر أيضا وكأنه فاصل زمني للتجدد والإقبال على الحياة وحيث تمتلئ الحدائق بالأسر والأطفال، وقد تحقق لوطننا الجميل نعمة الأمن والأمان، ما يفتقدها الكثير من البلدان حولنا وبعيدًا عنا! ‭{‬ هذه النعمة التي حفظها الله لأهل البحرين نعمة غالية جدًا نعض عليها بالنواجذ فمن دون الأمن والأمان لا يمكن أن تكون الحياة طبيعية، ولا يمكن للفرح أن يجد مساره في حياة الناس، ولأنها أغلى النعم الربانية فإن شعبنا البحريني يطلق أفراحه وأغانيه الوطنية، ويحمد الله كثيرا على ما حباه به من أرض زاخرة بالحب وشجن التعلق بالخالق وبالوطن، مدركا أن قلبه الجميل داخل في قلب الوطن، وأن هذا الوطن هو الذي يعيش فيه ويسري في عروقه، ولذلك فإن لعيده الوطني مذاقا آخر، يتجدد مع كل مناسبة فهو ليس بيوم واحد، بل هو تاريخ ونضال وطيبة ودماثة خلق وشتائل اخضرار دائم وألفة شعبية مع مليكها والقيادة العليا، فالبحرين في مسارها التاريخي أزهرت أروع الحضارات القديمة والأولى «حضارة دلمون» وعانق شعبها ألق البحر دائما وأطياف الألوان القزحية في كل مكان له فيه ذاكرة وتاريخ وحكايات وريادات ونماذج إنسانية رائعة تركت بصمة الوفاء في سجل هذا الوطن، وخطت بأناملها حكايات المدن القديمة، ومواويل الطرب القديم ورقصات النساء عند شواطئ البحر، وصاغت الأمثال الشعبية لتدلل على حكمة هذا الشعب، وهو الذي يمتاز بجدارة، بوعيه الوطني وبه حافظ على ترابه وناضل ضد المستعمرين، وبنى القلاع التاريخية وكتب تاريخا مشرفا في الحفاظ على هويته وانتمائه ولغته حتى وإن تعرض كل ذلك للاعتداء عليه في بعض جوانبه إلا أن عروق القلب وشرايينه سرعان ما تعود إلى مجراها الطبيعي! وحتى إن تاه منه القلم بعض الوقت سرعان ما تعود أصابعه لتسجل عودة النهر إلى مجراه! فهذا الحب للوطن أصيل أصالة البحرين نفسها، ومجيد مجد حضارته وتاريخه وريادته وإنجازاته وتطوراته على الرغم من كل التحديات والمعوقات بل وعلى الرغم من تطلع ناسه وأهله إلى المزيد من التطور ورغد العيش والتقدم في الحياة. ‭{‬ ونحن نرى ما يحاك لأوطاننا العربية نحمد الله بعدد نبضات قلوبنا وفي كل لحظة، وهو الذي حفظ البحرين بحفظه، فخريطة شعوب العالم تتحدث وتقول الكثير عن مرارات البشر فيها، لندرك أن معاناة شعبنا في التطلع إلى الأفضل هو أمر طبيعي في خرائط النشاز العالمية التي تعاني شعوبها من الشتات أو المجاعات أو الأمراض البيئية المستوطنة أو قلة المياه والغذاء وسوء التعليم ودمار البنى التحتية لنعود ونقول إننا باستيعاب موقعنا في التطور نقارن ما حققناه بما حققه غيرنا في الدول المتطورة لا غيرها! عيدنا الوطني كل عام هو أجمل وكل عام يحمل أمنيات القلوب الرائعة ليبقى هذا الوطن مزهرا بشعبه وبقيادته وبأمنه وباستقراره وبطموحاته وأحلامه في المزيد من الارتقاء. كل عام والبحرين وشعبها وقيادتها في نعمة حفظ الرحمن لها ولأمنها واستقرارها. كل عام وأعيادنا تتجدد بفرحة القلوب الوفية للبحرين.

مشاركة :