في كرة القدم، ثمة لاعبون لا يعرف قيمتهم ولا يدرك حجم عملهم داخل الملعب إلا المدربون أو المهتمون بأدق التفاصيل الفنية، ورغم أدوارهم الكبيرة في تحقيق الانتصارات والإنجازات إلا أن عبارات المديح والإطراء التي تصلهم لا يمكن مقارنتها بمن يسجل الأهداف ويصنعها أو يدافع عن مرماه، ويطلق عادة على هذا النوع من اللاعبين «الجندي المجهول». وكما في كرة القدم هنالك في الإعلام جنود مجهولون، وأبطال يعملون خلف الكواليس، يلعبون أدواراً رئيسية في صناعة مواد إعلامية مميزة، ويكون لهم دور لا يستهان به، لكن الشهرة والإشادات تذهب لمن يظهر في الصورة وأمام الكاميرا. «دنيا الرياضة» ومن باب التقدير والوفاء لهذه الكفاءات والطاقات المميزة، تخصص لهم هذه المساحة التي يستحقون أضعافها عطفاً على مايقدمونه من عمل ومجهودات كبيرة، وذلك للتعريف بهم وبعملهم وإبراز دورهم للوسط الرياضي، وضيفنا اليوم هو معاذ الحميدي: متى بدأت علاقتك بالإعلام؟ وفي أي جهة إعلامية؟ منتصف عام 2005 في القناة الرياضية السعودية. حدثنا عن قصة دخولك للإعلام؟ شغفي بالعمل الإعلامي بدأ من المرحلة الجامعية عن طريق صحف الجامعة، وأثناء تلك المرحلة بحثت عن فرصة بالإعلام التلفزيوني خصوصاً الرياضي لإلمامي الكامل بالرياضة والوسط الرياضي وقربي من جميع تفاصيله، ولله الحمد أتيحت لي الفرصة بالقناة الرياضية ومنها بدأت. من هو الذي أخذ بيدك ومنحك الفرصة حتى وصلت إلى ما إنت فيه اليوم؟ مدير القناة الرياضية عادل عصام الدين عام 2005 ومن ثم غانم القحطاني مساعد مدير القناة آن ذاك. دعنا نسلط الأضواء على مهامك التي تقوم بها بعيداً عن الكاميرات، حدثنا عنها؟ مهمتي كمعد برامج أقوم بعمل تصوير وبناء البرنامج وتجهيز التقارير المناسبة لمواضيع الحلقة ورصد أهم الأخبار مع طاقم الإعداد. تعمل خلف الكواليس بمجهودات ربما ضعف تلك التي يقدمها من يعملون أمام الكاميرات ويكسبون الشهرة وأحياناً يُجير لهم النجاح، حدثنا عن ذلك؟ أي نجاح لعمل تلفزيوني يكون أساسه فريق عمل محترف، ومن يقف أمام الكاميرا هو جزء من فريق العمل ومشارك مهم بالإعداد للمحتوى، لذلك العمل تكاملي وإذا لم يكن خلف البرنامج معد متمكن سيظهر المذيع بشكل غير لائق ومحتوى ضعيف، وبرأيي كسب متابعة ورضا المشاهد وترك أثر لدى المتلقي هما النجاح الأهم. صناعة المحتوى تعد أساس البرامج الرياضية والأعمال التلفزيونية والإذاعية ويبذل فيها «الجنود المجهولون» الكثير من الوقت، المتابع بحاجة لبعض التفاصيل التي تتحدث عن ذلك ليبني صورته حول مجهوداتكم؟ تقبل المتلقي لأي محتوى يعتمد على طريقة تقديمه، ويجب أن يكون هناك تجديد دائم للمحتوى التلفزيوني وطريقة تقديمه خصوصاً مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت صناعة المحتوى التلفزيوني أصعب من السابق، لذلك يعتمد عملنا على تقصي الحقائق حول قضايا الوسط ومتابعة أدق تفاصيلها مع الاشخاص المعنيين بها سواء لاعبين أو مسؤولين، ومتابعة الأخبار اليومية وتقديمها بقالب مناسب وشيق بالأضافة لصناعة التقارير بأفكار متجدده. تبدأون عملكم قبل المباريات أو البرامج بساعات وتنتهون بعدها بساعة، لكي يحظى المتابع الرياضي بأفضل تغطية، حدثنا عن أعمال يوم المناسبة؟ العمل يبدأ قبل المباريات أو البرامج أو المناسبات بأيام لتقديم التغطية بشكل مميز وتلافي أي عقبات، ويبدأ عملنا دائماً باجتماع تحريري لفريق الإعداد تطرح فيه جميع الأفكار الممكن تنفيذها، وأيضاً يناقش طريقة تنفيذها بالإضافة إلى اختيار ضيوف مناسبين لمحتوى البرنامج، وتغطية جميع الأحداث والقضايا من جميع النواحي ثم توزع المهام على فريق العمل لإنجازها بالوقت المحدد.ما أبرز المحطات الرعلامية التي عملت بها؟ القناة الرياضية السعودية، قنوات أم بي سي برو، وروتانا خليجية، وعدت حالياً إلى القناة الرياضية السعودية كمدير للمحتوى. شخصية تدين لها بالفضل في مسيرتك الإعلامية؟ غانم القحطاني وبدر الفرهود. موقف عالق في ذهنك ولا تنساه خلال مسيرتك الإعلامية؟ كثيرة هي المواقف ولكن الموقف الذي لا ينسى هو الحضور الإعلامي الكبير والمشرف في نهائيات كأس العالم 2018 والأثر الكبير الذي تركوه على مستوى التغطيات ونقل الحدث بتفاصيله في ظل وجود وسائل الإعلام العالمية. *الكلمة الأخيرة لكشكراً لـ»الرياض» على إعطائي هذه المساحة.
مشاركة :