رغم الآمال التي أحيتها اتفاقات السويد، يدرك اليمنيون أن التفاهمات هذه تبقى هشّة بعد أربعة أعوام من الحرب وانعدام الثقة في ميليشيا الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانياً. ففي الحديدة، ساد الهدوء المدينة صباح السبت، بحسب ثلاثة من السكان، بعد اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة والمدفعية شهدتها أطرافها الشرقية والجنوبية مساء الجمعة. وشكّلت هذه المواجهات أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي كان دخل حيز التنفيذ صباح الجمعة. وقالت نهى أحمد لوكالة الأنباء الفرنسية: «فرحت كثيراً بالوصول إلى حل في الحديدة لكن فرحتنا لم تستمر». من جهته أكد عمر حسن أن سكان المدينة انتظروا بفارغ الصبر لتعود الحديدة هادئة ومطمئنة، لكننا أصبحنا اليوم نخشى عودة المواجهات واستمرارها. ويرى المحللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع اليمن على سكة السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة في الحوثيين. وقد دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعاً على إنشاء «نظام مراقبة قوي وكفء» لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة. وفي شارع في الحديدة، وقف المقاتل محمد عبده بين رفاقه يحمل بندقيته ويقول وهو يضرب بيده على البندقية: «لا نتوقع من العدو الالتزام لأن العدو مخادع ولا يوجد لديه سلام»، مضيفاً «السلام في أفواه البنادق». إلى ذلك تكرّرت الدعوات الحوثية في مساجد صنعاء إلى الانخراط في صفوف الحوثيين رغم اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، حسب ما نقلت وسائل الإعلام الحوثية.
مشاركة :