المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» بصمة واضحة وسمة مميزة على خريطة الثقافة السعودية، تتجدد فعالياته كل عام انسجاماً مع التطوّر الشامل الذي يشهده وطننا الغالي ويؤكد ضمن أهدافه على هويتنا العربية والإسلامية وتأصيل موروثنا الثقافي الوطني مع مواكبة التقدّم العلمي والتقني المعاصر، ويحظى بدعم واهتمام وعناية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله-. وقد شهدنا العام الماضي في «جنادرية 32» حرص سمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف، وزير الحرس الوطني، على أن تكون فعاليات المهرجان الوطني مواكبة للتطورات التي تشهدها المملكة، ومعبراً عن آمال وطموحات قيادتنا الرشيدة في أن يجسّد المهرجان وحدة الوطن وترابطه وأن يظل صعيداً يبرز ثقافته وتراثه. كما أن وضع شعار «أيقونة» لكل دورة من مهرجان الجنادرية خطوة رائعة تدل على إيمان عميق ووعي بدور الجنادرية ومواكبته وتطلع لحضور عالمي يليق بالوطن ويقف خلف هذا النجاح سمو وزير الحرس الوطني الذي باتت جهوده واضحة بتطوير الفعاليات والمحاور الثقافية وإبرازها بالشكل المشرف والجهود والترتيبات التي بذلها مؤخرا لتسجيل الجنادرية على لائحة التراث العالمي في منظمة «اليونسكو» كأفضل الممارسات بصيانة وحفظ التراث الثقافي. وإذا كان المهرجان الوطني قد انعقد في دورته الـ32 تحت شعار «الجنادرية.. مجد ورؤية» انسجاماً مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030 وما تتضمنه من مشروعات ومبادرات تعزز وتنمي الإبداع والثقافة والتراث في المملكة، فإن المهرجان رفع هذا العام شعار «الجنادرية.. وفاء وولاء» تعبيراً عن فرحة الوطن بالبيعة الرابعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والتي تتوافق معها دورة «الجنادرية 33» هذا العام. وفاء وولاء من الشعب لقائد الأمة الذي قاد البلاد إلى بر الأمان والتقدّم والتطوّر وسط ظروف عصيبة تمر بها المنطقة ومتغيرات متلاحقة، والثقافة منوطة بدور عظيم في ترسيخ الولاء، لتستمر مسيرة النماء المستدامة ومن ثم تحقيق الأمن والسلام. ويضطلع مهرجان الجنادرية بدور مُهم ورئيس في هذا الجانب، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في كلمته أمام ضيوف «جنادرية 32» عندما قال: «إن تنوع الثقافات وتعددها مطلب للتعايش بين الشعوب وتحقيق السلام بين الدول، وإن المهرجان الوطني للتراث والثقافة يجسّد تراث المملكة وثقافتها. الجنادرية محط الأنظار ومن خلالها نجدد الولاء للقيادة ونعزز الانتماء للوطن.. وطن المجد والثقافة والحضارة والتاريخ. الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف بكر هذال