تنيح القديس متى المسكين كما يطلق عليه "متاؤس الفاخورى"، في مثل هذا اليوم، حيث كان هذا الأب رئيس دير جبل أسوان، وكان ذا فضائل عظيمة.ولد عام 1919 بمدينة بنها فى مركز إسنا بمحافظة القليوبية وكان من عائلة غنية، ولكن في عام 1948 باع كل ما يمتلكه وتوجه إلى الرهبنة بدير الأنبا صموئيل العامر بجبل القلمون، وفي عام 1950 ترك الدير وتوجة إلى وادى الريان للتوحد، وانضم إليه 7 رهبان آخرين في عام 1960، وزاد العدد إلى 12 راهب في عام 1964سرعان ما هزلت صحته بسبب فقر الدير الشديد، ولكنه أجبر على الانتقال إلى دير السريان ـ وادي النطرون (سنة 1951). وهناك تقبَّل نعمة الكهنوت رغمًا عنه وعاش متوحدًا في مغارة وسط الصخور بعيدًا عن الدير، وبعد سنتين، كلف أن يصير أبًا روحيًا لرهبان الدير وعلى الأخص للشباب المتقدم للرهبنة حديثًا. وهكذا صار رائدًا للنهضة الرهبانية في الكنيسة القبطية في هذا الجيل.ظل يدبر هذه الجماعة الرهبانية الأولى وهو في مغارته بعيدًا عن الدير لمدة سنتين (1952-1954). وهناك أكمل أول كتاب له: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“. في 1954 اختاره بابا الإسكندرية الأنبا يوساب الثاني (بابا الإسكندرية)(1946-1956) وكيلًا له في مدينة الإسكندرية (بعد أن رفع درجته الكهنوتية إلى إيغومانس "قمص") حيث مكث حوالي سنة وشهرين (مارس 54-مايو 55) هناك، ترك في شعبها أثرًا روحيًا عميقًا ما زال ظاهرًا حتى اليوم في إكليروس وشعب الكنائس القبطية في الإسكندرية (حوالي 40 كنيسة).إلا أنه في أوائل عام 1955 آثر العودة إلى مغارته بالدير ليكمل حياته الرهبانية في الوحدة والسكون، أُقيل (تلغراف من أنبا يوساب) وعاد إلى دير السريان. وآنذاك ازداد الإقبال على التتلمذ له في طريق الرهبنة. في الجمعة 20 يوليو 1956 ترك دير السريان إلى ديره القديم (الأنبا صموئيل) طلبًا لمزيد من الخلوة والهدوء. فتبعه تلاميذه الجدد إلى هناك. ظل هناك 3 سنين رُشح خلالها للمرة الأولى ليكون بطريركًا.في عام 1960 عاد هو وتلاميذه إلى دير السريان استجابة لطلب البابا الجديد البابا كيرلس السادس (1959-1971)، لكنهم آثروا أن يرجعوا إلى حياة الوحدة والهدوء والكامل للحفاظ على روح الرهبنة الأولى. فذهبوا إلى صحراء وادي الريان 11 أغسطس 1960 (تبعد 50 كيلو عن أقرب قرية مأهولة بالسكان في محافظة الفيوم - في عمق الصحراء). عاشوا هناك في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم، بحياة مشابهة تمامًا وفي كل شيء لحياة آباء الرهبنة الأوائل أنطونيوس ومقاريوس. واستمروا هكذا 9 سنين. ازدادت جماعتهم الرهبانية بالرغم من انقطاع كل صلة بينهم وبين العالم. في هذه الفترة، ألَّف كتبًا روحية كثيرة ما زال يقرأها حتى الآن الشباب المسيحي في مصر والرق الأوسط ويتأثرون بها.في سنة 1969 دعاه البابا كيرلس السادس مع جماعته الرهبانية (12 راهبًا) للانتقال إلى دير أنبا مقار بوادي النطرون الذي كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه بمهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية في الدير من جديد. لم يكن فيه أكثر من خمسة رهبان (مسنين ومرضى) ومباني الدير توشك أن تتساقط. من هذا التاريخ بدأت النهضة العمرانية والنهضة الرهبانية الجديدة الملازمة لها. أصبح الآن (2006) في الدير حوالي 130 راهبًا. اتسعت مساحة الدير ستة أضعاف المساحة الأصلية بحيث تتسع لمائة وخمسين راهبًا. أصبح الدير محجًّا للزائرين ليس من مصر وحدها بل ومن كل العالم.استمرت حركة التأليف الديني مستمرة وأصبح له أكثر من 180 كتابًا بخلاف ما ينشره من مقالات في مجلات وجرائد دورية (أكثر من 300 مقالة). في عام 1988 بدأ في تأليف شروحًا لبعض أسفار العهد الجديد صدرت في 16 مجلد تتسم بالشرح الأكاديمي والتفسير الروحي واللاهوتي. ويتراوح حجم هذه التفسير ما بين 500 – 800 صفحة. وكان قد سبق أن ألَّف مجلدًا ضخمًا عن القديس أثناسيوس الرسولي سيرة حياته وجهاده ولاهوته (800 صفحة)، ومجلدًا عن الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار (800 صفحة)، ومجلدًا عن سر الإفخارستيا)أفخارستيا) (700 صفحة)، ومجلدًا عن حياة القديس بولس الرسول ولاهوته.
مشاركة :