عرفت محافظة الحديدة غرب اليمن تصعيدا كبيرا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة، فيما استهدفت غارات جوية مناطق متفرقة رغم التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار في السويد في محادثات السلام اليمنية، وسط تبادل للإتهامات بين أطراف الأزمة. أرشيف تبادل طرفا النزاع، القوات الموالية للحكومة والمتمردون الحوثيون، الاتهامات بخرق الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه في محادثات السويد ودخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة. وقال مصدر في القوات الموالية للحكومة اليمنية اليوم (الأحد 16 ديسمبر/ كانون الأول 2018) إن 29 مسلحا على الأقل قتلوا، بينهم 22 من المتمردين الحوثيين في الاشتباكات والغارات في المحافظة ليل السبت.  وأكد المصدر نفسه أنه تم أسر سبعة من مقاتلي المتمردين خلال هجوم في الدريهمي جنوب المحافظة. وصرح أحد سكان الحديدة في اتصال عبر الهاتف أن المواجهات التي اندلعت مساء السبت "عنيفة" مشيرا إلى استخدام "رشاشات ومدافع ومضاد طيران". وأضاف "فجر اليوم تراجعت حدتها وأصبحت متقطعة نسمعها بين الحين والاخر". وتابع "حتى أصوات الطيران لم تتوقف من الليل حتى الفجر".  في المقابل، تحدثت قناة "المسيرة" الناطقة باسم المتمردين الحوثيين الأحد عن "أكثر من خمسين قذيفة مدفعية وأكثر من سبع غارات خلال الساعات الماضية" في الدريهمي.  وتأتي الاشتباكات بعد أن توصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون في محادثات في السويد استمرت لاسبوع واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة على ساحل البحر الاحمر ومينائها الحيوي، ووقف إطلاق النار في المحافظة التي تشهد منذ أشهر مواجهات على جبهات عدة.  وصف المتمردون الحوثيون السبت الاتفاقات التي تم التوصل إليها في السويد، وبينها وقف اطلاق النار في الحديدة، بـ"الانجاز"، في وقت اكدت أيران أنّها مستعدة لاستخدام نفوذها في هذا البلد للمساعدة على إنهاء الحرب. وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/ مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء. وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد. ح.ز/م.س (أ.ف.ب)