بقلم : محمد احمد آل مخزوم قرار وزارة التعليم برفع مستوى الدبلوم التربوي للمعلمين إلى مستوى الدراسات العليا كان قراراً صائباً بامتياز، فالمعلم بحاجة لدراسة أربع فصول دراسية في الجوانب التي لها علاقة بالتربية لضمان حصوله على القدر الكافي من طرق التدريس الحديثة، ناهيك عن اكتسابه مهارات تدريس ومعلومات ومواقف ينفع من خلالها نفسه وينقل خبراته لطلابه. المعلم هو الأساس في العملية التعليمية، ويجب أن تذلل له كافة السبل، وما لم يتم الإعداد الكافي للمعلم فسوف تكون المخرجات ضعيفة، على اعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه، لكنَّ الاعتماد بالكلية على المعدل التراكمي لا يكفي لقبوله إذا لم يكن لديه قناعة بالعمل في مهنة التعليم. أن يتخذ المعلم مهنة التدريس وظيفة دون أن يكون لديه ميول واتجاهات نحو المهنة، فهذا يعني أننا سوف ندور في ذات الفلك الذي درجنا عليه ردحاً من الزمن، فالمقابلات الشخصية للمعلمين سوف تكشف كثيراً من السمات التي ربما تغيب عن نظر المسؤول، وهو ما ينبغي الاعتناء به عند القبول لهذه المهنة. لفت نظري أن بعض المعلمين لا يجيد التحدث بالعربية وهي اللسان الذي ينطق به، كما لا يستطيع أن يكتب سطراً واحداً للتعبير عن قضية، ناهيك عن الأخطاء الإملائية والخط الرديء؛ فكيف لمثل هذا أن يتصدر لمهنة التدريس؟ وماذا يمكن أن يقدم لتلاميذه؟. ما سبق يستلزم وضع معايير ومحكات مقننة عند القبول لهذه المهنة، وهو ما ينبغي التأسيس له في المستقبل، دون إهمال التقدير والنسبة التي تحصل عليها في المؤهل واختبار القياس، ويكفي أن يخضع المعلم للاختبارات الثلاثة “الخط والتعبير الشفهي والتحريري والإملاء” للكشف عن قدراته وإمكاناته للقبول لهذه المهنة من عدمها !. إن نهوض المجتمعات والأمم يبدأ من النهوض بالمعلم فهو من يقع عليه العبء في تعليم تلاميذه وتربيتهم، ما يستلزم منحه الخيط والمخيط بعد تعريفه بحقوقه وواجباته، وإعادة هيبته، وتعزيز مكانته في مجتمعه من خلال التوعية والإعلام، وتسهيل السبل عند رغبته بالزيادة في العلم والمعرفة أو الحصول على الشهادات العلمية الأعلى في الداخل أو الخارج !. ومن المناسب تشجيع المعلم في قضايا التعليم، والاستئناس برأيه من قبل وزارته قبل إقرارها، فهو من يقف في الميدان التربوي، ولديه ما يمكنه تقديمه من مقترحات ورؤى عند الاستماع له، وحثه على الابتكار والمعرفة للوصول للأهداف المرجوة بمشيئة الله تعالى !.
مشاركة :