قدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، استراتيجية وطنية للخروج من الأزمة السياسية الفلسطينية الحالية، تستند على أربع محاور رئيسية، تتمثل في تحقيق الوحدة الوطنية، القائمة على الشراكة السياسية، خاصة في ظل التحديات الصعبة والاستثنائية التي تعيشها القضية الفلسطينية، مؤكدا جاهزية حماس للذهاب إلى أبعد مدى لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كل القوى الوطنية والإسلامية. وقال هنية في خطابة، “إننا في حماس جاهزون لإجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني بعد ثلاثة أشهر من تشكيل حكومة الوحدة، وجاهزون من الآن لتنفيذ اتفاقيات 2011”. وشدد على ضرورة وقف كل أشكال التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال، الذي يقوم بعمليات البطش والقتل بحق الشعب الفلسطيني ويقوم بعمليات التهويد للأرض وللمقدسات الفلسطينية. ودعا هنية إلى عقد اجتماع فلسطيني عاجل، وقال “إنني مستعد إلى لقاء الأخ أبو مازن في غزة، أو القاهرة، أو في أي مكان لكي نتباحث في ترتيب لقاء فلسطيني موسع، تشارك فيه القيادات الفلسطينية من الداخل والخارج، لبحث واقع القضية الفلسطينية، تحضنه القاهرة بصفتها عاصمة العرب”. ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس لبناء رؤية فلسطينية شاملة ونتفق على استراتيجية وطنية تحدد المسارات السياسية والمقاومة والشأن الفلسطيني الداخلي، وعقد الاجتماع الإطاري المؤقت لمنظمة التحرير ولتطبيق تفاهمات 2017 في بيروت لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الفلسطينية مع المحيط العربي والإسلامي، مقدما شكره لكل الدول التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وفي المقدمة منها مصر. وفيما يتعلق بقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن “تحرير الأسرى مسؤولية الجميع، وإن المقاومة التي حررت بعضا منهم ستحرر كافة الأسرى من السجون الإسرائيلية، لن يطول الزمن حتى نحرركم، ولن يطيب لنا مقام إلا وأنتم بيننا أحرار أعزاء”. وكشف هنية، في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقة حركة حماس، أن كتائب الشهيد عز الدين القسام تمتلك معلومات كاملة ودقيقة حول القوات الخاصة، التي دخلت على غزة، وأن لديها أماكن دخول وخروج هذه الوحدة وكم ساعة قضت في غزة، وقال هنية مخاطيا الاحتلال الإسرائيلي، إن “أرض غزة حرام عليكم، من يدخل غزة إما قتيلا أو أسيرا”. واستطرد قائلا، عندما حاولت القوات الخاصة التسلل إلى داخل غزة والعبث بأمن المقاومة، وأن ترسم معالم صراع الأدمغة بطريقتها الخاصة، ولكن كان رجال المقاومة على مستوى التحدي في وجه المعتدين فقتلوا وجرحوا العديد من أفراد القوة الخاصة، التي حاولت النيل والعبث بحالة الأمن في غزة. وأكد على وجود معلومات أمنية وفنية بين أيادي مهندسي القسام سيساهم في فهم عمل القوات الخاصة، التي عملت من مكان ودولة، وسيكون لهذا الكنز الأمني الذي لا يقدر بثمن، دور هام في عملية صراع الأدمغة مع الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح هنية، أن مسيرات العودة أكدت أن هذا الجيل متمسك بحق العودة، فالشعب الفلسطيني لا يفرط بأرضه أو بمقدساته، وأن مسيرات العودة وضعت ملف حصار غزة على الطاولة الإقليمية والدولية بعد سنوات صعبة من الحصار والتضييق وضرب إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني، وقد حققت الخطوات الأولى على طريق كسر الحصار، الذي فرض على غزة. وأكد هنية، أنه ورغم كل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، إلا أن القدس ما زالت عربية وإسلامية والقدس ما زالت في حراسة المرابطين والمرابطات، وهي ما زالت في عيوننا، وإن قرار نقل السفارة إلى القدس لن يغير أي شيء على الأرض أبدا. وشدد هنية على أن الشعب الفلسطيني قال بالدم والتضحيات لا لصفقة القرن، وأن الصفقة لن تمر ولو راح هذا الرأس عن هذا الجسد، وهو ما أكد عليه شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس.
مشاركة :