قال سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، إن بلاده تحترم حرية الرأي والتعبير. وأضاف سعادة وزير الخارجية التركي، في جلسة عقدت اليوم بعنوان "صناع الأخبار" ضمن فعاليات منتدى الدوحة الثامن عشر، أن تركيا لديها رئيس أنجز الكثير من الإصلاحات وقام بثورة إصلاحية ناجحة في السنوات الخمس الأخيرة، وغير البلاد وتغلب على العديد من التحديات بما في ذلك الانقلاب الفاشل صيف 2016، موضحا أنه "إن حدثت اعتقالات جراء هذه المحاولة لصحفيين أو غيرهم فالأمر متروك للسلطة القضائية، لأنها هي التي تقرر". وأكد أن بلاده تتبنى معايير المجلس الأوروبي والاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص، مضيفا "لدينا قائمة بأسماء من هم في السجون ويمكن الاطلاع عليها وعلى التهم الموجهة لكل منهم، مشيرا إلى أن "الوظيفة ليست مهمة، صحفيا أو غيره، بل المهم هو ما جرى ارتكابه من جريمة بحق تركيا". وأوضح أن الكثير ممن يدعون حرية الصحافة ومنهم الأوروبيين يغمضون أعينهم عما يحث من انتهاكات وتجاوزات في هذا الخصوص. وتطرق سعادة الوزير التركي لقضية القس الأمريكي برانسون الذي أطلقت تركيا سراحه مؤخرا، واصفا إياه بأنه رجل استخبارات أمريكي، متناولا على صعيد ذي صلة دعم الولايات المتحدة لوحدات الحماية الكردية في سوريا وتزويدها بالسلاح، واحتضانها كذلك لـ "فتح الله غولن" وهو قائد الانقلاب الفاشل. وحول الوجود الأمريكي والتركي في سوريا، قال إن هناك تعاونا بين البلدين فيما يعنى باستقرار منطقة الشمال السوري، لافتا إلى أن لدى أنقرة خارطة طريق لمدينة "منبج" بعد العمليات في الجزء الشرقي من نهر الفرات وذلك لحماية المنطقة والسكان المحليين من خطر العناصر الإرهابية، مؤكدا أن ذلك مهم لتركيا ولسلام المنطقة. ونوه بأنه سيتم الأسبوع المقبل الإعلان عن لجنة الدستور في سوريا، مشيرا إلى التعاون القائم بين بلاده وروسيا وإيران، مؤكدا ضرورة أن يقوم السوريون أنفسهم بكتابة دستور شامل لبلادهم، يلي ذلك الإعداد لانتخابات ديمقراطية وشفافة تحت مظلة الأمم المتحدة، ليختار الشعب السوري بعد ذلك من يحكمه بعد الانتخابات. من جهة أخرى، أكد سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي أن الأزمة الخليجية مفتعلة، مضيفا أنه من المؤسف أن تسعى دول لخلق أزمات مصطنعة من أجل مصالحها الخاصة. ونبه إلى أن ما حدث من أزمة مع قطر وحصار شعبها ليس منصفا ولا عادلا، مشددا على أن قدرات وإمكانيات دولة قطر قد تعززت الآن وأصبحت الدولة مكتفية ذاتيا ما يؤكد أن الحصار لم يضعفها. كما نوه بأن دول الحصار لم تقدم حتى الآن أي دليل يثبت الاتهامات الموجهة لدولة قطر، مستعرضا في الوقت نفسه الجهود التي قامت بها بلاده لإنهاء تلك الأزمة، والزيارات التي قام بها لكل من قطر والكويت وأطراف أخرى في الأزمة، مؤكدا دعم تركيا الكامل للوساطة الكويتية، ومعربا عن أسفه لكون الوضع لا يزال على حاله. وفي سياق آخر، وصف وزير الخارجية التركي، خلال الجلسة، عملية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول بـ "الجريمة البشعة التي تم ارتكابها عن عمد وسبق إصرار". وقال سعادته إن تركيا قامت منذ البداية بتحقيق شفاف وذي مصداقية لكشف ملابسات هذه الجريمة، حيث أطلعت دولا ومؤسسات على نتائج التحقيقات وأتاحت الفرصة كاملة للاستماع لأشرطة التسجيل، منوها بأن خاشقجي جرى اغتياله عن تخطيط مسبق، وأنه لم يشارك في عراك أو اشتباك أدى لمقتله كما أدعى الجانب السعودي أولا، مضيفا "جاءوا بخبير جنائي لتقطيع جثته، وهو شخص مريض يستمتع بتقطيع الناس، وتحويل جثثهم إلى أشلاء، وربما كان مخدرا لأنه لا يمكن لإنسان سوي أن يقوم بهذا الفعل الشنيع بتقطيع الجثة". وجدد أن تركيا أبدت منذ ارتكاب الجريمة استعدادها التام للتعاون مع السلطات السعودية لكشف ملابسات هذه الجريمة، مشيرا إلى أن تركيا أطلعت الخبراء السعوديين الذين جاءوا إلى أنقرة على نتائج التحقيقات، في حين لم يقدم هؤلاء بالمقابل أي معلومات للجانب التركي، بينما حصلوا هم منه على كل شيء. وطالب السلطات السعودية بالقيام بتحقيق سريع وشفاف ذي مصداقية حول جريمة مقتل خاشقجي، مضيفا "نريد أن نعرف مصير جثته والأشلاء التي تم إخراجها من القنصلية وأين هي الآن ". ولفت إلى أن تركيا ناقشت هذا الملف مع الكثير من الأطراف ومنهم الأمريكيون، متسائلا عن سبب رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربط الجريمة بالسعودية، منوها بأن الرئيس رجب طيب أردوغان عازم على كشف كل الحقائق، وبأن تركيا لن تقبل أي مقترح يرمي للتستر عن هذه الجريمة. وتابع "لقد اعترف السعوديون بوجود متعاون محلي تسلم منهم جثة خاشقجي.. عليهم أن يكشفوا عنه"، فيما أبدى استغرابه من قولهم إنهم سيبعثون لتركيا بصورة تقريبية له، متسائلا "كيف لهم أن يتعاونوا مع شخص لا يعرفونه؟، بالتأكيد أنهم قد اجتمعوا به ويعرفونه، لم يختاروه بطريقة عشوائية". وأكد أنه رغم شفافية ومصداقية التحقيقات التي تقوم بها تركيا، إلا أنها لم تحصل على تقدير من أولئك الذين يغمضون أعينهم عما حدث من جريمة طالت بشرا وإنسانا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السيدة جينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية زارت أنقرة واستمعت واطلعت على التحقيقات المرتبطة بالجريمة.;
مشاركة :