دير اللافرا الكبير.. في اليونان كنز أثري

  • 12/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في جبل آثوس باليونان يوجد دير اللافرا الكبير والذى يعتبر أقدم وأكبر دير نشأ فيه، حيث تم بناءه على "نتوء" صخري في جنوب شرق آثوس عند انحدار الجبل تدريجًا نحو البحر بتلال صغيرة خضراء، ويبعد الدير عن الشاطىء، المحمي ببرجٍ، حوالي العشرين الدقيقة سيرًا على الأقدام أما برًا فيبعد الدير عن كارييس العاصمة 7 ساعات.في العام 963 م باشر القدّيس أثناسيوس الآثوسي بتأسيس دير اللافرا، وبحسب ما جاء في سيرة الراهب أنه سيّج أرض الدير ومن ثم أخذ ببناء كنيسة الدير الأساسية، "الكاثوليكون"، وبعد ذلك أنشأ القلالي، وذلك ب تبرّعات الأمبراطور فوقاس الذي لم يفِ بوعده أن يصير راهبًا مما حمله على التعويض عن ذلك بالأموال للبناء والمؤن لأول ثمانين راهبًا في الدير.وفى تاريخ الدير يذكر الرهبان معجزة نُسبت للسيدة العذراء، حول ملئها مخازن الدير خلال المجاعة التي ضربت الإمبراطورية بين العامين 962 و963 م، بعد وفاة الإمبراطور فوقاس خلفه الإمبراطور يوحنّا تْسيميسكيس الذي ربطته علاقة ودية بأثناسيوس فزاد من الدعم المادي الذي خُصص للدير، وهكذا أكمل القدّيس بناء الدير الذي أصبح نموذجًا لباقي الأديرة في جبل آثوس.حمل سكانى الدير شعار "النظرة المشتركة إلى غاية الحياة التي هي الخلاص وأن يكون الرهبان، في حياة الشركة، قلبًا واحدًا وإرادة واحدة، وأن تكوِّن الأخوية، برغبة واحدة، جسمًا واحدًا قوامه أعضاء كثيرة"، وبعد فترة أرسل الإمبراطور يوحنّا تْسيميسكيس إلى آثوس أفتيميوس ستوديون الذي وضع للجبل المقدّس أول تنظيم رسمي له عُرف بـ "تريجس" وذلك عام 972 م. من ذلك الوقت ابتدأت أديرة شركوية تحلّ محلّ الأكواخ، فتأسّست أديرة فاتوبيذي وإيفيرون ودوخياريو،وفى عام 1001، تلبية لحاجات الشركة في دير اللافرا، جرى توسيع الكاثوليكون. رَسم حائطيات الكنيسة الرسام الكريتي ثيوفانيس في العام 1535 م وهي الأروع في كل الجبل، في الكاثوليكون كنيستان جانبيتان، إحداهما للقدّيس نيقولاوس والأخرى للأربعين شهيدًا. وفي هذه الأخيرة ضريح القدّيس أثناسيوس الذي يجترح عجائب لمن يطلب شفاعته، في هذه الكنيسة يوجد أيقونتان مهمتان، واحدة للمسيح والأخرى للسيدة العذراء كتذكار للأعجوبة التي قامت بها عندما ملأت مخازن الدير. منذ ذلك الحين هي القَيِّمة على مخازن الدير، أما الراهب الذي يقوم بهذا العمل في الدير فيُعرف بنائب القيِّم على المخازن. مرسوم في الأيقونة 14 شخصية كان لها علاقة بالدير وتأسيسه، يحوي الدير 34 كنيسة صغيرة أهمها للقدّيس جاورجيوس والقدّيس أثناسيوس وعذراء كوكوزاليسا.أما عذراء كوكوزاليسا هي أيقونة للسيدة العذراء كان جالسًا قربها القدّيس يوحنا كوكوزالس عندما قالت له "افرح يا ابني يوحنّا، رتّل ولا تكفّ عن الترتيل ولن أتخلّى عنك". وقد أعطته العذراء قطعة ذهبية، فلما استفاق من غفوته كانت يده قابضة على القطعة الذهبية كما أعطته إيّاها، هذه القطعة الذهبية عُلّقت على الأيقونة حتى القرن 17، بعد ذلك الحين يقول التقليد إنها اختفت.من أشهر معالم الدير،أيضًا، الحوض الذي يقام فيه تقدّيس الما) إلى جانب الكنيسة وهو الأكبر والأقدم في كل جبل آثوس، كذلك قاعة الطعام المُشيَّدة على شكل صليب مقابل الكاثوليكون، والمتميِّزة بالحائطيات التي رسمها رسّامون كريتيون، ومنها 24 مشهدًا لنشيد مديح والدة الإله والمجيء الثاني وصور من الإنجيل وحياة القدّيسين.وفي مبنى آخر مكتبة الدير التي تحوي 2046 مخطوطة منها 470 كتابًا مخطوطًا و50 درجًا (فرامانًا) وحوالي 30.000 كتاب مطبوع، ولديه كنوز كثيرة من ذخائر قدّيسين إلى تاج الإمبراطور نيقيفوروس وثيابه الليتورجيه وصواني كنسية وأغلفة للكتاب المقدّس وغيرها.

مشاركة :