بيروت – عزز وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل الآمال في قرب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، المتعثرة منذ أشهر. وقال باسيل الذي يتولى رئاسة التيار الوطني الحر للبنانيين، الأحد “إن شاء الله نأتي لكم بعيدية وهي تشكيل حكومة، وهذه تكون عيدية لكل اللبنانيين، ولكن علينا الحفاظ على قيمتها، لأنه إذا فقدت قيمتها لا تعد عيدية إنما مشكلة”. وأضاف باسيل “نحن نريد أن نأتي لكم بحل، والحل يقوم على ألا يكون هناك ظلم ولا إكراه ولا إقصاء ولا احتكار، بل عدالة، وعدالة التمثيل هي التي تأتي بحكومة وحدة وطنية، وإن شاء الله بالأعياد تكون لدينا حكومة وحدة وطنية فيها عدالة التمثيل”. ويشهد لبنان منذ 7 أشهر تعثرا في تشكيل حكومة جديدة. ولئن نجح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في حلحلة معظم العقد بيد أنه يجد صعوبة في تجاوز عقدة افتعلها حزب الله وهي تمثيل النواب السنة الموالين له في الحكومة. ويصر الحريري على رفض تمثيل هؤلاء النواب من ضمن حصته، في ظل إدراكه بأن العقدة المفتعلة ترمي لإضعافه، وضرب أحادية تمثيله للسنة داخل الحكومة العتيدة. وتتحدث تسريبات عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون قبل التنازل عن حقيبة من ضمن حصته لأحد هؤلاء النواب، في محاولة لإنهاء الأزمة التي بدت خلال الفترة الماضية شبه مستعصية، وهو ما يفسر، وفق المتابعين، عودة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة، وإن كان كثيرون يبدون حذرين في الجزم بمدى صحة الأمر خاصة وأن عون بدا وحزبه التيار الوطني الحر متمسكين بالثلث المعطل داخل الحكومة. وقال عضو المجلس المركزي لحزب الله نبيل قاووق الأحد “النواب السنة المستقلون صاروا جزءا من المعادلة السياسية ولا يمكن لأحد أن يتجاهل حقهم أو أن يلغيهم”. الجيش الإسرائيلي يعلن اكتشاف “نفق هجوم” جديد لحزب الله للتسلّل من أراضي لبنان إلى إسرائيل، هو الرابع منذ العملية التي أطلقها مطلع ديسمبر واعتبر قاووق أن “الحديث عن رفض حزب الله للثلث الضامن لرئيس الجمهورية افتراء، وأن الحزب يشجع على زيادة حصة الرئيس لأنه كلما كان في موقع قوة داخل الحكومة كلما كانت الضمانة والتأثير والفعالية أكثر، وحزب الله لا يمانع إذا كانت حصة رئيس الجمهورية 11 أو 12”. وكان الحريري قد أعلن الخميس عن قرب تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن جميع الفرقاء بالبلاد يعلمون أن “الاستقرار الاقتصادي أهم من أي أجندة سياسية”. جاء ذلك في حوار مفتوح أجراه الحريري، في “المعهد الملكي للشؤون الدولية”، بالعاصمة البريطانية لندن، بحضور رجال أعمال وصحافيين. واعتبر الحريري أنه “رجل صبور، ومستعد للانتظار لإيجاد الحل من أجل تأليف الحكومة، ومتأكد أننا سنصل إلى حكومة قريبا”. ويواجه لبنان تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة في ظل تحولات عاصفة تشهدها المنطقة، الأمر الذي يفرض على اللبنانيين المسارعة إلى تسوية الأزمة الحكومية وإنهاء حالة الفراغ. وآخر هذه التحديات العملية التي تقوم بها إسرائيل تحت عنوان درع الشمال على حدود لبنان، حيث تتهم حزب الله بإنشاء أنفاق لمهاجمتها مستقبلا. ولئن أبدت إسرائيل حرصا على عدم تصعيد الموقف هناك وحصر العملية في الكشف عن الأنفاق، بيد أن أي تطور غير مقصود قد يقود إلى مواجهة بين الجانبين. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد اكتشاف “نفق هجوم” جديد لحزب الله للتسلّل من أراضي لبنان إلى إسرائيل، هو الرابع منذ العملية التي أطلقها مطلع ديسمبر. ولم يحدّد الجيش مكان النفق على الحدود مع لبنان وقال إنه لا يشكل “تهديدا وشيكا” للسكان الإسرائيليين في محيطه. وكما حدث عندما تحدث عن الأنفاق الثلاثة التي كُشف عنها في وقت سابق، أشار الجيش إلى أنه وضع عبوات ناسفة داخل النفق وحذر من أن أي شخص يدخله من الجانب اللبناني سيكون معرضا للخطر. وخاضت إسرائيل حربا في 2006 ضد حزب الله انتهت بهدنة أشرفت عليها الأمم المتحدة. ويُعد الحزب المجموعة الوحيدة التي لم يُنزع سلاحها بعد الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين العامين 1975 و1990. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد “تتحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن حفر الأنفاق من داخل الأراضي اللبنانية”. وأشار إلى أن الأنفاق تُشكل “خرقا فادحا للقرار الأممي 1701 (الذي أنهى حرب 2006). وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن على قوات حفظ السلام (يونيفيل) “القيام بمهمة أقوى وأكثر حزما”. وحتى الآن، أكدت اليونيفيل وجود نفقين من الأنفاق التي قالت إسرائيل إنها اكتشفتها.
مشاركة :