مطلق الجبعاء يقف محلقا ينظر للبعيد يتأمل رحيل حبيب، وجدار شاركه الجوار مع من لا يعرف. الدمام ـ على غصن "القصيدة" وقف محلقا ينظر للبعيد يتأمل رحيل حبيب، وجدار شاركه الجوار مع من لا يعرف، وقدم تركل حجرا على صاج شارع في عز الظهيرة، ودمعة تتسلل على فرقي حبيبة، ولوعة فرقي الصديق تدمي الفؤاد، افترش البساطة وتدثر بالحزن اصطلت نيران حروفه من شرايين قلبه دفء. أثلج مشاعره بزمهرير المعاناة، لسان حاله يقول : هب الهوا غرب وانفكت حناياه للذكريات القديمة من سنينه سوالف الي سكن قلبي وخلاه مافارقتني وأنا ويني ووينه لازلت اسمع صدى صوته وذكراه وأشوف حسنه واشمه ياسمينه لوهو ترك قلب يجهل وش خطاياه صابر لو الصبر بأطرافه غبينه الشاعر السعودي مطلق الجبعاء شاعر عشق الحرف صوته الرخيم حاضر غير مستهلك، المتخلي عن كل العوالق والمهاجر نحو الذات، شاعر يلتقط معانيه من حصى الشوارع، يحول لوحات البلدية إلى مطلع قصيدة، وحين نقرأ له نعود لأنفسنا نوستاليجا مرعبة يستطيع أن يصنعها بحروفه. كان ضيف "جمعية الثقافة والفنون" بالدمام مساء الخميس، نثر القصيد على "مسرح الجمعية" لحنا تناغم مع ألحان "أوتار آلة العود" وشجي "لحن القانون" عبقت الحروف بالياسمين وعطرت الكلمات أجواء المكان، ناجى الجمهور مع مناجاته لحبيبته وهام بهم معه في سماواته الصافية. حبيبتي يا أجمل جميلات العرب كيفي وأنا سيد الوزن والقافية الشمس يا عمري يغطيها سحب جعل سماواتي بحبك صافية احلم عمر وإياك وأتمنى وأحب مابي عمر كامل دقيقة كافية رسالة يرسلها الشاعر عبر الحروف شارحا عبر الإحساس قسوة اللحظة ومرارة العذوبة في الشعر. dammam الشمس يا عمري يغطيها سحب جعل سماواتي بحبك صافية كانك تظن ان الشعر كلام ؟ ضيعت الدليل وكانك تظن ان الشعر مقدور جانبت الصواب الشعر لحظة حاسمة تشابه السيف الصقيل الشعر يفرز شاعرة يهاب ولاما يهاب لحظة كتابتها احس القلب بضلوعي يسيل واحس كل الارض بعيوني غدت ريشة غراب واحس كني شايل الدنياء وانا جسمي نحيل واحس لومااكتب شعر بموت من كثر العذاب تهيم "الكلمات" وهي تبعثر "الحروف" بين الأنغام، حيث يأخذ الشعر منحى مختلفا يغيب عن الواقع ليفيق في الماضي، يستنزف الذكريات بسخط وواقعيه لامحدوده جر معها "الشاعر" مخيلة الحضور الى لحظات حفظت في أرشيف ذكريات الماضي دثرت بغطاء من "التناسي"، لكن استطاع "الشاعر" أن يكسر جمود "الحديد" وينفض "الصداء" ويكسر "قفل الذاكرة" ويستحثها لمجاراته في سخريته من الواقع المثالي باستسلام تام. ويستمر التحليق في سماء الشعر بجناحي الحروف والكلمات، وجناح الإحساس والمشاعر، متنقلا بين أفنان الشعر يقف تارة على غصن الحزن وألم الفراق وتارة على غصن الذكريات وأخرى على غصن الأنين والألم والغصة لكنه يعود ليواجه نفسه بكل واقعيه عن كينونته ويجيب على نفسه بفلسفته الخاصة مستوحيا من واقعه اجابه لجميع علامات الاستفهام. وش جابني؟ في كل مره قلبي يصيبه احد وهالمره قلبي اللي صابني وش جابني؟ جيت اسالك مو لازم اعرف من متى تحبني؟ اللي يهم اللي متى بتحبني؟
مشاركة :