وصلت مسابقة كأس سمو ولي العهد الـ26 لكرة القدم الى مراحلها الحاسمة، ببلوغ 4 فرق العتبة قبل الأخيرة نحو اللقب وتأهلها الى الدور نصف النهائي الذي تفتتح منافساته، بعد غد الأربعاء، حيث يلتقي «الكويت» البطل 6 مرات مع النصر الباحث عن التتويج الأول في البطولات الرسمية، فيما يشهد يوم الخميس مواجهة «دربي» تجمع القادسية حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي في مرات التتويج باللقب (9 مرات) بغريمه العربي (7 ألقاب).وكانت منافسات الدور ربع النهائي أسفرت عن فوز النصر على خيطان بهدفين دون مقابل، و«الكويت» على السالمية بالنتيجة ذاتها، فيما تغلب القادسية على الفحيحيل بثلاثية نظيفة، وتجاوز العربي عقبة الجهراء بهدف وحيد.وعلى غرار الدور التمهيدي، خلت منافسات ربع النهائي من المفاجآت وسارت معظم المباريات نحو ما كان متوقعاً لها، بيد ان ما اختلف عن الدور السابق تمثل في افتقاد غالبية ثلاث من المواجهات الأربع الى الاثارة في مجرياتها، فيما جاءت الاثارة في اللقاء الرابع من خارج الملعب وليس داخله.ففي مواجهة «الكويت» والسالمية التي كان من المؤمل ان تشهد اثارة وارتفاعاً في المستوى الفني قياساً بالدافع الموجود لدى الفريقين وما يضمّانه من عناصر، كون المباراة تأتي في اطار تنافس قوي على لقب الدوري المتوقف حالياً، إلا أن ما حدث كان مغايراً، فقد قدم الجانبان أداء رتيباً تمكن من خلاله «الأبيض» من تسيير المجريات لمصلحته حتى النهاية بعدما انهى الشوط الأول متقدماً بهدف متأخر كرّس به سيطرته على المجريات، قبل ان يتراجع في الشوط الثاني امام ضغط منافسه والذي كان سلبياً لدرجة أن «السماوي» لم يهدد مرمى الحارس حميد القلاف سوى مرتين فقط.وفيما كان السالمية يأمل في انهاء الشوط الأول متعادلاً - على أقل تقدير - لتنفيذ خطة مختلفة بعد الاستراحة، وجد الفريق نفسه أمام خيار الاندفاع غير المحسوب الى الهجوم لتعويض التأخر، وهو ما اتاح لـ«الكويت» فرصاً عدة من خلال استغلال المساحات في هجمات مرتدة اثمرت احداها عن ركلة جزاء وهدف ثان حسم به المواجهة.واللافت أن المباراة التي لم تقدم الاثارة المنتظرة في مجرياتها، حملت في نهايتها ما هو مثير وسلبي في الوقت نفسه مع المشاجرة التي حدثت بين احتياطيي واداريي السالمية ولاعب «الأبيض» العاجي جمعة سعيد اثر خروجه من الملعب بعد استبداله، قبل ان يشهر الحكم علي محمود البطاقة الحمراء في وجه لاعب «السماوي» علي نادر، والصفراء الثانية لجمعة الذي سيغيب عن نصف النهائي.في المقابل، لم تشهد المباريات الثلاث الأخرى أي ندية او تنافس حقيقي بين اطرافها، فتفوق النصر على خيطان بسهولة بعدما قدم اداء جيداً تمكن فيه من تحييد منافسه وفرض اسلوبه عليه.أما القادسية حامل اللقب والذي كان يسجل ظهوره الأول في البطولة بعدما نأت به القرعة عن خوض الدوري التمهيدي لكونه حاملا للقب، فلم يعان كثيراً للتخلص من الفحيحيل الذي خاض اللقاء وسط ظروف غير مواتية تمثلت في غياب لاعبه الأردني منذر أبو عمارة الموقوف، وعدم اكتمال تعافي المهاجمين عبدالهادي خميس وسالم الهاجري.وكان اللقاء فرصة لمدرب «الأصفر»، الروماني ايوان مارين للدفع بتشكيلة لم تضم سوى لاعب أجنبي وحيد هو المدافع النيجيري ابيابوي بكر، فيما شهدت مشاركة المهاجم يوسف ناصر بعد غياب وظهوره بمستوى جيد الى جانب البديل سيف الحشان.وفي اللقاء الاخير، حجز العربي مقعده في نصف النهائي على حساب الجهراء من دون ان يقدم المستوى المنتظر منه اذ احتاج الى خطأ من الحارس خالد جاسر ليسجل هدفه الوحيد عبر النجم حسين الموسوي.ومع ذلك، فإن العربي لم يكن مطالباً بربح رهان العرض مع النتيجة في لقاء «كؤوس» والأهم بالنسبة الى الفريق ومدربه السوري حسام السيد كان بلوغ الدور التالي وضرب موعد ساخن مع الغريم التقليدي.بدروه، لم يكن الجهراء سيئاً، غير انه في المقابل، لم يحسن التعامل مع الفرص التي لاحت له وأهدرها المهاجم الكاميروني رودلف دانغر برعونة.
مشاركة :