وكان رحمه الله مأخوذ الضجيج بالبحرين وأهل البحرين: حباً لا يُجاري خصائص حبه أحد: فالحياة كلها عنده بحرين وفاءً صادقاً لأهل البحرين، وكان رحمه الله يعيش البحرين وهو خارج البحرين (!) في الستينات أو السبعينات لا أذكر بالدقّة رأيته في بيروت في طريقه للدراسة في الاتحاد السوفياتي، وبالتحديد كان يقول وأنا في حديث معه: سوف أدرس الطب وأكون طبيباً بحرينياً واعداً يقدم العلاج بأمانة مهنيّة في البحرين ولأهل البحرين... وكنت أراه خارج البحرين وكأنه وجد روحه في البحرين يومها كانت (موسكو) ملاذ وطن عنده في البحرين... إلا إن البحرين تمتاز عنده عن كل بلدان الدنيا... أن تحب البحرين حباً وطنياً صادقاً ذلك بالضرورة وطنياً أن تحب الوطن الثاني لأهل اليسار الاتحاد السوفياتي: ويوم أن سقط الاتحاد السوفياتي كاد قلبه أن يسقط حُزناً مع سقوط الاتحاد السوفياتي (!) الدكتور إسماعيل القصاب أكثر الناس الذين عرفتهم وعرفه غيري (...) في بذل المساعدة لمن هو حائر الحاجة (...) وكان لا يألو جهداً في بذل المستحيل لتلبية مُتطلبات حاجة الآخرين، وكانت سمعته المهنية الوطنية سمعة لا يُجاريها ولا ينكرها عليه أحد (!) فارط الكرم، عزيز النفس، لا يردُ يداً تمتد إليه طالبة الحاجة، وأحسب أن كل كريم يحمل في طياته على الأكثر روحاً وطنية تفيض كرماً للمواطن وللوطن... وأحسب أيضاً أن صفة الكرم لها تجليات موضوعية بالرجولة عند الإنسان (!). وعلى قارعة الطريق (...) «مكتوب» علينا الرحيل وتدمع عيون الآخرين على من يرحل... إلا أن الدموع لا تعيد الأموات إلى الحياة... أفي الدموع رجاء؟ أم في الدموع يأس، مثل هذه الأسئلة مرَّت على ذاكرتي وأنا في كتابة هذا التأبين لراحلنا العزيز الدكتور: إسماعيل القصاب (!) ما أحبّ الإنسان للحياة والذي لا يُحب الحياة لا تحبه الحياة، وقد كان الراحل إسماعيل القصاب شديد الحب إلى الحياة، وكنت أرى أن حب الحيادة عبادة (...) ونحن نعبد الله في الحياة التي نُذريها حباً وجدانياً للناس في الحياة (...). فلسفة الموت في الحياة وفلسفة الحياة في الموت (؟!) الحياة تزدهر بوجدانية عمل الناس في الحياة... والموت أيضاً يزدهر في وجدانية عمل الناس في الحياة: إنها مسألة السلم والحرب في فلسفة الحياة ارتباطاً بالمسألة الطبقية في الناس وبين الناس (!) مثل هذه المسائل وغيرها تجد لها مجال نقاش وهو يُشرف على عليل صحتي فأعجب له وهو يضع مقياس الضغط في زندي فيقرأ نبض الضغط قبل أن ينتهي مقياس الضغط من كامل دورته (!). رحم الله الدكتور إسماعيل، فقد كانت له خصوصية حب تغلغلت في أعماق الكثيرين... وتراهم يذرفون دموعهم الحرى على فراقه (!) كل العزاء لزوجته الرائعة الدكتورة هدى ولأولاده وأهل بيته أجمعين (!).
مشاركة :