جدة – البلاد تعتبر العرضة السعودية من أهم العروض الشعبية في المملكة، والتي تؤدى في العديد من المناسبات، ويشارك فيها الملك والأمراء والمواطنون بالراية الخضراء الخفاقة كتعبير عن الفرح والتلاحم الوطني. والعرضة السعودية عبارة عن فن شعبي ،وكانت بدايتها أهازيج الحروب ، لكنها أصبحت تؤدى في أوقات الاحتفالات كاليوم الوطني والأعياد ، كما تعد من الفعاليات الرئيسية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) وتتم على أشعار معروفة ، تصاحبها حركات محددة باستخدام السيوف، ويقوم المشاركون في العرضة بارتداء الزي الخاص بها. لذا تعتبر العرضة إرثا عريقا ومخزونا ثقافيا يعبِّر عن الوطن ، كما أنها جزء من المكون الثقافي لكل منطقة في المناسبات. ولأهميتها كموروث عريق فقد سجل التاريخ الوطني للمملكة فصولا لتطور العرضة السعودية ، وصورا تعود إلى أكثر من 80 عامًا للملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- وهو يؤدي العرضة أمام قصر الحكم في الرياض، مع جموع من الأمراء والمواطنين وأعضاء الفرقة ، واستمر أداء العرضة بأهازيجها الوطنية ، في مختلف العهود للملوك السابقين ، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – ويتجلى ذلك في المناسبات الوطنية ، وفي مهرجان الجنادرية الذي يستعد للانطلاق برعاية ملكية كريمة. والعرضة السعودية كانت تسمى أيضًا (العرضة النجدية) لتجذرها عند حاضرة نجد، وقد أصبحت ضمن التراث العالمي ، حيث أدرجت في الاجتماع العاشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي الذي عُقد في ناميبيا في ديسمبر 2015 ، وذلك ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تحت عنوان (العرضة النجدية – رقص شعبي ودق على الطبول وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية”، وبذلك دخلت المملكة ولأول مرة لائحة التراث العالمي الشفوي غير المادي ، ما جعل المملكة تدخل لأول مرة في لائحة التراث غير المادي ، ولهذا فإن استمرار أدائها وزهو بقائها موروثا حيا ، هو جزء من الاعتزاز بتاريخ الأمجاد والانتصارات وعمق التلاحم وثقافة الفرح الوطني بتراث ومسيرة هذا الوطن الكبير. وقد حافظت الأجيال على مكونات العرضة السعودية وروح الفرح والانتماء ، وإن اختلفت بعض المظاهر من حيث الامكانات والجديد من الأشعار الوطنية والحماسية ،وهاهي تستعد خلال أيام لاطلالتها في (الجنادرية 33 ) للعام الحالي( 1440 هـ – 2019 م ) لتنثر بالرعاية الكريمة والحضور الكبير من الداخل والخارج ، مشاعر البهاء في وطن العزة والشموخ والطموحات الكبيرة. أما تفاصيل العرضة السعودية ، فتشمل الزي البديع ، حيث يرتدي المشارك لباسًا مميزًا مكونًا من قطعتين وهما المردون ذو الأكمام الواسعة، ومن فوقه الدقلة الموشاة بالقصب والمطرزة، إضافة إلى الحزام الجلدي المتداخل الذي يبدأ من الصدر وحتى الوسط، أما الأداة المهمة في العرضة فهي السيف اللامع رمز الفخر والعز. عند أداء العرضة السعودية يكون هناك تكرار جماعي لأبيات شعرية وأناشيد معينة يلي ذلك الرقصة التي يقوم فيها المؤدون عادة برفع السيف وإمالته جهة اليمين أو اليسار مع التقدم لعدة خطوات إلى الأمام، ويكون المنشدون في صف واحد. كما تستخدم كذلك أنواع مختلفة من الطبول، وهي تختلف في مسمياتها إذ تعرف الكبيرة منها بـ (طبول التخمير) والصغيرة بـ (طبول التثليث). وتؤدى الرقصات الشعبية على دق الطبول الحماسية، وبارق السيوف، واصطفاف المشاركين، وتمايل وقور منتظم مبهر مع نغم رصين ، يشعل حماس الحضور حتى الضيوف من الدول العربية وغير العرب ، فتراهم وقد شاركوا في ادائها ، ونتذكر هنا من كبار ضيوف المهرجان قادة وقيادات من دول مجلس التعاون الشقيقة ، الذين يحرصون على مشاركة القيادة السعودية والأمراء والمواطنين هذا الحدث الكبير ، كذلك نذكر مشاركة الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة الذي سبق وأدى هذا الفولكلور الجميل ورقصاته بالسيف. من أشعار العرضة تتعدد الأشعار التي يتم ترديدها في العرضة السعودية ولكن اشهرها التي كتبها الشاعر / عبدالرحمن بن سعد الصفيان ، وهو من مواليد الدرعية عام 1337 هـ وتوفي عام 1412 هـ – رحمه الله. ومن كلماتها: نحمد الله جت على ما تمنّـى من ولي العرش جزل الوهايب خبّر اللي طامـع فـي وطنّـا دونها نثني ليا جـا الطلايـب يا هبيل الراي وين انت وانّـا تحسب ان الحرب نهب القرايب واجد اللي قبلكـم قـد تمنـى حربنا لاراح عايـف وتايـب انهض الجنحان قم لا تونّـى بننكِلّهـم دروس وعجـايـب
مشاركة :