جيل جديد من الأقمار الصناعية سيدخل الخدمة رسميا في الجيش الأميركي بدءا من يوم الثلاثاء المقبل، إذ من المقرر أن ينطلق من على متن صاروخ فالكون 9 الذي تصنعه "شركة سبيس أكس" القمر الصناعي GPS III الخاص بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية GPS، ليضاف إلى قائمة من حوالي 30 قمرا من هذا النوع موجودة بالفعل. القمر SV01، الذي أطلق عليه اسم " فسبوتشي"، هو واحد من بين 32 ستمثل الجيل الثالث من الأقمار الصناعية "جي بي أس" ويتوقع أن تكون متعددة الاستخدامات وأكثر دقة عن سابقتها. سلاح الجو الأميركي نشر مقطع فيديو قال فيه إن القمر الجديد سيستفيد منه أربعة مليارات شخص حول العالم: مايك بنس، نائب الرئيس دونالد ترامب ترامب ذكر أنه سيحضر عملية الإطلاق، التي وصفها بأنها "خطوة مهمة" في سبيل ضمان قيادة الولايات المتحدة العالم في الفضاء: ستبلغ تكلفة كل قمر من الأقمار الـ10 الأولى 577 مليون دولار، وستصل تكلفة الـ22 الباقية معا 7.2 مليار دولار، بحسب سلاح الجو، لكن تقديرات مكتب المساءلة الحكومية تشير إلى أنها ستصل إلى 12 مليار دولار. كلف الجيش الأميركي شركة لوكهيد مارتن بناء هذه الأقمار، لكن ليس من المتوقع أن تعمل بكامل طاقتها قبل عام 2022 على الأقل، بحسب مسؤوليين. مزايا على عكس الجيل القديم، فإن الإشارة الصادرة عن القمر في الاستخدامات العسكرية ستكون أقوى، ما سيجعل التشويش عليها عملية أكثر صعوبة. هذه الميزة مهمة، بحسب وكالة أسوشييتد برس، بعد حادثة تشويش على إشارات "جي بي أس" وقعت خلال مناورات حلف الناتو الأخيرة، بحسب ما أعلنت النرويج التي اتهمت روسيا بالوقوف خلفها. لكن هذه الميزة ستكون متوافرة فقط "جزئيا" ولن تعمل بكامل جاهزيتها قبل الانتهاء من تصميم نظام تحكم أرضي تتوى بناءه شركة ريثيون ويسمى OCX. وتتوقع كريستينا تشابلان، المسؤولة في مكتب المساءلة الحكومية، أن يحتاج هذا الأمر إلى وقت، وربما حتى عام 2022 أو 2023. بالنسبة للاستخدامات المدنية، ستعطي الأقمار الصناعية الجديدة معلومات عن المواقع أكثر دقة ثلاث مرات من الأقمار الحالية، بحسب مسؤولين. ستتوافق الإشارات الصادرة عن القمر مع الأقمار الصناعية الخاصة بالملاحة في دول أخرى، مثل نظام "غاليلو" الملاحي الخاص في دول الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن أجهزة الاستقبال المدنية القادرة على استقبال إشارات جديدة ستكون لديها القدرة على تثبيت المزيد من الأقمار الصناعية، وهو ما سيزيد من دقتها. التردد للاستخدام المدني لن يكون أيضا جاهزا حتى يستكمل إعداد جهاز التحكم الأرضي، الذي يشهد تأخيرا لأسباب فنية، بحسب تشابلان. ويتوقع بيل سوليفان، نائب رئيس ريثيون أن يكون OCX جاهزا في حزيران/يونيو 2021. موعد هام سينطق الثلاثاء الصاروخ الذي سيحمل القمر الأول من قاعدة كاب كانافيرال الجوية في فلوريدا، بعد تأخير لمدة عامين ونصف العام بسبب عدم استكمال بناء أجزاء أساسية في القمر، والوقت الذي استغرقته الاختبارات. الاستعانة بخدمات "سبيس أكس" لإطلاق القمر احتاج أيضا إلى مزيد من الوقت للتأكد من أنه سيتمكن من تنفيذ المهمة بنجاح. القمر الصناعي الثاني أيضا جاهز، وهو الآن بأحد مجمعات لوكهيد مارتن في مدينة دينفر بكولورادو، ويمكن نقله إلى كاب كانافيرال. وتوقع مسؤول في الشركة أن يطلق الصيف المقبل. وهناك ستة أقمار أخرى قيد الإنشاء في الوقت الحالي وهي موجودة في ما يعرف باسم "الغرفة النظيفة" في مجمع لوكهيد مارتن بدينفر، والغرفة المشار إليها مؤمنة ضد الغبار وأي جسيمات خارجية. القمر الجديد تبلغ سرعته 8700 كيلومتر في الساعة، ويستطيع أن يرتفع إلى مسافة 10898 ميلا بحريا. وهو قادر على الدوران حول الأرض مرتين يوميا، بحسب سلاح الجو الأميركي. وزنه عند الإطلاق حوالي 3700 كيلو غرام، وعند بلوغه المدار سينخفض إلى حوالي 2200 كيلومتر. وللمرة الأولى سيطلق سلاج الجو أسماء مستعارة على أقمار من هذا النوع، والقمر الأول الذي سيطلق الثلاثاء، يسمى "فسبوتشي" نسبة إلى المستكشف الإيطالي أميريكو فسبوتشي الذي قام بعدة رحلات إلى العالم الجديد. يستخدم نظام تحديد المواقع العالمي حوالي أربعة مليارات شخص، وهو معروف باستخداماته المدنية بشكل خاص في ما يتعلق بالملاحة، وسلاح الجو الأميركي هو الجهة التي قامت بتصميم هذا النظام ولا يزال يتحكم في تشغيل الأقمار الصناعية "جي بي أس" من قاعدة جوية في ولاية كولوردادو.
مشاركة :