الأحساء عاصمة السياحة العربية.. حضارة إنسانية ومخزون تاريخي ضارب في القدم

  • 12/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ترتكز محافظة الأحساء على حضارة إنسانية ومخزون تاريخي يعود إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، إذ يعتبر الكنعانيون أول قوم يذكرهم التاريخ سكاناً لها، والذين نزحوا من وسط شبه الجزيرة العربية واجتذبتهم ينابيع المياه العذبة، ومن سلالتهم كان العمالقة الفينيقيون الذين اشتهروا بالزراعة وشؤون الري وتميزهم بالمغامرة وركوب البحر والتجارة، كما نزح للأحساء مهاجرون كلدانيون من أهل بابل وأسسوا مدينة بالقرب من العقير سموها الجهراء وكانت مركزا تجاريا مهماً. ورصدت دارة الملك عبدالعزيز في تقرير لها، تاريخ الأحساء وحضارتها المتوارثة بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2019، بعد أن استوفت الشروط المرجعية التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة واعتمدها مجلس وزراء السياحة العرب، والمجلس الوزاري العربي للسياحة في أعمال دورته الـ21 التي عقدت بمدينة الإسكندرية أخيراً، فقد تواصلت هجرات القبائل العربية إليها، إذ استقرت قبيلتا قضاعة والأزد في أول التاريخ الميلادي ثم قبيلة بنو عبدالقيس والتي هي من أشهر القبائل العربية التي سكنت المنطقة قبل الاسلام ومن أشهر أسواقهم سوق هجر وجواثا. وبينت أنه عند ظهور الاسلام سارع أهالي المنطقة بالدخول فيه، وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، العلاء بن الحضرمي على المنطقة، إدراكاً منه بأهمية هذه المنطقة لما تتمتع به من موقع جغرافي في شرق شبه الجزيرة العربية مشيرة إلى الدور البارز للأحساء في دعم الدولة الإسلامية وخاصة في بداية تكوينها من الناحية الاقتصادية لما تتمتع به الأحساء من خيرات زراعية، وقد لعبت الأموال التي وصلت إلى المدينة المنورة من الأحساء دورا فعالاً في تسيير الجيوش ودعم خزانة الدولة الإسلامية في ذلك العهد، حيث ظلت تنعم بنور الاسلام وعدالته في ظل الخلفاء الراشدين والدولة الأموية و الدولة العباسية، إلى أن دخلت الأحساء تحت الحكم السعودي. وتطرقت الدارة إلى ما تزخر به محافظة الأحساء من المقومات التراثية والآثار التي تعود إلى آلاف السنين والتي ما زال بعضها باقٍ إلى اليوم، وتتنوع بين القصور والابراج والمساجد التاريخية الاثرية إلى جانب العديد من الأحياء والمدن التاريخية، ومنها: مستوطنة جواثا التي تعود لزمن القرامطة، وقصر الحزم، والأحياء القديمة كالمبرز، ومن الآثار كالمدرسة الأميرية التي بنيت في عام 1360هـ، وبيت الملا (البيعة) الذي يحكي قصة تاريخ مجيد لهذه للأحساء الذي بايع فيه أهالي الأحساء الملك عبد العزيز -رحمه الله- في عام 1331هـ، وهو من أشهر المعالم التي شهدت أبرز الأحداث قبل وأثناء توحيد المملكة . وأشارت إلى أنه ترتبط بتاريخ الأحساء مواقع وتلال العقير الأثرية في حين ميناء العقير التاريخي كأقدم ميناء بحري شهد اهتماماً في عهد الملك عبدالعزيز، والذي عقد فيه اتفاقات ومفاوضات سياسية، ويتربع على ساحل الخليج العربي، وكان البوابة الاقتصادية لبداية الدولة السعودية والميناء الرئيس الذي ‏يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها، وأصبح شريان الحياة لوسط الجزيرة العربية وشرقها، إذ كانت البضائع ‏والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء المهم، وشهد هـذا الميناء في المؤسس تنظيمات عدة لضمان استمراره في أداء دوره ‏الاقتصادي في البلاد.‏ العقير من أجمل سواحل المملكة يعد ساحل العقير من أجمل السواحل في المملكة، ويتميز بتداخل مياه ‏الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس ‏والخلجان والجزر، حيث توجد بالعقير جزر عدة من أهمها جزيرة الزخنونية، ‏وجزيرة الفطيم، كما يستقبل شاطئ العقير آلاف الزوار والسياح طيلة أيام العام، ويجذب الشاطئ ‏الذي يبعد حوالى 65 كيلومتراً من مدينة الهفوف كثيراً من المرتادين من مختلف ‏مناطق المملكة خصوصاً من الأحساء والمنطقة الشرقية ومنطقة الرياض، ‏ويصل العدد اليومي لقاصدي الشاطئ قبل تطويره خلال المواسم والعطلات ‏إلى أكثر من 28 ألف زائر. ولفتت دارة الملك عبدالعزيز في تقريرها إلى دوغة الغراش التي يرجع تاريخها لأكثر من 600 عام، وتعرف بالمكان الذي يتم فيه حرق الخزف، وقد أصبحت أحد المعالم الأثرية في الأحساء، وهناك جملة من القصور الأثرية التي تعزز مكانة الأحساء التاريخية منها قصر إبراهيم الأثري، وقصر أبو جلال، والمجصة، والمحيرس، والمبرز، وخزام، وقصر صاهود، وقصر محيرس، ومبنى الخان الذي استعمل منذ بداية القرن السابع الهجري كاستراحة للمسافرين ودوابهم، ومبنى القلعـة، ومبنى برج أبو زهمول. وتعرضت الدارة لعيون الماء التي تشتهر بها الأحساء، حيث يوجد بها أكثر من 30 عيناً تتدفق بالمياه طبيعياً، وكانت هذه العيون تمد المنطقة الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول التي كانت تشكل شبكة الري التقليدية، ومن أهم هذه العيون: باهلة، والبحيرية، والقريات، والحقل، والحارة، والحويرات، والجوهرية، والخدود، وأم سبعة، وصويدرة، في حين تم تحويل «عين نجم» ذات المياه الكبيريتية الساخنة إلى منتزه سياحي حالياً. الموقع السعودي الخامس في قائمة «يونيسكو» وأكد تقرير دار الملك عبدالعزيز أن ما يزيد الأحساء عراقة دخولها قائمة التراث الإنساني العالمي (يونيسكو)، من خلال واحة الأحساء، خامس موقع سعودي تسجله الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في القائمة في 15 شوال 1439هـ، وتعتبر أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم من خلال ثلاثة ملايين نخلة منتجة لأجود التمور تحتضنها الواحة بين ثناياها، فضلاً عن الموقع الجغرافي والتاريخي المهم الذي تتميّز به وأهلها لتكون صلة الوصل بين الحضارات القديمة منذ آلاف السنين، الأمر الذي استحقت عليه الواحة وبجدارة أن تكون ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي في «يونيسكو». يذكر أن محافظة الأحساء تقع في الركن الجنوبي الشرقي للمملكة، وتضم مراكز العيون، وسلوى، وحرض، وخريص، والعضيلية، وانباك، والخن، والغويبة، ويبرين، والحفاير، وندقان، وجودة، وعريعرة، وأم ربيعة، والبطحاء، وفضيله، والزايديه، وأم العراد، والعديد، ويتبع كل منها عدداً من القرى والهجر، كما تتميز الأحساء بميزة نسبية كبيرة من حيث موقعها على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية للمملكة، وتعد أقرب المناطق لدول مجلس التعاون الخليجي، وتقع بها الحدود مع كل من قطر والإمارات وعُمان، إضافة إلى أهمية موقعها على الخليج العربي في أجزائها الساحلية بين العقير وسلوى. وعرفت الأحساء بأنواع من نخيل مثل الخلاص، ورزيز، وشيشي، وزاملي، وشبيي، وهلالي، ومرزبان، وطيار، وغر، وكاسبي، وخنيزي، وخصاب، ووصيلي، وتناجيب، وزمبور، وحامي، وبرحي، وتبيلي، وأم رحيم، ومجناز، وشهل، وعذابي وغيرها.

مشاركة :