استراتيجية تقوم على فلسفة السلام والأمان والمحبة وحوار الثقافات

  • 12/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التسامح من القيم الإنسانية الحضارية الراقية، وهي مؤشر على تضافر القيم النبيلة الأخرى مثل العدالة، الوطن، الشهامة، الانتماء، السلم، الأمان، التعايش. ولأن الإمارات العربية المتحدة تحتفي بالتسامح دائماً، معتبرة عام (2019) عاماً للتسامح، جسده إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، عام 2019 «عاماً للتسامح»، يرسخ دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح ويؤكد قيمة التسامح باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً. وانطلاقاً من ثقافة التسامح، تساءلنا عن دور المثقف بين الكتابة والواقع والعلاقة بينه والمجتمع والعالم، وتوقعاته القادمة ضمن فلسفة التحاور الإنساني الحضاري، وهو ما أجاب عنه عدد من الكتاب والمثقفين الإماراتيين: يونس: العدالة والتطوع رأت الكاتبة باسمة يونس أن ثقافة التسامح تظهر في السلوكيات والعمل، لأن الإنسان يجب أن يكون نموذجاً للتسامح بحد ذاته، خصوصاً في ظل سهولة التواصل مع المجتمع بكافة تقنياته الحديثة، وحضور المثقف بشكل مستمر لتقديم الصورة الحقيقية لمعنى التسامح في كتاباته المتنوعة، مقالة، قصة، قصيدة، وهذا ما نجده في الكتابة المعاصرة، وقصص وحكايات التراث العربي؛ لأن تراثنا العربي يمتد بقيمه إلى هذا العصر، وإلى المستقبل. وتابعت باسمة يونس: وهذه المكونات الإنسانية الرائعة، والأخلاقية المميزة، هي المتواجدة في الإمارات، ومنها العدالة، التطوع، عدم التمييز بين الرجل والمرأة والتوازن بين الجنسين، هي في مجملها عناصر يجب أن يستفيد المثقف منها ويفعّلها في المجالات كافة، ويدعو إليها من خلال الحوارات والنقاشات والتعامل، وأكدت: التسامح ليس مصطلحاً، ولا فعاليات وتظاهرة ومناسبة فقط، بل هو مفهوم واسع، ومعنى كبير، وعلى المثقف أن يكون متسامحاً، إيجابياً، بالأصل، ويبادر بنفسه إلى تعزيز فكرة التسامح ودلالاتها ومعانيها الجوهرية. عنصر التسامح موجود من خلال الفكرة ذاتها، لكن، هل، وكيف، أقدم الفكرة من خلال كتاباتي؟ الهنوف: لا غرباء وقالت الشاعرة الهنوف محمد: فكرة التسامح موجودة على هذه الأرض قبل قيام الاتحاد، لأننا اعتدنا وجود مجموعة من الجنسيات الأخرى بيننا دائماً، من البلاد العربية والآسيوية والأجنبية الأخرى، جيل ما قبل الاتحاد، وجيل الاتحاد، والجيل الحالي، معتاد على التسامح والتعايش، ووجود جنسيات وأديان أخرى على أرض الإمارات العربية المتحدة، وقامت دولة الاتحاد بالأصل على التسامح لأنها مؤسسة عليه، وعلى القيم العربية الإنسانية العريقة، وأضافت: المثقفون يعيشون مع التسامح، وليس لديهم أحادية، لا في الجنسية، ولا في الدين، ولا في ثقافة الشعوب، وأكدت: المجتمع تبرمج على هذه التعددية والتنوع والتعايش مع الجنسيات المختلفة والحضارات المتحاورة، ودور المثقف مستمر في تفعيل هذا المحور، لأن موضوع التسامح ليس جديداً، بل هو متأصل ومتجذر، وهذه الفكرة التسامحية تجعل كافة الجنسيات متسامحة، ولا تشعر بالغربة، لا يوجد في الإمارات غرباء، لأنه لا أحد يشعر بالغربة، الجميع يتقبل الجميع. كلثم: مؤشرات إيجابية وأكدت الشاعرة كلثم عبدالله أن التسامح ركيزة في الحياة؛ لأن الحياة قائمة على التسامح، وكون الناس تعيش في الاختلافات والتناقضات، والتداخلات والتدخلات، فإن ذلك يخلق الكثير من المشاحنات والتناقضات والتعارضات والحقد، واختلاف في وجهات النظر، لكن، إذا كان المجتمع يتمتع بثقافة التسامح، فإن الأمور تسير بسلاسة وسهولة دون تعقيدات، ويتوج هذه العلاقة التسامحية التعايش السلمي، لأن السلام والأمان يعتمدان على التعايش وجوهره التسامح على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. واسترسلت كلثم عبد الله: إذا لم يكن التسامح موجوداً فإن الحياة تتوقف، ونحن في مجتمع خليط، مكون من جنسيات متعددة، والإمارات دولة الانسجام والمحبة ومؤشرات النمو المرتفعة في المجالات كافة، ولولا ثقافة التسامح بين البشر، والعمل على تعزيزها من أصحاب القرار في الدولة والمؤسسات، لما ارتفعت المؤشرات الإنسانية الحضارية بقيمها العالية، ويتوج ذلك تخصيص عام 2019 للتسامح، وهذا أكبر دليل على انسجام القادة والشعب والمجتمع. العمادي: القيمة الأعلى وأكد الشاعر محمد العمادي: نعمل ونحاول قدر الاستطاعة أن نعزز التسامح بين الشعوب والأجيال، ونرفع قيمة الإنسانية بين البشر، كونها القيمة الأعلى، فلو كرس الإنسان هذا المفهوم في تفكيره وطريقة حياته، سيتجاوز الكثير من الصراعات والحروب والاختلاف بين الجنسيات والشعوب والأديان، وبالتالي، كجزء من المنظومة الإنسانية في الإمارات، وقيادتنا الرشيدة التي تتبنى هذا المنهج، وتكرسه، وتؤيد كل من يمشي في هذا الفلك. الهاشمي: دور تطبيقي ويقول الكاتب إبراهيم الهاشمي: يجب أن يكون التسامح صفة بين الدول والأفراد لتختفي المشاكل والحروب المنتشرة في العالم، والتسامح فكرة إماراتية، والإمارات أثبتت أنها رائدة، وأتصور أن تنقل الفكرة للأمم المتحدة لتجعل عام 2019 عام التسامح عالمياً، لأننا وضمن هذه الظروف الموجودة في العالم، بحاجة إلى التسامح للترفع عن الصغائر، والتسامح دعوة إلى الألفة والمحبة بين العالم، والعالم بحاجة إلى التسامح كثقافة إنسانية وقيمة حضارية، ونحن كمثقفين، مطالبون بنشر هذه الثقافة كتابة وتصرفاً سواء في المنتديات، أو المجتمع. يجب أن يكون لنا دور تطبيقي وفاعل داخلياً وخارجياً، لأن التسامح يجعل الإنسان يقوم بأعمال مختلفة في الحياة، والثقافة، والفنون، ولعله يكون هناك بينالي عالمي وورش فنية وثقافية عالمية، لافتاً إلى أن قرار التسامح يؤثر في الأفراد والمجتمع والشعوب فتزاد الحضارات المختلفة تناغماً وانسجاماً. سويد: تجربة رائدة الكاتبة د. مانيا سويد تقول: استطاعت الإمارات أن تجعل من الاهتمام بالتسامح اهتماماً رسمياً، وتجربتها رائدة في هذا المجال، ومن أهم مميزات التسامح إضفاء الصبغة الرسمية، وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية لترجمة الأفكار المميزة والمعبرة عن التسامح إلى واقع ملموس، يحسه ويعيشه الموجودون على أرض الإمارات، مواطناً ومقيماً وعابراً أيضاً، لذلك، فإن الرؤى الفلسفية التي يطرحها المثقفون بشأن التسامح والتعايش بين مختلفي الأديان والمذاهب والأعراق، تمكنت الإمارات من ترجمتها إلى واقع عملي، وتعايش الناس بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم في أمن وأمان وسلام ومحبة. وأضافت سويد: وكل ما ينشره المثقفون والمفكرون وما تمنوه وصاغوه أفكاراً على الورق صار حقيقة تعبر عن واقع يعيشه الناس جميعاً على هذه الأرض الإماراتية، لذلك فإن تجربة الإمارات في هذا المجال تقدم نموذجاً ملهماً للأدباء والشعراء والفنانين والمبدعين بشكل عام، ليعبروا عن المعنى الواقعي الملموس للتسامح والتعايش بين مختلفي الأديان والجنسيات والثقافات. الإمارات هيأت مناخاً للمحبة والسلام بين الناس، يشهد لها بالريادة في هذا المجال.

مشاركة :