توقع بنك "باركليز" أن يسجل خام برنت مستوى 72 دولارا للبرميل في عام 2019 كما توقع البنك أن يرتفع خام برنت إلى 71 دولارا للبرميل في الربع الأول من عام 2019. وأفاد تقرير حديث للبنك أن توقعات "باركليز" تعد أكثر التوقعات تفاؤلا مقارنة بمجموعة من التوقعات الأخرى التي صدرت أخيرا على مدار العام بأكمله من قبل عديد من المصارف والمؤسسات المالية الدولية. ورجح البنك البريطاني أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 65 دولارا، لافتا إلى توقع انتعاش الأسعار نسبيا في النصف الأول من العام المقبل، منوها بأن وضع المخزون أفضل بكثير من الوضع الذي كان عليه في أوائل عام 2017. وأشار التقرير الى أن الصين تلجأ إلى تخزين النفط الخام حينما تنخفض الأسعار، لافتا الى أنه في منطقتين رئيسيتين على الأقل في الصين قفزت واردات النفط بنسبة 26 في المائة في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المتوسط خلال الأشهر العشرة السابقة. ويتوقع بنك باركليز أن تتعافى أسعار النفط في النصف الأول من 2019 مع هبوط المخزونات وتخفيضات صادرات السعودية ونهاية الإعفاءات من العقوبات الأمريكية على إيران. من جانبه، لفت تقرير "أويل برايس" إلى أن السعودية تهدف إلى خفض شحنات النفط إلى الولايات المتحدة في محاولة لتصريف فائض المخزونات الأمريكية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي واحدة من البلدان القليلة التي تقدم بيانات منتظمة وشفافة عن مخزونات النفط، حيث إن خفض المخزونات الأمريكية سيؤدي إلى تحويل نظر المستثمرين إلى السوق العالمية. ونوه التقرير بأن الانخفاض الملحوظ في المخزونات من شأنه أن يعزز الثقة بالسوق، معتبرا أنها استراتيجية ناجحة نفذتها السعودية في عام 2017 وأدت إلى تعزيز مستوى الأسعار. فى سياق متصل، توقع محللون نفطيون أن تسيطر التقلبات السعرية على أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد أن خسرت نحو 2 في المائة في ختام الأسبوع الماضي بسبب بيانات ضعيفة عن الطلب في الصين. وأشار المحللون إلى أن خفض الإنتاج الذي تقوده "أوبك" بالتعاون مع المستقلين يكبح الانخفاضات السعرية إلا أن المخاوف على النمو العالمي وتخمة المعروض لا تزال تضغط بقوة على الأسعار. وفى هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، دان بوسكا كبير المحللين فى بنك "يوني كريديت" البريطاني، "إن الإمدادات النفطية من خارج دول أوبك ستشهد تناميا أسرع من نمو الطلب العام المقبل"، حيث يتوقع بحسب تقديرات وكالة الطاقة ألا يتجاوز نمو الطلب 1.4 مليون برميل يوميا، بينما نمو الإمدادات من خارج "أوبك" ستزيد على 1.5 مليون برميل يوميا. وأشار بوسكا إلى أن منظمة أوبك أمام تحديات واسعة للحفاظ على استقرار السوق في العام الجديد، وقد يتطلب الأمر الاستمرار في خفض الإنتاج لفترات جديدة مقبلة بعد انتهاء الفترة الأولى فى حزيران (يونيو) المقبل، وقد يستمر الأمر على مدار العام المقبل على أقل تقدير في ضوء توقعات باستمرار الأسعار عند مستويات متوسطة. من جانبه، يتوقع سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية الصناعية، أن تسيطر التقلبات السعرية على السوق خلال الأسبوع الحالي، نظرا إلى حالة المخاوف المستمرة من وفرة الإمدادات في السوق والشكوك والتصدعات المحيطة بنمو الاقتصاد العالمي في ضوء احتمال تجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين. وأشار لـ "الاقتصادية"، إلى وجود مؤشرات على تباطؤ الطلب في آسيا خلال العام الجديد، وقد ظهرت دلائل أولية على ذلك في الاقتصاد الصيني هذا الأسبوع، منوها بأن المكاسب الإنتاجية الواسعة قد تدفع خام برنت إلى خسارة عشرة دولارات من سعره على مدار العام المقبل، بحسب تقدير عدد من المؤسسات المالية الدولية. من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، أندريه يانييف الباحث في شؤون الطاقة والمحلل البلغاري، "إن ارتفاع مستوى المخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فوق المتوسط في خمس سنوات لأول مرة منذ آذار (مارس) وذلك في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، الماضي يمثل ضغطا كبيرا على الأسعار". وأضاف يانييف أن "الأمر يتطلب من المنتجين في "أوبك" وخارجها التمسك باتفاق خفض الإنتاج لتحقيق نجاحات مماثلة لما تحقق في عام 2016 وأدى إلى عودة المخزونات إلى المستويات الطبيعية بفضل ارتفاع مستوى المطابقة والتخفيضات الطوعية لكبار المنتجين إلى جانب تأثير الاضطرابات في عدد من دول الإنتاج الرئيسية". وكانت أسعار النفط قد هبطت بنحو 2 في المائة في ختام الأسبوع الماضي، متضررة من هبوط أسواق الأسهم الأمريكية بينما أشارت بيانات اقتصادية من الصين إلى تراجع في الطلب على الوقود في أكبر مستورد للنفط في العالم. وبحسب "رويترز"، سجلت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 60.28 دولار للبرميل عند التسوية، منخفضة 1.17 دولار أو 1.90 في المائة. وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.38 دولار، أو 2.62 في المائة، لتبلغ عند التسوية 51.20 دولار للبرميل. وعلى مدار الأسبوع مني برنت بخسارة 2.3 في المائة تقريبا في حين هبط الخام الأمريكي 2.7 في المائة. وهبطت أسواق الأسهم الأمريكية بعد بيانات أظهرت أن مبيعات التجزئة في الصين في تشرين الثاني (نوفمبر) نمت بأضعف وتيرة منذ 2003 وأن الناتج الصناعي سجل أقل نمو في نحو ثلاث سنوات، ويضاف التقرير إلى التوترات في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
مشاركة :