يخزي «العين»

  • 12/17/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تكاد لا تفارق عبارة «يخزي العين» ألسنة سكان بلاد الشام، وذلك حين يريدون التعبير عن حالة الإعجاب الذي يصل حد الدهشة إزاء أمر ما، وهي عبارة عفوية وجميلة، ففي مضمونها دعاء بأن يصاب الحاسد أو صاحب العين بالوخز، حتى لا يترك أثراً لعينه. وفي ليلة مباراة العين والترجي التونسي التي نقلت «الزعيم العالمي» إلى الدور نصف النهائي في كأس العالم للأندية، وجدت نفسي -لا شعورياً- أردد عبارة «يخزي العين»، مع كل حالة إبداع، وبعد كل هدف رائع من الأهداف الثلاثة، حتى وجدتها لازمة لا تكاد تفارق لساني، لما في العبارة من تورية بلاغية لافتة، فما قدمه «العين» في تلك الأمسية من إبهار طاغٍ، وما أظهره من روح قتالية جعلاني -بالفعل- أخشى عليه من «العين». لقد كنت واثقاً -كما الكثيرون- بعد «الريمونتادا» التي فجرها العيناويون في مواجهة ولينجتون النيوزيلندي أن لمجد «الزعيم» بقية، وقد كتبت ذلك هنا صبيحة مواجهة الترجي، ومنبع الثقة أن من أثبت عملياً، بأدائه الراقي، وروحه القتالية اللذين قلب بهما المباراة رأساً على عقب أمام مرأى ومسمع العالم أن المستحيل ليس عيناوياً، لهو قادر على العبور إلى الدور نصف النهائي، حتى وإن كان خصمه الترجي التونسي بطل أفريقيا الذي زلزل الأرض من تحت أقدام الأهلي المصري في استاد رادس في العاصمة تونس. ويأتي السؤال الأهم الآن: وماذا بعد مباراة الترجي والعبور إلى الدور نصف النهائي؟!. ويكبر السؤال: هل يستطيع العين أن يفجر المفاجأة الكبرى، حينما يواجه ريفر بليت الأرجنتيني غداً؟. ويتضخم السؤال: هل عالم المجنونة يستوعب مثل هذا السؤال؟ خصوصاً أن الطرف الآخر المعني هو ريفر بليت العظيم أو نادي الأغنياء، بتاريخه، ونجومه، وإنجازاته، وجماهيريته، وسمعته، وجنون جماهيره، التي جعلت منه حديث العالم حتى ما قبل أيام من وصوله إلى أبوظبي متوجاً بكأس كوبا ليبرتادورس، حينما استحوذ مع جاره وغريمه التقليدي بوكا جونيورز على اهتمام العالم، عندما تواجها في النهائي الذي عرف بـ«ديربي الموت». تلك الأسئلة لا أحد يستطيع الإجابة عليها غير لاعبي العين أنفسهم، فهم وحدهم المعنيون بهذه المغامرة الجديدة التي من شأنها أن تدخلهم نادي الكبار من أوسع أبوابه، حينما يجدون أنفسهم في النهائي العالمي، وهم الذين يدركون أن الحياة، إما مغامرة، أو لا شيء، كما ترى هيلين كيلر، أو كما يقول مايكل فيليبس السباح الأميركي الشهير صاحب الإنجازات الأولمبية: «لا أحد يستطيع وضع حدٍ لطموحاتك، حينما تقرر جدياً أنك تريد أن تحققها»!

مشاركة :