«الزعيم» يجمد «الدم والذهب» بـ «الصدمة التكتيكية»

  • 12/17/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تؤكد الإحصائيات التاريخية، تفوق فرق آسيا في مواجهة ممثلي أفريقيا، خلال أغلب النسخ من كأس العالم للأندية، إلا أن «الزعيم» قرر أن يكتسح الترجي، بصورة تكتيكية فريدة من نوعها، وبعد خوض مباراة ولينجتون الأولى بأسلوب هجومي مفتوح، واستحواذ وسيطرة تامة على الكرة، عدل من الرسم الخططي مرات عدة، خلال مواجهة شيخ الأندية التونسية، وهو ما أصاب منافسه الأفريقي بصدمة تكتيكية جمدته تماماً، ولم يتمكن المنافس العربي الشقيق من العودة على الإطلاق، وقدم العملاق الإماراتي واحدة من مبارياته التكتيكية الرائعة جداً، بقيادة الداهية زوران ماميتش، الذي تلاعب بمنافسه بتغيير تمركز اللاعبين وخطة اللعب مرات عديدة خلال 90 دقيقة، تؤكد مرة أخرى على أن العين فريق عالمي بكل المقاييس. بدأ «الزعيم» بضغطٍ عالٍ منذ البداية، بعكس ما توقعه البعض، نظراً للإرهاق المتوقع، عقب خوض ماراثون مباراة الافتتاح، وظل عدد لاعبينا الموجودين في نصف ملعب الترجي، يتراوح بين 6 و7 لاعبين، عندما نفقد الكرة، وأجاد زوران اللعب بورقتي بندر وريان بصورة ماكرة للغاية، حيث بدأ الفريق بصورة أقرب إلى تكتيك 3-4-3، بدخول بندر في وسط الملعب، وتقدم ريان خلف ثنائي الهجوم، كايو والشحات، وتغير الخطة إلى 3 - 5 -2 أو 5 - 3 -2، عند حصول الترجي على الكرة، وبعد التقدم بهدفين رائعين، تغيرت الخطة إلى 4 - 4 -2، بعودة بندر إلى الجبهة اليمنى، وتراجع ريان إلى وسط الملعب، والمثير في الأمر أن زوران لم يتوقف عن تنفيذ تبادل المراكز بين اللاعبين، خاصة على الأطراف التي أغلقت جميع الأبواب في وجه ممثل أفريقيا، وعند تقدم بندر إلى وسط الملعب، يتحول محمد أحمد إلى ظهير أيمن، وعند عودة الأول إلى مركزه الدفاعي، يصبح محمد قلب دفاع ثالث، ليكون بجوار إسماعيل وفايز، والأخير نفذ ذات التكتيك مع الياباني شيوتاني على الجبهة اليسرى، بل إن بندر تقدم في بعض الأحيان، ليلعب ضمن مثلث الهجوم في بعض الفترات، ونجح «البنفسج» في تسيير اللقاء كما يريد، فتارة يضغط بعدد كبير في نصف ملعب المنافس، الذي فقد وأرسل العديد من الكرات الخاطئة بسبب هذا الضغط. وتارة أخرى يتمركز لاعبونا في مناطق الدفاع، مع تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة جداً، لدرجة أن الإحصائيات الخاصة بالفرص التهديفية تشير إلى أن المباراة كان من الممكن أن تنتهي بنتيجة أكبر لمصلحة «الزعيم»، وظهر الفريق بصورة بدنية رائعة، تفوق بكثير ما قدمه لاعبو الترجي!. خدع زوران منافسه التونسي بترك الكرة، وعدم اللعب بتكتيك، يهدف إلى الاستحواذ عليها، حيث بلغت النسب النهائية للمباراة، سيطرة الترجي على الكرة بنسبة 60%، مقابل 40% لفريقنا البطل، وهو عكس ما قدمه العين في المباراة الأولى، ونجحت فكرة «الزعيم» الذي ضغط على منافسه من مناطق متقدمة جداً، وفي كل أرجاء الملعب، ولهذا كان من السهل الحصول على الكرة الثانية، وشن الهجمة السريعة العكسية، وتبادل الثنائي برمان ودومبيا الضغط على وسط الترجي، ولهذا استطاع الفريق الحصول على عدد كبير من الكرات المستخلصة من بين أقدام المنافس، وبلغ الإجمالي 111 كرة مستخلصة في جميع مناطق الملعب. وتشير الإحصائيات الفردية إلى أن 7 لاعبين من العين نجحوا في قطع واستخلاص 10 كرات على الأقل من لاعبي الترجي، وتصدرهم الياباني شيوتاني، للمباراة الثانية على التوالي، بقطع 18 كرة، يليه محمد أحمد بـ16 كرة، ثم 14 لمحمد فايز، و13 لإسماعيل أحمد، كما قطع برمان 11 كرة، مقابل 10 لكل من دومبيا وبندر، وكذلك نفذ الثنائي ريان والشحات الدور الدفاعي المطلوب منهما على أكمل وجه، حيث قطع الأول 7 كرات مقابل 5 للشحات، الذي لحق به البديل عامر عبدالرحمن أيضاً بخمس كرات مستخلصة في وسط الملعب، وهو ما يوضح مدى الالتزام التكتيكي الرائع الذي صبغ أداء «الزعيم» في المباراة التاريخية. لا تكشف الأرقام المجردة حقيقة الوضع الهجومي للفريقين في المواجهة، لأن الترجي سدد إجمالاً 18 كرة، مقابل 12 لـ«البنفسج»، لكن التفاصيل الدقيقة توضح أن تصويبات بطل أفريقيا افتقدت للدقة والخطورة، بدليل أن كرة واحدة فقط ذهبت بين يدى الحارس الأمين، خالد عيسى، وهو ما يعني أن دقة محاولات الترجي بلغت 5% فقط، وعند تحليل تلك التسديدات بعمق أكبر، نجد أن بينها 7 محاولات ارتطمت بأجساد لاعبينا من دون أي خطورة، بجانب 8 محاولات من خارج منطقة الجزاء بعد صعوبة اختراق الدفاع البنفسجي، بل إن الكرة الوحيدة التي وصلت إلى يد خالد، كانت عادية وغير مؤثرة! وسدد لاعبونا 12 كرة، بواقع 6 محاولات دقيقة بين القائمين والعارضة، و6 خارجهما، بدقة 50%، أي بفارق دقة يصل إلى 45% بين محاولات الفريقين، وشكلت محاولات «الزعيم» خطورة كبيرة جداً على مرمى الترجي، بدليل أن 9 منها جاءت داخل منطقة الجزاء، بنسبة 75%، منها 3 محاولات بالرأس، أسفرت الأولى عن تسجيل هدف تاريخي سيظل مسجلاً باسم محمد أحمد، كأسرع هدف في تاريخ مونديال الأندية، والأهم أن محاولة واحدة فقط تصدى لها الدفاع التونسي، وهو ما يشير إلى الدقة والتركيز اللذين تمتعت بهما محاولات البطل الإماراتي. وعند الحديث عن الفرص التهديفية التي أتيحت إلى الفريقين، نجد أن «الزعيم» واصل تفوقه الممتد من اكتساحه الهجومي للفريق النيوزيلندي في المباراة الأولى، حيث صنع لاعبونا 7 فرص محققة للتهديف، سجل منها 3 مرات، بنسبة فاعلية تبلغ 43%، في حين حصل الترجي على 4 فرص لم تسفر عن أي اهتزاز للشباك البنفسجية، وظهر التفوق الجماعي للعين بصورة مميزة جداً في هذه المباراة، بدليل أن الـ7 فرص التهديفية جاءت من تمريرات حاسمة مباشرة بين اللاعبين، ولا دليل يفوق تسجيل الأهداف الثلاثة بتمريرات حاسمة، حيث صنع ريان الموهوب الهدفين المبكرين، قبل أن يحسم كايو المباراة بتمريرته العرضية القاتلة! والمؤكد أن التكتيك الهجومي لـ«الزعيم» بدا ناجحاً للغاية، ليس فقط بسبب الأهداف والفوز، لكن لأنه تنوع في تنفيذ هجماته بصورة متوازنة إلى حد كبير، حيث شن 20 هجمة عبر الطرفين، مقابل 17 من العمق، وكانت الجبهة اليسرى هي الأفضل بنسبة نجاح بلغت 44%، مقابل 41% للعمق الهجومي، وهو ما يؤكد أن الجهاز الفني العالمي لـ«الزعيم» أجاد دراسة نقاط الضعف التونسية، التي تتعلق بالعمق الدفاعي وسوء التمركز والتصدي للركلات الثابتة، وكذلك حالة دفاع الترجي السيئة في الفترات الأولى من المباريات، بجانب سقوط الخط الخلفي في أخطاء فادحة عند الضغط المتقدم عليه، وهو ما حدث فوق أرضية الملعب.

مشاركة :