تعرضت «كوكب الشرق» في حفلاتها للكثير من التساؤلات منها وجود شاب يلازمها ويحضر كل حفلاتها، كان ينصت لصوتها بدقة، حتى أوضح الشاب أنه علاقته بها ارتباط عائلي تحول فيما بعد لعلاقة تلميذ بـ أستاذه، إنه محمد الدسوقي رئيس مجلس الهيئة العامة للسينما ابن شقيقة «أم كلثوم» الذي اختارته ليرافقها كظلها طيلة حياتها.يسترجع «صدى البلد» في ذكرى ميلاد «كوكب الشرق» الـ 120 والذي يوافق غدا 18 ديسمبر، علاقة المهندس محمد بخالته أم كلثوم، فكان محمد يلازمها في كل حفلاتها، يجلس في الصف الأول ويتابعها في كل حركة تقوم بها، وفي أي مكان كان يُقام فيه الحفل، حتى في لقاءاتها التلفزيونية أو الصحفية كان يجوارها ويظل معها حتى لو لم يظهر كما كان يطلب، كان الجندي الخفي في حياة كوكب الشرق وجزءا من كل نجاح حققته.تحولت علاقتهما من صلة القرابة إلى العمل في البداية عندما تخرج محمد من كلية الهندسة، وكان تخصص في الصوت والكهرباء والأجهزة الإلكترونية، وقدم طلب ليتم تعيينه في شركة «ماركوني» ولم يكن يعرف أن خالته ام كلثوم قد انضمت أيضا إلى الإذاعة.وتم اختياره كمهندس صوت لحضور حفلاتها وتسجيلها، وكان هذا هو السبب الحقيقي لملازمته لها طوال الوقت وحرصه الشديد على أن يكون كل شيئا متقنا، وتطورت علاقتهما بالإشراف على تسجيلات الصوت، والاشتراك في قراءة الكلمات، وحضور البروفات، وتسجيل اللحن، وكان هذا عملا ممتعا جدا بالنسبة له، "كنت كمن يحضر ولادة عمل فني جديد لأم كلثوم".. ويقول المهندس في حوار قديم له نشر مجلة آخر ساعة لعام 1975 : "( كان من حسن حظي أنني أرتبطت بأم كلثوم برباط عائلي ولكن هذا الرباط تحول بمرور الوقت إلي شيء أخر هو في نظري أعمق و أبقي . فقد أصبحت تلميذًا لأم كلثوم ثم صديقًا لها .. فأنا تلميذ في مدرستها تعلمت منها الكثير لان هذه الشخصية لم تكن مجرد مطربة كبيرة احتلت مكانا في حياتنا الفنية خلال عشرات السنين ولكنها كانت ايضا شخصية انسانية مليئة بالعمق و الصفاء والنظرات الصائبة الي امور الحياة ولذلك تصرفاتها ومواقفها واعتزازها بفنها وحرصها علي كرامتها .. هذا الاشياء في نظري كانت تطربني كما تطربني ام كلثوم ".ومن خلال حضور المهندس لكل حفلات أم كلثوم، لاحظ أن العرب الذين يحضرون حفلات أم كلثوم كانوا يحددون الأغنية ويحفظونها في كل حفلة، وأيضا تختلف الأغنية الواحدة من حفلة إلى حفلة أخرى، فعرض على أم كلثوم تسجيل حفلاتها، وبالفعل بدأت كوكب الشرق في تسجيل كل أغانيها، فكانت البداية منذ عام 1960، أو قبل ذلك بقليل، فكان يسجل المهندس محمد كل حفلاتها وينتقي منهم الأفضل جودة ووضوحا للبث في الإذاعة، حتى وصل تسجيل الأغنية الواحدة إلى 5 تسجيلات.
مشاركة :