أكد السفير وائل عادل نصر مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، أن اللقاءات "المصرية - الأفريقية" في الآونة الأخيرة ليست مرحلة جديدة ولا استمرارا لمراحل لم تنجح، بل هي استمرار طبيعي للعلاقة بين مصر وأفريقيا.جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة أنباء"سبوتنيك" الروسية، اليوم الاثنين، مع السفير وائل عادل نصر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، تحدث فيها عن التعاون الاقتصادي بين دول القارة الأفريقية والعقبات التي تواجهه، ومستقبل هذه العلاقات في ظل التدخلات الخارجية، وطبيعة العلاقة بين مصر والسودان وآخر مستجدات المفاوضات حول سد النهضة.وأضاف أن الدول الأفريقية بدأت تشعر أنه لابد من التكاتف سويا من أجل النهوض، لأنهم أيقنوا أن الدول التي كانوا يعولون عليها في نهضتهم لا تبحث سوى عن مصالحها مع الإبقاء على الدول الأفريقية كحديقة خلفية لمنازلهم من أجل استغلال ثرواتهم مجانا، والحصول على أكبر قدر من الاستفادة، مع العمل على إبقاء الأفارقة سوق لتصدير السلاح بعد إشعال الحروب والصراعات داخل تلك الدول. وأضاف مساعد وزير الخارجية، "أعتقد أن هناك إدراكا أفريقيا عاما في الوقت الراهن بأنهم لن ينهضوا إلا بسواعد أبنائهم وبالتعاون مع أبناء القارة الذين يعانون من نفس الظروف، ونحن جميعا كأفارقة لن نستطيع النهوض سوى بمساعدة بعضنا البعض المستعمر لن يساعدنا وليس من مصلحته ذلك، وأرى أن الأفارقة تعلموا وأدركوا الدرس جيدا مما يحدث في المنطقة العربية وخافوا من انتقال تلك السيناريوهات التي صنعها الغرب إلى بلادهم".وحول مدى مساهمة اللقاءات الدبلوماسية في حل الخلافات بين الدول الأفريقية، قال السفير وائل نصر إن "الخلافات تحدث بين الأشقاء في الأسرة الواحدة، وهى شيء طبيعي يبرهن على قوة تلك العلاقات طالما هي خلافات حميدة، والخلاف بين مصر وأثيوبيا يدخل تحت هذا الإطار ولا يرقى لمستوى الصراع، وكل شيء يمكن أن يحل بالتفاوض، وكلما زادت صعوبة التفاوض نكون سعداء عندما نصل للحل، وفي النهاية مصر دولة قوية وتحترم كل أشقائها الأفارقة، فنحن دولة أفريقية قبل كل شيء من ناحية الموقع والتاريخ والثقافة الأفريقية الضاربة في القدم".وحول العلاقة المصرية - السودانية أكد نصر أن العلاقات بين مصر والسودان أخوية وأي خلافات بيننا تحل في هذا الإطار فنحن لا نقبل أي مساس بالسودان، والسودان لا يقبل المساس بمصر من أي جهة كانت.وحول الأزمة الليبية أكد نصر أن ليبيا دولة شقيقة ويهمنا استقرارها؛ لكن مبدأ مصر الأساسي في علاقاتها الخارجية هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وتترك الشعوب تقرر مصيرها بنفسها، وعندما يطلب منا المساعدة لن نتأخر، فالتاريخ شاهد أن مصر لا تتأخر عن المساعدة حتى وهى في أحرج لحظاتها وهذا مبدؤنا.وقال مساعد وزير الخارجية، في رده على سؤال حول رؤيته لمستقبل العلاقات الأفريقية —الأفريقية، "يجب أن تنهض بل لابد أن تنهض، ومصر لم تغلق أبوابها في أي وقت أمام الإخوة الأفارقة، قد تكون المنح المصرية قلت نسبيا في وقت من الأوقات نتيجة الظروف الاقتصادية، لكنها عادت الآن وبصورة أقوى مما كانت عليه في السابق".
مشاركة :