نفى الدكتور عبدالحكيم راضي، عضو مجمع اللغة العربية، صعوبة اللغة العربية، وأن طلاب المدارس يواجهون مشاكل في تعلمها، قائلا: إن هذا الحديث لا يمت للعلم بصلة. وتابع راضي في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه لو كانت اللغة صعبة لما استمرت كل هذه الأعوام، والتي تجاوزت الـ 15 قرنًا، ولا شك أن أصحابها تحدثوا بها أكثر من ذلك، وإذا كانت الصعوبة صعوبة صفات ذاتية في اللغة لما استمرت وكان شأنها شأن اللغات التي اندثرت واختفت من التعامل. وأشار إلى أن الأمر ربما يرجع إلى بعض المجتمعات وبعض التغيرات التي حدثت في عالمنا الحالي مثل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وربما التغيرات السياسية والذي يبدو وكأنه انصراف عن لغتهم العربية وتوجه تلك المجتمعات عن لغتهم فيما نراه ظهورًا لبعض اللغات الأجنبية سواء في الإعلانات أو بعض الكتابات وفي بعض البحوث العلمية، فإن الصعوبات تعود إلى أهلها بالأساس. وعن رسالته التي سيقوم بتوجيهها في يوم الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية قال: "بوسع كل مواطن عربي أن يعرف لغات الأرض كلها، ولكن لا يدع هذا على حساب لغته الأصلية، فالإنسان الطبيعي من شأنه أن يعزز من لغته فهي مخزون حضارة الإنسان، وأن اللغة ليست أصواتا، بل مخزون حضارة الإنسان وحضارة بما تحمله وهي الجرثومة التي تنبع منها لغتنا، فالإنسان بغير لغته كأنه كائن بلا ذاكرة، وأنها مخزون تاريخي جميل ومشرق وقيم مادية ما فيها من علوم ومعارف نستطيع ان نتزود بها" وتابع راضي "علينا أن نتمسك بلغتنا وألا نتصور أن الجهل بها أو ادعاء العلم بلغات اخرى، فالبعض يتباهي بهذا، وهو نوع من العقد في الحقيقة، وحتى القائمين على شئون التعليم عليهم أن يعرفوا هذا، وعلى الآباء والأمهات الذين يرسلون أبنائهم إلى مدارس اللغات والذين يتباهون بأن أبنائهم يعرفون لغات أجنبية، وربما يغضبون اذا تحدث ابنائهم باللغة العربية، بل يعتبرون أن هذا شيء سيء، وهذا ليس جيدًا، وليس سليمًا في التربية، فالطفل يجب أن ينشأ على لغته العربية ويعتز بها وبمخزونها الثقافي والحضاري، والذي تحمله لغته، ثم بعد ذلك يتعلم ما يشاء من اللغات الأجنبية، ولكن قبل كل ذلك يجب أن يعرف أنه مواطن عربي، ولغته هي العربية، والتي تحمل ثقافة أهله وحضارته والتي يجب أن يتزود بها وينشأ عليها". واختتم: "علينا أن ننظر إلى المحاولات الناجحة في المجتمعات الأخرى والتي استطاعت أن تحافظ على لغتها، وأن تحول المعارف والمعلومات والمعارف العلمية والعالمية وأن تدرس بها، وعلينا أن نحاول وألا نيأس". يشار إلى أنه يحتفل العالم العربي ومنظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية إحدى أهم اللغات الرسمية بالأمم المتحدة، وذلك في 18 ديسمبر من كل عام.
مشاركة :