مساجد في بريطانيا تفتح أبوابها لطمأنة غير المسلمين وتعريفهم بالدين الحنيف

  • 2/2/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: مينا الدروبي فتح أكثر من 20 مسجدا في إنجلترا وويلز أبوابها أمام الزوار في بادرة غير مسبوقة في بريطانيا لطمأنة الناس من غير المسلمين بشأن الإسلام بعد المخاوف التي أحدثتها اعتداءات باريس. وتعاون المجلس الإسلامي البريطاني مع مساجد بريطانيا أمس لتنظيم الأنشطة والفعاليات في مبادرة غير مسبوقة لمسلمي بريطانيا تجاه مواطنيهم بعد أجواء التوتر التي أعقبت هجمات باريس خلال الأسابيع الماضية. وأوضح مجلس مسلمي المملكة المتحدة الذي يقف وراء البادرة أن الزوار تم استقبالهم من قبل المسلمين حيث تناولوا معا الشاي والمرطبات وتقدم لهم فكرة عن الحياة اليومية في مكان عبادة المسلمين، كما تم الإجابة عن أسئلتهم حول الدين الإسلامي. ومن بين المساجد التي شاركت في هذه المبادرة مسجد فينسبيري بارك الذي عرف في السابق بأنه أحد معاقل «لندنستان» وهي التسمية التي أطلقت على تيار إسلامي متطرف استقر بالعاصمة البريطانية في بداية سنوات الألفية. ومن بين الذين أداروا هذا المسجد حتى 2003 الداعية المتطرف البريطاني أبو حمزة المصري الذي رحل إلى الولايات المتحدة وفي أوائل 2015 حكمت عليه احدى محاكم نيويورك بالسجن المؤبد. ووجهت الحكومة البريطانية إثر اعتداءات باريس رسالة إلى نحو 1000 مسجد تدعوها فيها إلى «توضيح وإثبات أن الإسلام يمكن أن يكون مكونا من مكونات الهوية البريطانية». وكان هدف حملة أمس التواصل مع البريطانيين في أعقاب التوترات الناشة بشأن الإرهاب، وتوسع معرفة البريطانيين بتعاليم الدين الإسلامي عقب الهجمات الأخيرة التي شوهت فكرة الدين الإسلامي. وإلى ذلك افتتحت أبواب الكثير من المساجد في بريطانيا لاستضافة حدث «زور مسجدي اليوم»، وشارك أكثر من 21 مسجدا من نحو 1700 في المبادرة. وقال مكتب الإعلام لمجلس الإسلامي البريطاني لـ«الشرق الأوسط» في مقابلة هاتفية: «في وقت متوتر للمجتمعات الدينية، دعا المجلس الأشخاص من جميع الأديان لتبادل التفاهم الثقافي والديني». وأضاف المكتب: «شعرنا أن هذا الحدث سيكون فرصة رائعة لتبديد الأساطير عن الإسلام». وشارك في المبادرة مسجد شرق لندن وهو من أقدم مساجد العاصمة البريطانية، ويعتبر المسجد من أكبر المساجد في أوروبا وهو يستوعب أكثر من 7 آلاف مصل لأداء الصلاة. وتم تقديم الشاي والحلويات في أماكن العبادة والإجابة على أسئلة حول الدين الإسلامي وتقديم نظرة على ما يجري في المساجد يوميا خلال مبادرة أمس. وقال المواطن البريطاني مايكل كوغاتي أثناء الحملة لـ«الشرق الأوسط»: «حدث اليوم جيد جدا للمسلمين والمجتمعات غير المسلمة، ومن العار أن المواطنين البريطانيين يشاركون في المحادثات الدينية بعد الأحداث المؤسفة في باريس، وينبغي أن يحدث دائما». وأكد مقداد فارسي الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني في مقابلة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نريد أن نساهم في تبادل المعلومات عن الإسلام، لإظهار حقيقة الإسلام للجمهور البريطاني». وتحدث مقداد عن المخاوف الأمنية حول ندوة أمس، وقال: «أبلغنا الشرطة على حملة اليوم (أمس)، وقد اتخذنا إجراءات أمنية لحماية المساجد، ونحن نريد مشاركة كل مسجد في البلاد». وأكد مجلس مسلمي بريطانيا أن أعضاء الجالية شارك أمس: «كي يتعرفوا على بعضهم البعض بشكل أفضل». وشارك أيضا في الحملة مسجد «فينسبيري بارك» في شمال لندن الذي كان عرف في السابق بأنه أحد معاقل «لندنستان» التسمية التي أطلقت التطرف بالعاصمة البريطانية في بداية سنوات الألفية. وفي خضم اعتداءات باريس التي خلفت 17 قتيلا وأعلن منفذوها أنهم متطرفون، تلقى مسجد فينسبيري عدة رسائل تهديد، بحسب ما صرح أمينه العام محمد كزبار مؤخرا لقناة «سكاي نيوز». وقال مسؤول مسجد فينسبيري: «يجب أن يدرك الناس أنه حدثت تغييرات بين 2005 والآن والمسلمون يرون أنه ليس من العدل أن يتم الربط دائما بين المسجد وأمر سلبي يحصل في مكان آخر». وحملة أمس كانت جزءا من مبادرة وطنية مع الشباب المسلمين وأولياء أمورهم في أعقاب الهجمات التي شنها المتشددون في فرنسا الشهر الماضي. وطلبت وزارة الجاليات والحكم المحلي البريطانية من قيادات المسلمين والمساجد المساعدة في مشكلة نزوع الشباب المسلمين نحو التطرف. وكانت الحكومة البريطانية وجهت إثر اعتداءات باريس رسالة إلى نحو ألف مسجد تدعوهم فيها إلى «توضيح وإثبات أن الإسلام يمكن أن يكون مكونا من مكونات الهوية البريطانية». وانتقد مجلس مسلمي بريطانيا هذه الرسالة متسائلا إن كانت تعني أن المسلمين كانوا منفصلين جوهريا عن المجتمع البريطاني، وأضاف أن الرسالة تلمح إلى أن «المسلمين لم يقوموا بما يكفي ضد التطرف». وبحسب أرقام آخر إحصاء في عام 2011 يشمل إنجلترا وويلز فإن المسلمين يمثلون نحو 5 في المائة من السكان في حين يمثل المسيحيون 59 في المائة ومن يعلنون أنهم لا دين لهم 25 في المائة. ويقدر عدد المسلمين في بريطانيا بنحو مليوني شخص ما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في بريطانيا.

مشاركة :