ذوو القاصريْن قالوا إن الخطوبة تمت بموافقة الأسرتين وفقا للعادات والتقاليد السائدة، وإن من حقهم الفرح بابنيهما خاصة أن العريس دفع مهر العروس! القاهرة - شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ضجة كبيرة بسبب انتشار فيديو وصور لحفل خطوبة طفلين لا يتجاوز عمرهما الرابعة عشرة في محافظة كفر الشيخ شمال مصر. وأثارت هذه الحادثة غضب ناشطي الانترنت في الوقت الذي تحاول فيه السلطات المصرية مواجهة زواج القاصرات بنشر التوعية وتعديل القوانين. ومنذ عدة أشهر شهدت نفس المحافظة حادثة زواج لطفلين آخرين لم يتجاوز عمر كل منهما 10 سنوات. وكان المجلس القومي المصري للمرأة في أغسطس/آب الماضي، أعلن أن نسبة الزواج المبكر للفتيات ممن تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا بلغت 14.4%. وشهدت مصر مؤخرا جدلاً بشأن مقترح برلماني لخفض سن زواج الفتيات إلى 16 عاماً بدلًا من 18 عاماً، حيث لاقى المقترح رفضًا على المستويين الحكومي والحقوقي. وتجاوز تعداد المصريين بالداخل والخارج، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي 2017، 104 ملايين شخص لتصبح في المركز الثالث عشر عالميًا من حيث عدد السكان، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وذكرت الاحصائيات الرسمية أن عدد الأطفال الذين تقل اعمارهم عن الـ18 في مصر يبلغ 39 مليون طفل، بينهم 117 ألفا متزوجون ومطلقون. وبعد انتشار فيديو حفل الطفلين في المحافظة الشمالية، قال والدا الطفلين فارس وندى إن الخطوبة تمت بموافقة الأسرتين وفقا للعادات والتقاليد السائدة في قريتهم. وأضافا وفقا لوسائل إعلام مصرية: "الفيديو حقيقي، وهذه عادة تتواجد لدينا، ونريد أن نفرح بطفلينا". وقالت أم "العريس" في تصريحات هاتفية لبرنامج " مساء دي إم سي"، إن ابنها في المرحلة الإعدادية، وليس صغيرا على الزواج، حيث تم تقديم مهر 32 ألف جنيه للعروس. وكانت وزارة الصحة المصرية ذكرت في مايو/أيار 2017 أن 500 ألف طفل يُولدون سنوياً لأمهات قاصرات (أقل من 18 عاماً)، وأن 500 ألف فتاة ممن يتزوجن قبل 18 عامًا يتعرضن لمخاطر الحمل والولادة، و71% من الزوجات القاصرات يتعرضن لمضاعفات صحية خطرة و12% يتعرضن للإجهاض، و3% من الأطفال الذين يُنجبون لأمهات قاصرات يتوفون في أول شهر بعد الميلاد. ولا يجوز وفق القانون المصري، زواج الفتاة التي يقل عمرها عن 18 عاماً، لكن أسر الفتيات القاصرات عادة ما تتحايل على القانون. وينتشر زواج القاصرات بشكل كبير في المناطق الريفية والقرى الفقيرة في مصر، ما يعرضهن للإصابة بأمراض سوء التغذية والضعف العام. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أشارت إلى أن 11 بالمئة من الفتيات على مستوى العالم، يتزوجن قبل الوصول إلى سن الـ15، مما يعرضهن للعديد من المشاكل الصحية والاجتماعية والتعليمية. وحذرت من أن زواج القاصرات قد يتسبب بظهور مشكلات صحية جسدية ونفسية بين الفتيات المتزوجات في سن مبكرة وأطفالهن. وتتعرض هؤلاء الفتيات لمشكلات جسدية ناجمة عن عدم استعداد أجسادهن لخوض تجربة جنسية غالبا ما تمتاز بالعنف لعدم ادراك الفتاة لطبيعة العلاقة. ويوضح المختصون النفسيون أن زواج الطفلة قد يتسبب بمعاناتها من الحرمان العاطفي من حنان الوالدين، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، ما قد يؤدي إلى حدوث ارتداد لهذه المرحلة في صورة أمراض نفسية مثل الهستيريا والفصام، والاكتئاب، والقلق واضطرابات الشخصية. وتبدأ معاناة القاصر المتزوجة بقلق واضطرابات عدم التكيف، نتيجة للمشاكل الزوجية وعدم تفهم الزوجة لما يعنيه الزواج والمسئولية الأسرية ما يؤدي الى فشل هذه الزيجات. ويعد الزواج المبكر أحد الاسباب الرئيسة للتفكك الأسري حسب ما بينته سجلات الطلاق لان القاصرة تجهل الاهتمام بصحة الطفل وهي حامل وبصحتها بعد الولادة ايضا.
مشاركة :