دبي - الوكالات: بدأت الهدنة في الحديدة غرب اليمن منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، بحسب ما أعلن مصدر في الأمم المتحدة والتحالف العربي. وقال مصدر في التحالف العربي إن وقف اطلاق النار في الحديدة بدأ «الثلاثاء 18 ديسمبر عند الساعة 00:01 بتوقيت اليمن» (21.00 ت غ). وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون في محادثات في السويد استمرت أسبوعا واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتزود بالمؤن، ووقف إطلاق النار في المحافظة. كما اتفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر سلام تنهي الحرب. وبحسب المصدر في التحالف، فإن «آلية تطبيق الاتفاق (وقف اطلاق النار) لم تكن واضحة في البداية وليست واضحة بشكل كامل حتى الآن»، مضيفا ان التحالف ينتظر «الإعلان الرسمي من الامم المتحدة» حول الآلية. ونص الاتفاق على «وقف فوري لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة». لكن الاشتباكات لم تتوقف رغم ذلك في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014، وتضم ميناء حيويا، وتحاول القوات الموالية للحكومة استعادتها من أيدي الحوثيين منذ أشهر. وكان مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيث دعا الاحد أطراف النزاع إلى الالتزام بالهدنة. والاثنين، قال اثنان من السكان تحدثت إليهما فرانس برس عبر الهاتف إن الاشتباكات المتقطعة تسمع عند الاطراف الشرقية والجنوبية للمدينة المطلة على البحر الاحمر، وأن القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين يتبادلون القصف المدفعي. وأكد مسؤول في القوات الموالية للحكومة الاشتباكات المتقطعة والقصف المدفعي، مشيرًا إلى أن القصف تسبب مساء الاحد في اشتعال النيران في أحد المصانع في شرق المدينة. وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» الاثنين أنها تعالج مصابين في المواجهات في الحديدة، معربة عن قلقها جراء استمرار أعمال العنف في المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان، إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية. إلى جانب وقف اطلاق النار، قال المصدر في التحالف انه بحسب اتفاق السويد، فإن على المتمردين الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر. كما أنّه يجب على المتمردين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من المدينة بحلول نهاية يوم 7 يناير المقبل. وشدّد على أن التحالف «لا نية لديه لخرق الاتفاق، وسيقوم بكل ما بوسعه لاحترامه»، متوقعا «ان يقوموا (المتمردون) بنشاطات تهدف إلى استدراج ردود فعل لكونهم يمرّون بأضعف مراحلهم». ويرى محللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكة السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الاطراف. وقد دعا غريفيث الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعا على إنشاء «نظام مراقبة قوي وكفء» في هذا البلد لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة. وقال دبلوماسيون انه من المحتمل التصويت على قرار في مجلس الامن الدولي حول اتفاقات السويد هذا الاسبوع. وفي الرياض، ترأّس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اجتماعا مع الوفد الحكومي الذي شارك في محادثات السويد، حسبما ذكرت وكالة الانباء اليمنية «سبأ». ونقلت عن هادي الذي عاد إلى مقر اقامته في الرياض مؤخرا بعد رحلة علاجية في الولايات المتحدة استمرت اسابيع ان الوفد «مثّل اجماع الشعب اليمني» في مواجهة «الانقلاب وأدواته وداعميه وعناصره».
مشاركة :