انتقدت الإمارات العربية المتحدة أمس إصرار قطر على محاولاتها تحريف وتزييف التاريخ. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدات على «تويتر»: «المرتزق الفرنسي بول باريل كان مسؤولا امنيا عند المرحوم الشيخ خليفة بن حمد ومرافقا له في رحلاته بعد انقلاب الابن (حمد بن خليفة) على الأب، ولم تكن له أي علاقة بالإمارات، وتحريف الخلاف بين الأب وابنه لإقحام الامارات هو جزء من التزييف الذي أصبح علامة قطرية بامتياز». وكان باريل زعم عبر قناة «الجزيرة» التحريضية وجود دور للإمارات في محاولة انقلاب غير ناجحة عام 1996، حاول خلالها خليفة بن حمد استعادة الحكم من ابنه حمد الذي استولى على الحكم بـ«انقلاب أبيض» في 27 يونيو 1995، وهو ما رفضه قرقاش جملة وتفصيلا، وقال في تغريداته: «سبق وان أشرت وبناء على ملاحظات المعاصرين لهذه الأحداث أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، نصح المرحوم الشيخ خليفة بن حمد بالتصالح مع ابنه وقبول الأمر الواقع والإقامة بين أهله في الامارات، المنقلبون على الشيخ خليفة بن حمد يدركون هذه الحقيقة». جاء ذلك، في وقت واصل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تطاوله على الأشقاء وإلقاء الاتهامات ضدهم جزافا، مهاجمًا الإمارات والمملكة العربية السعودية، ومعلنا من جهة ثانية التبعية والطاعة للنظام الإيراني، إلى درجة انتقاده العقوبات الأميركية، وقال: «نحن لا نشجع الإجراءات الأحادية ضد أي دولة. العقوبات ليست طريقة لحل مشكلة.. نحن نشجع الولايات المتحدة على إعادة التفاوض والوصول إلى حل دبلوماسي، لأننا لا نستطيع تحمل تصعيد آخر في منطقتنا.. إيران جزء من منطقتنا، سواء أعجبنا ذلك أم لا، سواء كنا متفقين مع سياستهم أم نختلف. هذا لا يعني ألا نتعامل معهم وننأى عن بعضنا البعض ونواجه بعضنا من خلال وكلاء، مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان». وأظهر وزير الخارجية القطري في مقابلة مع «فاينانشال تايمز» تعنتا تجاه حل الأزمة مع دول المقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، مشيرا إلى إنه لم يكن هناك أي بوادر انفراج للأزمة خلال القمة الخليجية الأخيرة في الرياض. وقال: «لا يوجد تقدم حتى الآن يحدث مع المقاطعة»، معتبرا أن أي بادرة نحو المصالحة يجب أن تأتي أولا من الدول المقاطعة، خاصة من السعودية. وتساءل «ما الذي يمكن أن يطلب من قطر كبادرة؟» قبل أن يضيف زاعما: «على الرغم من رغبة قطر في الدخول في حوار مع الدول الأخرى، فإن الشيء الوحيد الذي تحتاج إلى فهمه قبل أن تأتي إلى الطاولة هو أن سيادتها ليست موضوعًا للتفاوض. من جهته، نفى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تكون هناك مبادرة من الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر حول أزمة قطر، مضيفا أن اقتراح رومانيا بعقد مؤتمر في أوروبا للمصالحة هو إسهاما منها، وليس مبادرة، ومشيرا إلى أنه لا بد من أخذ موافقة جميع الأطراف في أوروبا بالإضافة إلى أطراف الأزمة لعقد مثل هذا المؤتمر. وأوضح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح «أن منطقة الشرق الأوسط تعاني من أزمات كثيرة والكويت تلعب دورا مهما في حلها مثل تدخلها في حل أزمة قطر، وهو دور لا يستغنى عنه ونحن في أوروبا نتفق على أهمية حل أزمة قطر، ومستعدون في ألمانيا لتقديم أي دعم للكويت من أجل حل النزاعات وتحقيق الاستقرار في المنطقة». وأضاف «أن ألمانيا تساهم في حل قضايا اليمن وسوريا وستعمل مع الكويت من خلال عضويتها في مجلس الأمن من أجل تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا»، وقال إن اتفاق اليمن الأخير خطوة في الاتجاه الصحيح يجب البناء عليها لإيجاد حلول مستدامة وإن ثمة حاجة لدفع المباحثات المقبلة في يناير.
مشاركة :