الأوركسترا السيمفونية المصرية تعزف موسيقى معاصرة

  • 2/2/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت فرقة أوركسترا القاهرة السيمفونية في نزع ثوب الأمس الكلاسيكي، مقدمة حفلة «اتجاهات مصرية» للموسيقى المعاصرة على «المسرح الكبير»، عزفت فيها عشر مؤلفات غالبيتها تقُدم في مصر للمرة الأولى. الحفلة من بنات أفكار المايسترو أحمد الصعيدي، القائد الأساس للأوركسترا ومديرها الفني، ولكن برنامجها وقيادتها أسندت بالكامل إلى المايسترو الشاب محمد سعد باشا الذي قدم برنامجاً يشكل إضافة نوعية للفرقة المصرية. اقتصرت الحفلة على المؤلفات المصرية الحديثة التي تتسم بتقنيه معاصرة، بعضها عُزف في مهرجانات متخصصة خارج البلاد، وتميّزت بالتنوع الموسيقي شكلاً ومضموناً. البداية كانت مع مقطوعة «مارش» (مصر العظيمة) للمؤلف أحمد عاطف الذي عُرف مؤلفاً للموسيقى التصويرية لأفلام، والذي تعزف له الأوركسترا المصرية للمرة الأولى. ومقطوعة عاطف كانت مقطعاً من الموسيقى التصويرية لفيلم «الإسكندرية» التسجيلي، واستخدمت فيها الآلات النحاسية والخشبية، إضافة إلى الآلات الوترية والإيقاع. المقطوعة الثانية كانت للمؤلف صبري حميدة الذي تعزف له الأوركسترا للمرة الأولى أيضاً، وهي مجموعة من الجمل الموسيقية المتوازية التي تتلاقي عند الذروة ثم تتفرع في تنويعات، ولكن مع ميلوديات تستسيغها الأذن. ثم توالت الأعمال التي تعد تجارب جديدة، وبخاصة لجمهور أوبرا القاهرة ، إضافة إلى أنها نقلة حضارية في التأليف الموسيقي المصري، منها مقطوعة «امتزاج» للمؤلف علي عثمان التي عُزفت في مدينة سالزبورغ النمسوية. واستُخدمت فيها عناصر الموسيقى العربية والسودانية بتقنيات غربية معاصرة، مثل الدق على جسم الآلات الوترية وإحداث أصوات بشرية يؤديها العازفون، وهي أساليب جديدة استحدثتها الفرقة. وأعقبت ذلك مقطوعة لخالد شكري شكلت تطوراً في الأسلوب واستنباط نغمات صوتية جديدة ليستمع الحضور إلى صوت حركة المياه من خلال الآلات الوترية. ثم جاءت مقطوعة بعنوان «ساكسولة» من تأليف باشا، قائد الحفلة، وسبق تقديمها مع أوركسترا «لفيف» الفيلهارمونية في أوكرانيا عام 2013، وهي المرة الأولى التي تعزف فيها هذه المقطوعة في مصر. والعمل عبارة عن ألحان بسيطة مستوحاة من التراث الشعبي المصري عبر استخدام إيقاعات في «حوار» بين آلتين: الناي من الشرق والساكسوفون من الغرب. ويُعد هذا ابتكاراً جميلاً أعطى لهذه المقطوعة ميزة خاصة، وهي المقطوعة الوحيدة التي كانت عزفاً منفرداً. إلى ذلك، تضمن برنامج الحفلة عملاً للمؤلف الموسيقي عمرو عقبة الذي تقدم أعماله في مصر للمرة الأولى على رغم أنها قُدمت في مهرجانات كثيرة في أرجاء أوروبا. المقطوعة بعنوان «رادوبيس»، وهي مستوحاة من رواية نجيب محفوظ التي تحمل الاسم ذاته، والتي تتحدث عن قصة حب بين فرعون مصر الشاب مرنع الثاني والراقصة الجميلة رادوبيس، ووقوف الكهنة ضد هذه العلاقة. وعُزفت المقطوعة بأسلوب معاصر من خلال تقنية جديدة ومبتكرة. ثم عزف المؤلف الدكتور أحمد مدكور الذي أكمل دراسته العليا في أميركا، مقطوعة «نسيج 1» التي أبدعها حديثاً مستخدماً في بنائها التجمعات الهارمونية الاثني عشرية، إلى جانب بعض الأساليب الخاصة بالموسيقى الكلاسيكية المعاصرة. أما مقطوعة «الرقص على الجمر» للفنان رمز صبري، فكانت عملاً تعبيرياً مستساغاً يضم بساطة متعمدة. كما تضمن البرنامج مقطوعة راجح داود الشهيرة «حورية البحر» تكريماً للفنان الذي يعد أستاذاً لعدد من المؤلفين المشاركين في الحفلة. لكن الفقرة المهمة كانت موسيقى «دعاء الكروان»، وهو أحدث إنتاج لرائد الوسائط المتعددة الدكتور محمد عبد الوهاب عبد الفتاح، وأدتها الأوركسترا برفقة مشاهد سينمائية من الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم ذاته. وجاءت الموسيقى في إطار معاصر ينتمي إلى مدرسة ما بعد الحداثة.

مشاركة :