يــــوم الشـــــمــوخ والـعــــز

  • 12/18/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم : رئيس التحرير(صالح بن عفصان العفصان الكواري) .. تحتفل دولة قطر بيومها الوطني اليوم، وهي ذكرى مجيدة وعزيزة على قلوب كل القطريين، تجسد معاني الحرية والكرامة والسيادة والعزم على مواصلة البناء، بروح وطنية خلاقة، وإرادة لا تلين، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه». إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفاء بذكرى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني «طيب الله ثراه» وما أنجزه من وحدة وتطوير، ورؤية استشرافية نعيش اليوم في كنف ما جرى تأسيسه، وقد واصل الأجداد والأبناء من بعده المسيرة المباركة، وحققوا الإنجاز تلو الآخر، في تلاحم فريد وآمال عريضة وطموحة، لبناء حاضرنا ومستقبلنا، مرتكزين على ما سطره المؤسسون في مختلف مراحل التاريخ، من دون تقاعس أو خذلان، لتبقى قطر، وطناً عزيزاً يصنع الأمجاد، رغم التحديات الماثلة والمؤامرات الظلامية الرخيصة. اليوم الوطني هو محطة مضيئة في تاريخ قطر لاستلهام الماضي بكل إشراقاته، ومناسبة خالدة متجددة، لتعزيز الهوية والانتماء للوطن الغالي، والولاء للقيادة الحكيمة.. مناسبة يؤكد فيها كل أهل قطر قدرتهم على مواجهة التحديات، ومواصلة الإنجازات مهما تكالب المرجفون، وحاكوا وكالوا من اتهامات هستيرية حاقدة وظالمة ضد قطر. ويعكس شعار الاحتفال باليوم الوطني هذا العام « فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا » وهو شطر من أبيات المؤسس مصحوباً بشطر من النشيد الوطني « قطر ستبقى حرّة»،الخصال الحميدة للجيل الأول والتي تقوم عليها الأوطان، وإن اختلفت الأزمنة وتطاولت، وتتمثل في حُسن الأفعال. ويعزز الشعار العمل الصالح، ويعلي قيمته لدوره في بناء الأوطان ونهضة الأمم وإعلاء شأنها، ولن يتحقق ذلك العمل إلا بالعدل والإخلاص ونبذ التعصب ومحاربة الفساد، والكرامة الإنسانية والإيمان بالوطن وبالدفاع عنه، والاستجابة للتحديات التي تواجهه حتى تسليم الأمانة للأجيال المتعاقبة. وحسناً فعلت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني اختيار هذا الشعار لأنه ينطوي بالإضافة لما ذكرناه، على جملة من المعاني الوطنية السامية التي عرف بها شعب قطر منذ فجر التاريخ والمتمثلة في الوفاء والإخلاص والعطاء الإنساني ومساعدة المضيوم وإجارة الملهوف والتمسك بالعزة والكرامة والذود عن الوطن وحمايته بالغالي والنفيس.   ونحن إذ نحتفل باليوم الوطني، لابد لنا الوقوف عند الخامس من يونيو عام 1995 حين تولى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني « حفظه الله ورعاه » مقاليد الحكم، ففي هذا اليوم المشهود انطلقت البلاد نحو مرحلة جديدة من النهوض السياسي والاقتصادي والتعليمي والصحي والمجتمعي والثقافي والرياضي وغيرها من المجالات دون استثناء، وتبوأت بلادنا، والكل يشهد بذلك، مكانة رفيعة على الصعيد العالمي، وأصبحت قطر دولة محورية، نفخر بدورها وريادتها العالمية وتأثيرها الإيجابي على خريطة الأحداث إقليمياً ودولياً. وبذات العزيمة والحيوية وإرادة التحدي والإصرار ووتيرة الإنجاز المباركة، تمضي قطر الأمن والأمان والاستقرار، بقيادة سمو الأمير المفدى « حفظه الله ورعاه » لبناء دولة حديثة ومتقدمة ومنفتحة على العالم، يسودها الرخاء والنماء المستدام وتكافؤ الفرص، دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون. ولعل هذا الكم الهائل من الإنجازات والتقدير العالمي الكبير لقطر وقيادة قطر والثقة الدولية التي تحظى بها، وهو ما جعلها رقماً مهماً ولاعباً مؤثراً على خريطة العالم السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية والإنسانية، ما جرّ عليها حقد الأشقاء وحسد ذوي الرحم والقربى، فعزموا على غزوها من جديد بعد محــاولة عام 1996، فحاصروها ليقوضوا مكتسباتها، ويحجموا من دورها وتأثيرها وإشعاعها الذي ملأ الأركان، ولكن خاب سعيهم، فضلّوا الطريق والهدف، لأن قطر « تميم المجد» لن تعرف الخنوع، ولن تفرط في السيادة، ولن تلتفت إلى الوراء، بل تمضي إلى الأمام بإرادة الفارس المنتصر، لا يهيبها تكاثر الذباب ونقيق الضفادع وصياح الديكة. وفي الوقت الذي انكفأ فيه رباعي الشر المأزوم على نفسه منبوذاً غارقاً في أزماته وعزلته، وهوانه حتى على شعبه، وأضاعوا فيه حلم الشعب الخليجي الواحد في التعاون والتآزر والعمل المشترك، تنطلق قطر الفتية التي أرادوا عزلها والوقيعة بها ونهب ثرواتها إلى العالم، تمد يد السلام والصداقة والإنسانية للعالم بأسره، تساهم بجدية في حل مشاكل البشرية وسيادة الأمن والسلم الدوليين، فجاءت في هذا الإطار جولات سمو الأمير المباركة عربياً وأفريقياً ولاتينياً وأوروبياً وآسيوياً ناجحة بكل المقاييس، وحققت أهدافها من خلال المباحثات المعمقة والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي جرى التوقيع عليها، وعززت في الوقت ذاته علاقات التعاون والصداقة بين الدوحة وكل من العواصم التي شملتها، فضلاً عن شراكات قطر الدولية والأممية وآخرها ما تم التوقيع عليه في ختام أعمال منتدى الدوحة 2018 مع الأمم المتحدة واجتماعات كونجرس الفيفا بالدوحة وتصريحات رئيسه بالغة الأهمية عن قطر ومونديال قطر، ما يؤكد في مجمله أن مكانة قطر العالمية وشراكاتها الدولية تترسخ كل يوم، وهي تحقق في ذات الوقت إنجازات لا حصر لها على الصعيد المحلي لفائدة مواطنيها والمقيمين على أرضها في دولة المواطنة والمؤسسات والعدل والقانون ومكافحة الفساد، وما تكريم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ودولة السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا وسعادة السيد يوري فيدو توف، ممثل الأمين العام، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الفائزين بـ « جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز في مكافحة الفساد» في نسختها الثالثة، بماليزيا مؤخراً، إلا خير دليل على ذلك وهو ما يضاف لجهود قطر في دعم الحكم الرشيد وسيادة دولة القانون واتباع قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الإرهاب. نعم إنه احتفال باليوم الوطني وللمرة الثانية في زمن جريمة الحصار الغادر، لكنه احتفال بطعم الانتصار، والمحنة التي تحولت إلى منحة. سيظل الثامن عشر من ديسمبر محفوراً في قلوب القطريين جيلاً من بعد جيل لدلالاته العظيمة في الوطنية وفي العمل والإنجاز والتضحية ورفض كل الضغوطات والدسائس والتمسك بالثوابت الوطنية وبالعهد والوفاء والولاء لقائد المسيرة الظافرة وللوطن الغالي، ونهضته بالعمل والعطاء والإخلاص والسهر لحمايته تحت راية الأدعم لتظل عالية خفاقة ترمز لشموخنا وكبريائنا وأمننا وأماننا في منطقة تشهد الكثير من التوترات، وبعضاً من جوار يفجر في الخصومات وعالماً متحركاً سريع المتغيرات.            editor@raya.com

مشاركة :