السفير منير زهران : مؤتمر مجلس الشئون الخارجية يسعى لتقييم اتجاهات الدول الكبرى والإقليمية

  • 12/19/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد السفير منير زهران رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ، أن المؤتمر السنوي للمجلس هذا العام يسعى إلى تحليل وتقييم اتجاهات الدول الكبرى والدول الإقليمية الأخرى للدفع بمصالحها الوطنية من خلال التوسع في نفوذها، وبث عدم الاستقرار في دول المنطقة ، من خلال الفاعلين من غير الدول ، ومنهم بصفة خاصة المنظمات الإرهابية، التي تعتبر عملياتها انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وبصفة خاصة الحق في الحياة .جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح المؤتمر السنوي الـ16 للمجلس المصري للشئون الخارجية الذي يعقد على مدار يومين تحت عنوان "مصر والعرب في شرق أوسط متغير" بحضور نائب وزير الخارجية السفير حمدي سند لوزا نيابة عن الوزير سامح شكري ، وأعضاء المجلس والسفراء وأساتذة الجامعات والأدباء. وقال السفير زهران، إن المجلس أخذ على عاتقه منذ إنشائه عام 1999 خدمة الوطن وتوثيق الروابط مع مراكز البحث والفكر على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، والمساهمة في ترسيخ الروابط الفكرية مع تلك المراكز لتحقيق المصالح المشتركة لمصر وغيرها من الشعوب المحبة للسلام في العالمين العربي والإسلامي ، وفِي مختلف الدول الإفريقية والآسيوية والأوروبية وفِي أمريكا اللاتينية .وأضاف أنه بفضل دعم وزارة الخارجية للمجلس المصري للشئون الخارجية ، سعى المجلس لتحقيق أهدافه، مع الحفاظ على استقلاليته، من خلال الروابط مع مختلف المجالس المماثلة التي تحكمها مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون معها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.وأوضح أن المجلس اختار لمؤتمر هذا العام شعار "مصر والعرب في شرق أوسط متغير" استنادا إلى الأوضاع الجيوسياسية المعاصرة على المستويين الإقليمي والدولي، وانعكاساتها على الأوضاع في المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار تزايد النفوذ لدول الجوار غير العربية ، وبصفة خاصة إسرائيل وتركيا وإيران، وهو ما أدى إلى تضاعف التحديات التي تواجه الدول العربية التي يضمها تنظيم إقليمي هو جامعة الدول العربية، وبصفة خاصة منذ ظاهرة ما يسمى بثورات الربيع العربي منذ بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة، مثل قضية استفحال ظاهرة الإرهاب ومخاطر التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية انتهاكا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسي لجامعة الدول العربية.وتابع زهران ، أن التحديات التي تواجهها الدول العربية منذ أربعينات القرن الماضي قد استمرت حتى الآن، مرورا بالحروب التي تعرضت لها المنطقة أعوام 1948-1956-1967-1973، وعدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومنها قرار الجمعية العامة رقم 194 والخاص بمشكلة اللاجئين الفلسطينين ، وقراري مجلس الأمن رقمي 242-338 وقرارات مجلس الاأمن والجمعية العامة المتعلقة بوضع مدينة القدس، إلى أن جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشؤم في ديسمبر 2017 الذي تحدى الشرعية الدولية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها كعاصمة أبدية لإسرائيل بالتوازي مع إعلانه عن صفقة القرن لمنطقة الشرق الأوسط التي هي في حالة مخاض.ولفت رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ، إلى أنه يضاف التحديات، تحديات إقليميين آخران هما سعي تركيا شمالا للتوسع جنوبا لإحياء أحلام الامبراطورية العثمانية على حساب السيادة والسلامة الإقليمية لكل من العراق وسوريا؛ بالإضافة إلى التعاون التركي القطري لمساندة وتمويل وتدريب المنظمات الإرهابية ومنها داعش والنصرة لانتهاك السيادة والسلامة الإقليمية بدول المنطقة بالمشرق العربي وليبيا، وكذلك إيران وسعيها لفرض نفوذها على كل من العراق وسوريا ولبنان شمالا وفِي اليمن جنوبا.وتابع انه علاوة على ذلك فان الدول الكبرى ومنها أعضاء دائمين في مجلس المن تسعى هي الأخرى للافتئات على سيادة دول المنطقة العربية والتدخل في شئونها الداخلية والعبث بوحدتها وهويتها الوطنية، ويظهر لك في انغماسها في فرض نفوذها ليس فقط على سوريا وإنما أيضا على ليبيا منذ 2011 حيث فشلت مساعي تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة واتفاق الصخيرات، واستمر التناحر بين الفرقاء الليبيين رغم جهود كل من مصر وتونس والجزائر من ناحية ومبادرات كل من فرنسا وإيطاليا من ناحية أخرى لتحقيق التوافق بين أطراف الأزمة في ليبيا لاستعادة استقلالها وسلامتها الإقليمية، في الوقت الذي تستمر فيه محاولات كل من تركيا وقطر للتدخل في الشئون الداخلية الليبية عبر إنفاق مليارات الدولارات لتمويل العمليات الإرهابية في ليبيا والتي تهدد مصر أيضا من الناحية الغربية، وسعي دول كبرى للدفع بفرض مصالحها الوطنية دون اعتبار لمبادئ المساواة بين الدول للخروج بأكبر مكاسب ممكنة من استمرار أزمات المنطقة العربية على حساب امن واستقرار دولها.وأوضح السفير منير زهران،أن المؤتمر سيناقش على مدار 4 جلسات توجهات مختلف الدول والفاعلين من دول الجوار العربية والفاعلين من غير الدول وخاصة التنظيمات الإرهابية وتنتهي بالجلسة الختامية التي تستشف عددا من الاستنتاجات والتوصيات.

مشاركة :