أكد جورج وايتسايدز، المدير التنفيذي لشركتي فيرجن جالاكتيك وذا سبيسشيب كومباني، إن الإمارات مرشحة لأن تكون من ضمن البلدان القليلة التي يمكن أن تشهد إطلاق رحلات سياحية إلى الفضاء الخارجي في المستقبل، كاشفاً عن وجود مفاوضات مثمرة بين شركته وحكومة دولة الإمارات بهذا الخصوص. وأكد وايتسايدز لـ «الاتحاد» أن فيرجين جالاكتيك تتمتع بشراكة طويلة مع دولة الإمارات ولديها حماس بالغ بشأن الآفاق المستقبلية لجلب الرحلات الفضائية المأهولة إلى الإمارات، مؤكداً أن هذا الأمر يتطلب الحصول على موافقات حكومية من دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، واصفاً المناقشات بين الجانبين بـ «المثمرة». وتأتي تصريحات وايتسايدز، في أعقاب نجاح شركة فيرجن جالاكتيك في إطلاق رابع رحلة تجريبية مدفوعة بقوة صاروخية وأول رحلة فضائية بشرية لمركبة «سبيس شيب تو في.إس.إس يونيتي» في موهافي في كاليفورنيا، يوم الخميس الماضي، والتي تعتبر أول رحلة في التاريخ تصل فيها مركبة فضائية مأهولة مصممة لنقل المسافرين الأفراد إلى الفضاء لأغراض تجارية. وقال وايتسايدز إنه من الصعب في الوقت الراهن تحديد تاريخ معين لبدء تشغيل الرحلات السياحية الفضائية من الإمارات، لكن يمكن التأكيد بأن البنية التحتية لدولة الإمارات مؤهلة لإطلاق الرحلات الفضائية المأهولة، وذلك لأن نظام فيرجن جلاكتيك بإمكانه استخدام المدارج التقليدية في عمليات الإقلاع والهبوط، مع إدخال بعض التعديلات المحدودة. وتعد فيرجن جالاكتيك التي تأسست على يد السير ريتشارد برانسون وتملكها مجموعة فيرجن وشركة مبادلة للاستثمار، أول شركة رحلات فضائية تجارية في العالم، تنقل المسافرين لأكثر من 100 كيلو متر فوق سطح الأرض، ليستمتع الركاب بشعور انعدام الوزن لمدة ربع ساعة ومشاهدة الكرة الأرضية من وسط ظلمة الفضاء، في رحلة تصل تكلفتها المبدئية إلى 250 ألف دولار. وحجز أكثر من 600 رجل وامرأة حتّى اليوم، أماكنهم للسفر على متن نظام فيرجن جالاكتيك للرحلات الفضائية والذي يتألف من الطائرة الحاملة وايت نايت تو والمركبة الفضائية سبيس شيب تو، اللذين تم صنعهما واختبارهما في موهافي في كاليفورنيا على يد شريك التصنيع ذا سبايسشيب كومباني. واعترفت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بعد هذه الرحلة التاريخية، بالإنجاز الذي تحقق، وأعلنت منح شارة الأجنحة لرواد الفضاء التجاريين إلى الطيارَين مارك «فورجر» ستاكي وفريدريك «سي جاي» ستاركو مطلع العام المقبل، ليصبح سي جاي أول شخص يحصل على شارة الأجنحة من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) وإدارة الطيران الفيدرالية. كما حاز هذا الإنجاز على اعتراف من برنامج فرص الرحلات التابع لناسا الذي أجرى أربعة اختبارات فضائية علمية وتكنولوجية على متن في.إس.إس يونيتي، لتصبح هذه الرحلة هي الرحلة الأولى التي تولّد عائداً مالياً لشركة فيرجن جالاكتيك. وأكد وايتسايدز، أن نجاح الرحلة التجريبية الرابعة، دليل على أنّ الرحلات الفضائية التجارية ستصبح إحدى الصناعات التي تشكّل معالم القرن الواحد والعشرين، مشيراً إلى أنه يجري إنشاء مشاريع جديدة ستضيف قيمة هائلة وستمكّن الإنسان من إدارة بعض أصعب التحديات التي سيواجهها بشكلٍ أفضل. وتدعم البنية التحتية التشريعية والقانونية لدولة الإمارات موقعها لأن تكون الخيار الأول في المنطقة لهذه الرحلات، وذلك بعد أن أعلنت عن قانون تنظيم الفضاء في الدولة، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط. وتنضم دولة الإمارات، من خلال هذا القانون الجديد، إلى ناد حصري من الدول التي تتمتع بقوانين فضاء على هذا المستوى المتقدم حيث جرى وضعه بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية على المستوى الوطني وبالتنسيق مع خبراء دوليين متخصصين في الأنشطة الفضائية لضمان مواكبة القانون للتوجهات الحالية والمستقبلية للقطاع، إلى جانب الجهود العالمية لاستكشاف الفضاء الخارجي.
مشاركة :