أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الثلاثاء، عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة، (تزيد عن قيمة أول ميزانية 80 ألف مرة) التي تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي ورفع كفاءة الإنفاق وتحقيق الاستدامة والاستقرار المالي؛ وذلك ضمن أهداف رؤية المملكة 2030. سرعة التنفيذ وقال خادم الحرمين الشريفين (خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء لإقرار الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1441/1440هـ)، إنه وجه الوزراء والمسؤولين بسرعة تنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج ومشاريع، موضحًا أن هذه الميزانية تأتي استمرارًا لسياسة الحكومة من التركيز على الخدمات الأساسية للمواطنين وتطوير الخدمات الحكومية. مصلحة المواطنين وبتتبع الميزانية السعودية على مدار تاريخ المملكة، يتضح بالأرقام أنها يتم إقرارها برؤية حكيمة واعية تضع مصلحة المواطنين في المقام الأول؛ حيث تم إقرار أول ميزانية للمملكة قبل 88 عامًا، ووصلت حينئذ إلى 14 مليون ريال، لتزداد اليوم 80 ضعفًا إلى 1.1 تريليون ريال. وقبل إعلان ميزانية المملكة رسميًّا عام 1352هـ، كانت موارد الدخل موزعة على إيرادات الحج وأموال الزكاة والجوازات والجمارك، لكنها لم تكن ملائمة لرؤية الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، فتم التركيز حينها على التنقيب عن النفط كمصدر جديد للدخل القومي. الميزانية الأولى وبعد عام من إعلان توحيد البلاد (سنة 1352هـ)، أقرت المملكة أول ميزانية بـ14 مليون ريال. وبين عامي 1954 و 1955م، أبدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم قرض عيني (أرز وسكر و20 ألف طن قمح وسيارات عسكرية) إلى المملكة بقيمة 25 مليون جنيه؛ الأمر الذي رفضه وزير المالية آنذاك. وبدأ الملك المؤسس تنفيذ ومتابعة مشاريع البناء والتنمية بالمملكة، وأجرى جولات شملت إحداها الولايات المتحدة الأمريكية، ووقع اتفاقية للحصول على قرض بـ10 ملايين دولار لتمويل المشروعات التنموية الواعدة توفيرًا لمتطلبات الشعب، التي كان منها محطة كهرباء الرياض، وبناء مستشفيات في الرياض والطائف، وتحسين ميناء جدة. ميزانية 2019 وبالمقارنة بين الميزانية الأولى للمملكة (في مرحلة البناء)، والميزانية الحالية التي تم إقرارها لعام 2019، تعد الميزانية الحالية الأكبر في تاريخ المملكة؛ إذ بلغت 1.1 تريليون ريال، وهي ميزانية أعلن وزير المالية محمد الجدعان أنها لم تعتمد على إيرادات صندوق الاستثمارات العامة، مشيرًا إلى أن صندوق النقد الدولي عدَّل 3 مرات مستوى النمو بالمملكة. وتابع أنه "تم تحصيل 50 مليار ريال من تسويات الفساد هذا العام، كما أن الإصلاحات الاقتصادية تسير وفق جدول محدد، ولا نرغب في تسريعها"، قائلًا: "لا نزال نحافظ على مستوى صحي من الاحتياطات المالية للدولة"، مضيفًا أنه يتم العمل على إعادة هيكلة المنظومة الاجتماعية.