أكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية، أهمية القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الرابعة في بيروت الشهر المقبل، مشيرة إلى أن تلك القمة تنعقد بعد مرور 5 سنوات على القمة التنموية الثالثة في الرياض 2013، وقد شهدت المنطقة العربية خلال هذه الفترة تطورات تنموية اقتصادية واجتماعية متسارعة، في ظروف استثنائية، أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على المكتسبات التنموية للمنطقة العربية.وقالت السفيرة أبوغزالة، في كلمتها اليوم الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية للدورة غير العادية لكبار المسئولين في المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي،إن القمة العربية التنموية تؤكد العزم العربي على أعلى مستويات اتخاذ القرار، بمواصلة مسيرة التنمية العربية رغم كل التحديات والصعوبات، كما تأتي هذه القمة بعد التزام القادة العرب في سبتمبر 2015 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 إيمانًا من أن في تحقيقها حياة أفضل للمواطن العربي.وأضافت أن شعار القمة التنموية الرابعة "الإنسان محور التنمية"، يأتي تأكيدًا على التوجه العربي لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة بالتركيز على الإنسان العربي على أساس أنه هدف ووسيلة التنمية.وأشارت إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية حرصت من خلال كافة أجهزة منظومة الجامعة وبالتنسيق مع الدول الأعضاء على اقتراح مشروع جدول أعمال القمة والذي وتمثل الموضوعات المطروحة عليه، أولويات في العمل الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي المشترك، وأخذًا في الاعتبار الترابط والتشابك بين أبعاد التنمية المستدامة الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما تركز تلك الموضوعات على الإنسان وتنعكس على حياته اليومية.ونوهت "أبوغزالة" في هذا الإطار بمبادرة الأمن الغذائي العربي، والتبادل التجاري في المحاصيل الزراعية والنباتية ومنتجات الثروة الحيوانية، وتطوير قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لتتكامل مع موضوعات الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد 2020 – 2030، ومنهاج العمل للأسرة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ خطة 2030، وعمل الأطفال في المنطقة العربية، والارتقاء بالتعليم الفني والمهني في الوطن العربي، وبرنامج إدماج النساء والفتيات في مسيرة التنمية بالمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى باقي الموضوعات المعروضة على جدول الأعمال "التي نأمل أن يتم إقرارها من القادة العرب، للبدء في تنفيذها بالتعاون مع كافة الشركاء بما يمثل نقلة نوعية في العمل التنموي العربي المشترك".وأكدت أن الشباب العربي يمثل أحد أهم المرتكزات لتحقيق التنمية المستدامة فلدى الدول العربية طاقة شبابية هائلة، تستوجب الاستثمار بها بما يعزز دورهم في مسيرة التنمية، وانطلاقًا من ذلك نظمت الأمانة العامة منتدى الشباب للقمة العربية التنموية الرابعة يومي 12 و13 ديسمبر الجاري في القاهرة تحت عنوان "رؤية الشباب العربي 2030"، ومن المقرر أن ترفع رسائل هذا المنتدى إلى القمة لاتخاذ القرار اللازم بشأنها.وقالت "أبوغزالة" إنه إيمانًا بأهمية تعزيز دور منظمات المجتمع المدني العربي كشريك رئيسي في العملية التنموية، وانطلاقًا من العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني تحت عنوان "دعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030"، الذي أطلقه مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، نظمت الأمانة العامة منتدى منظمات المجتمع المدني للقمة العربية التنموية الرابعة أيضًا يومي 12 و13 ديسمبر الجاري في القاهرة تحت عنوان "تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في دعم الاستثمار في رأس المال البشري في المنطقة العربية"، وقد حرصت الأمانة للجامعة العربية على مشاركة الوزراء رؤساء المكاتب التنفيذية لمجلسي وزراء الشئون الاجتماعية والشباب والرياضة العرب، بما يعزز الشراكة والتواصل بين المجتمع المدني والشباب والحكومات، معربة عن الأمل أن يتم اعتماد رسائل هذين المنتديين من القادة العرب.وأعربت عن تطلع الجامعة العربية إلى نتائج منتدى القطاع الخاص للقمة أخذًا في الاعتبار الدور الهام لمؤسسات القطاع الخاص كشريك وداعم رئيسي لتنفيذ مخططات التنمية في الدول العربية.وقالت السفيرة أبوغزالة إنه سيتم مشاريع قرارات عملية إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري غدا الخميس تمهيدا للعرض على القمة، بما يعزز عملية التنفيذ لكافة البرامج والمشروعات والاستراتيجيات المعروضة بما ينعكس ايجابًا على المواطن العربي.ومن ناحيته، أكد مدير عام دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية بوزارة التجارة العراقية عادل خضير عباس، رئيس الدورة غير العادية لكبار مسئولي المجلس الاقتصادي والاجتماعي، في كلمته، أن التعاون الاقتصادي العربي يجب أن يكون له تأثير على توسيع نطاق التبادل التجاري العربي البيني لأنه يشهد محدودية في حجم التبادل.ودعا "عباس"، إلى بذل المزيد من الجهود للتعامل مع محدودية حجم التبادل التجاري البيني بين الدول العربية والعمل على الإرتقاء بهذه التبادل وبناء تكتل اقتصادي عربي خاص في الدول العربية كونها تمتلك المقومات من موارد مادية وطبيعية لإقامة تكتل اقتصادي أسوة بالتكتلات الاقتصادية الأخرى على مستوى العالم.وأعرب "عباس" عن أمله في إنجاح هذا الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المقررة في العاصمة اللبنانية "بيروت" الشهر المقبل.
مشاركة :