ياسين بودهان-الجزائر خيبة أمل كبيرة سادت بين أوساط مناصري المنتخب الجزائري لكرة القدم، بعد فشل منتخب بلادهم في بلوغ الدور نصف النهائي من كأس أفريقيا للأمم لكرة القدم الجارية في غينيا الاستوائية. ورغم أن المنتخب الجزائري دخل المنافسة كأحد المنتخبات الأكثر ترشيحا للتتويج باللقب، فإنه فشل في بلوغ المربع الذهبي، بعد انهزامه أمس الأحد على ملعب مالابو أمام منتخب ساحل العاج بثلاثة أهداف لواحد. وحملت هذه المواجهة طابعا ثأريا كون الجزائر أقصت ساحل العاج من الدور الربع النهائي في دورة أنغولا 2010 إثر فوز بثلاثة أهداف لهدفين. وقبل المباراة، علق مناصرو الخضر آمالا كبيرة على منتخبهم، بناء على عدة معطيات تصب في مصلحة فريقهم، أهمها استفاقته القوية أمام منتخب السنغال في الدور الأول من البطولة، وهي الآمال التي تعززت أكثر بعد الأداء الجيد لرفقاء وهاب رايس مبولحي خلال الدقائق الأولى من عمر المباراة. غير أن فعالية الفيلة وذكاءهم الكبير في تسيير أطوار المباراة عجّلت باغتيال حلم الخضر وأنصارهم بالتتويج باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخهم. تعليقات متباينة ومباشرة بعد نهاية المباراة، انفجرت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات ومشاركات الأنصار، بين ناقم على أداء المنتخب ومنتقد لاختيارات المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، وبين باحث عن أعذار تبرر الإخفاق، ومطالب بمنح الفرصة لهذه التشكيلة الشابة في قادم المواعيد. وفي السياق، عبر المناصر سفيان خرفي عن أسفه الشديد للخسارة المرة لمنتخب بلاده، وقال للجزيرة نت إن الخسارة متوقعة لأن منتخب ساحل العاج فريق كبير يمتلك نجوما لهم باع طويل في عالم الكرة، وأكدوا في مناسبات عديدة علو كعبهم في ميادين القارة العجوز. وأثار إقصاء الخضر علامات استفهام عديدة في الأوساط الرياضية الجزائرية حول أسباب الفشل رغم توفر كل عناصر النجاح، وبرأي الناقد الرياضي عمر أجد فإن المباراة كانت بمثابة نهائي لعب على جزئيات بسيطة. وأوضح أن منتخب ساحل العاج سيّر اللقاء بذكاء، وعرف كيف يستغل نقاط ضعف الخضر، حيث امتلك رفقاء براهيمي الكرة إلا أنهم فشلوا في تجسيد السيطرة إلى فرص، في حين نجح نجوم ساحل العاج في ترجمة الفرص النادرة التي أتيحت لهم إلى أهداف. وانتقد أجد -في حديثه للجزيرة نت- أداء مدرب المنتخب الجزائري الذي افتقد خلال المواجهة إلى الخبرة والحنكة بسبب عدم تعوده على أجواء الكرة الأفريقية، حيث تلعب المباريات من أجل الفوز وليس من أجل المتعة، وأكد أن كل المنتخبات التي سيطرت خرجت مهزومة. وعاب على غوركوف عدم تغييره للخطة في الوقت المناسب، كونها بنيت على براهيمي الذي عانى وفق قوله من تدخلات وفرضت عليه رقابة شديدة في ظل غياب بطاقات الحكم. نقص التجربة بالمقابل، ربط المدرب السابق للمنتخب الجزائري عبد الحميد زوبا الإقصاء بنقص التجربة وصغر سن اللاعبين، وأوضح للجزيرة نت أن المنتخب الجزائري واجه منتخبا قويا يمتلك تجربة طويلة وهي التجربة التي يفتقدها عناصر النخبة الجزائرية. ووفق زوبا فإن رفاق الحارس مبولحي تحملوا ضغطا كبيرا بسبب تتويجهم المبكر من طرف وسائل الإعلام والجماهير، وهي المسؤولية التي لم يستطع هؤلاء الشبان تحملها وتحقيقها وفقا لزوبا. ورغم الإقصاء، اعتبر المدرب السابق للمنتخب أن المشاركة في حد ذاتها تبقى إيجابية، لأنها منحت التجربة لعناصر الفريق، وطالب الجماهير بمنح المنتخب المزيد من الوقت للوصول إلى مرحلة النضج. ومن جانبه قيّم المدرب السابق للخضر عبد الرحمن مهداوي مشاركة الجزائر في أمم أفريقيا بكونها دون المتوسط وذلك بعد فشل الخضر في بلوغ الهدف المسطر من اتحاد الكرة وهو المربع الذهبي. ورأى مهداوي أن المنتخب الجزائري كان يمتلك كل الشروط التي تمكنه من التتويج باللقب، لكنه سقط أمام منتخب ساحل العاج بسبب نقص الفعالية على مستوى خط الهجوم. وأكد مهداوي أن المنتخب الجزائري يمتلك لاعبين موهوبين، وبإمكانهم إسعاد الجماهير الجزائرية خلال المنافسات الكروية القادمة.
مشاركة :