على الرغم من دعوات الحكومة الفرنسية للتهدئة وتراجع حشد حركة “السترات الصفراء”، الأسبوع الماضي، أعلنت الحركة استعدادها لإطلاق ما أسمته بـ”الفصل السادس” من الاحتجاجات، السبت المقبل، واستمرارها حتى احتفالات نهاية العام. وأطلقت الصفحة الرسمية للحركة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” دعوة للإعداد للاحتفال بالعام الجديد في قصر الإليزيه، مشيرة إلى أن “المظاهرات ستستمر حتى الأسبوع الثامن المقرر 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري في الشانزليزيه”. وأشارت مجلة “لونوفل أوبسيرفاتير” الفرنسية إلى أن “حركة السترات الصفراء مصرة على المضي قدماً في الاحتجاجات والحشد حتى احتفالات نهاية العام، على الرغم من تراجع التعبئة الأسبوع الماضي”. وذكرت إذاعة “فرانس إنفو” الفرنسية أنه “على الرغم من تراجع عدد متظاهري “السترات الصفراء” السبت الماضي، إلى أكثر من النصف، حيث بلغ عددهم نحو 66 ألف متظاهر (مقابل 136 ألف متظاهر السبت الذي يسبقه)، كما أن عدد المعتقلين وأحداث العنف كانت أقل، إلا أن الحركة توعدت باستمرار المظاهرات حتى نهاية العام. وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن “السلطة التنفيذية تأمل في التهدئة وتوقف المظاهرات، معتمدين على عمليات الضغط وإجلاء الميادين”. من جانبه، أشارت صحيفة “ليون كابيتال” المحلية إلى الدعوات للتظاهر، السبت المقبل 22 ديسمبر/كانون الأول، في مدينة ليون الفرنسية. في المقابل، وكمحاولة جديدة لاحتواء الأزمة، دعت الحكومة الفرنسية محتجي “السترات الصفراء” إلى إخلاء الميادين والتقاطعات والانسحاب من الطرق. وتعهد رئيس الوزراء بتنفيذ التدابير الاجتماعية التي أعلنها الرئيس الفرنسي ماكرون في أقرب الآجال لاحتواء الأزمة. من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر تعليقاً على استمرار “السترات الصفراء” في إغلاق الميادين والتقاطعات: “كفى”، مضيفاً: “بدأنا بالفعل إخلاء المستديرات والتقاطعات منذ الأسبوع الماضي وسنستمر”. وأضاف كاستنر “لا يمكن الاستمرار في التسبب بشلل الاقتصاد الفرنسي والتجارة في قُرانا ومدننا”. بدوره، قال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران، إنه “ليس من المستبعد إرسال شرطيين إلى المناطق الريفية بهدف تحرير المساحات العامة”. ورداً على تلك التصريحات، قال بيير جاييل لافوديه، المتحدث باسم “السترات الصفراء” في منطقة سون إي لوار، إنه “إذا كانت الحكومة تقوم بذلك، فهذا يعني فعلاً أنها لم تفهم شيئاً”. وفى شاتولورو، وسط غرب فرنسا، توقع الناشطون أن يتم طردهم، لذلك، عمدوا إلى إحراق بعض أكواخهم. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب في مقابلة مع صحيفة “ليزيكو” الفرنسية إنه “تلقى رسالة الفرنسيين بأنهم يريدون أن نتخذ قراراً سريعاً حول القدرة الشرائية مع إشراكهم في شكل أكبر في هذا القرار”. كما رسم فيليب ملامح الإجراءات التي تشكل محاولة لإنهاء أزمة غير مسبوقة تهز فرنسا منذ شهر. فيما نقلت إذاعة “يورب1” الفرنسية عن مصدر حكومة في رئاسة الوزراء قوله إن “الحكومة بصدد إلغاء التدابير التي أعلنتها الحكومة استجابة لأزمة “سترات الصفراء”، بسبب إلغاء زيادة الضرائب على الوقود. وأوضح المصدر أن “الحكومة تعتزم التخلي عن بعض الإجراءات التي أعلن عنها إدوارد فيليب في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في بداية أزمة حركة “السترات الصفراء”، على أساس أن بعضها لم يعد ضرورياً بسبب إلغاء ارتفاع الضرائب على الوقود. والتقى ماكرون، الثلاثاء، في قصر الإليزيه، وزراءه لتنظيم النقاش الوطني الكبير الذي أعلنه في إطار الإجراءات المتخذة لتهدئة احتجاجات السترات الصفراء. ويستمر هذا النقاش حتى الأول من مارس/آذار، ويشكل رؤساء البلديات ركناً أساسياً فيه على أن يبحث أربعة عناوين كبرى هي: المرحلة الانتقالية البيئية، والضرائب، وتنظيم الدولة، والديمقراطية والمواطنية، حيث يشمل العنوان أيضاً ملف الهجرة.
مشاركة :