غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، العاصمة النمساوية فيينا ظهر اليوم عائدا إلى القاهرة بعد زيارة ناجحة استمرت لمدة أربعة أيام عقد خلالها مباحثات مهمة مع كبار المسئولين بتلك الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وشارك في أعمال المنتدى الأفريقي الأوروبي عالى المستوى.والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الإثنين الماضى مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيليّن، حيث أشاد الرئيس السيسي بعلاقات الصداقة المصرية النمساوية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات النمساوية في مصر.من جانبه، أكد الرئيس النمساوي على حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الإثنين الماضى أيضا مباحثات على مستوى القمة مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الذى استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس في النمسا صديقًا عزيزًا، حيث تعد الزيارة هي الأولى لرئيس مصري منذ قرابة 12 عامًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر والنمسا، ومؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لاسيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.وتناولت المباحثات بين الرئيس السيسي ومستشار النمسا سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أكد الجانبان أهمية عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في أقرب فرصة لوضع تصور محدد للمشروعات التي يمكن تدشينها مستقبلًا بين البلدين، حيث تم التوافق حول عقدها خلال عام 2019 للمرة الأولى منذ العام 2010، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية النمساوية، خاصةً بمشاركة الشركات النمساوية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر كتنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.وقد توافقت وجهات نظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.كما شهد الرئيس السيسي والمستشار النمساوي مراسم التوقيع في ختام المباحثات على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في عدد من المجالات كالتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية، والتعليم العالي، والسكك الحديدية.وفى السياق ذاته، قام الرئيس السيسي يوم الإثنين الماضي بزيارة المجلس الوطني (البرلمان النمساوي)، وكان في استقباله فولفجانج سوبوتكا رئيس المجلس.وأعرب الرئيس عن تقديره لزيارة المجلس الوطني، وتطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين مصر والنمسا على مختلف الأصعدة، خاصةً في شقها البرلماني من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يسهم في تعزيز التواصل بين الشعبين والارتقاء بالتعاون الثنائي المشترك.
مشاركة :