في الأيام الماضية حامت فوق الوطن غيمة سوداء مليئة بالحزن بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، فقدْ فقدَ الجميع أباً حنوناً، وليس فقط ملكاً قدم كل ما لديه لخدمة بلده وشعبه. ولكننا لا نملك إلا أن ندعو للفقيد بالرحمة والمغفرة، وأن يدخله الله فسيح جناته. وما خفف المصاب هو وجود الملك سلمان بن عبد العزيز على رأس الهرم والانتقال السلس للسلطة، الذي شهد به الجميع، وتعيينه لولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف، الأمر الذي أعطى إشارة واضحة على استقرار المملكة لفترة طويلة قادمة إن شاء الله، ودحض مراهنات المغرضين على استقرارنا وأمننا. وبعد أن حمدنا الله على نعمة الاستقرار بانتقال السلطة، أمطرنا الملك سلمان بن عبد العزيز بحزمة من الأوامر الملكية، والتي رسمت تصوراً واضحاً للمرحلة المقبلة للمملكة، وهي مؤشر واضح للعديد من الأمور، أهمها التالي: •القضاء على البيروقراطية الحكومية: وذلك بإلغاء 12 جهازاً حكومياً لم يعد لهم لزوم، وإنشاء مجلسين يرتبطان تنظيمياً بمجلس الوزراء، وهما: مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، لتكون متصلة اتصالاً مباشراً بمجلس الوزراء. وما يؤكد كذلك الرغبة في القضاء على البيروقراطية الحكومية هي الأسماء القيادية المختارة، والتي تم استقطاب العديد منها من القطاع الخاص بشكل مباشر أو من القطاع الحكومي، مع سابق عملها في القطاع الخاص، لسرعة الانجاز وتغيير مفهوم العمل الحكومي الرتيب. •محاربة للفساد بشكل أكثر فاعلية: فقد تم تعيين رئيس جديد لهيئة مكافحة الفساد (نزاهة)، لكون أن الهيئة منذ تأسيسها لم تقدم ما يذكر لمحاربة الفساد بالشكل المطلوب، وبالتالي فقدت مصداقيتها لدى المواطن. •إعطاء الفرصة للشباب: حيث أن أغلب القيادات الجديدة هي قيادات شابة، بل ويوجد ثلاثة وزراء تحت سن الأربعين، وهم وزير الدفاع ووزير الثقافة والإعلام ووزير العدل، واصبح متوسط السن في مجلس الوزراء (56) سنة تقريباً، وهي سابقة للمجلس. • تحسين وضع المواطن وتخفيف الأعباء المادية عليه: حيث تم صرف مبالغ للعديد من شرائح المجتمع، مثل موظفي الدولة السعوديين من مدنيين وعسكريين، وطلاب وطالبات التعليم الحكومي داخل المملكة وخارجها، والمتقاعدين على نظام المؤسسة العامة للتقاعد ونظام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ومستفيدي الضمان الاجتماعي. باختصار، المتأمل للأوامر الملكية، يجد أنها تعكس اهتمامات الملك سلمان بن عبد العزيز وخلاصة تجربته الإدارية لمدة تزيد عن خمسة عقود، فهو يهتم بأدق التفاصيل والإنجاز في العمل والبعد عن البيروقراطية، وإعطاء الفرصة للشباب ومساعدة الناس، وهذا ما ظهر في الأوامر الجديدة. q.metawea@maklawfirm.net
مشاركة :