البابا فرنسيس: علينا أن نفتح قلوبنا لنعيش أعياد الميلاد

  • 12/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان واستهلَّ تعليمه الأسبوعي بالقول بعد ستة أيام سيأتي عيد الميلاد -حسب الطقس الكاثوليكي- وتذكّرنا الأشجار والزينة والأضواء في كلِّ مكان أنَّه سيكون هناك عيد هذه السنة أيضًا؛ فيما تدعونا الإعلانات لنفاجئ بعضنا البعض ونتبادل على الدوام الهدايا الجديدة؛ ولكنني أتساءل: هل هذا هو العيد الذي يرضي الله؟ ما هو الميلاد الذي يريده، ما هي الهدايا وما هي المفاجآت التي يريدها؟تابع الأب يقول لننظر إلى أول عيد ميلاد في التاريخ لنكتشف ذوق الله، لقد كان ذلك الميلاد الأول مليئًا بالمفاجآت، نبدأ مع مريم التي كانت مخطوبة ليوسف ومن عذراء أصبحت أم؛ ونتابع مع يوسف الذي دُعي ليكون أبًا لابن ليس ابنه، ابن يصل في وقت غير ملائم، أي عندما كان يوسف ومريم لا يزالان مخطوبان وبحسب الشريعة لم يكن بإمكانهما أن يتساكنا، إزاء الفضيحة، كان ذلك الزمن يدعو يوسف ليطلّق مريم وينقذ سمعته ولكنّه بالرغم من حقّه في فعل ذلك يفاجئنا: لكي لا يؤذي مريم يفكّر أن يطلّقها بالسرّ معرّضًا سمعته للخطر، ولكن نجد من ثمَّ مفاجأة أخرى: يغيّر له الله في الحلم مخططاته ويطلب منه أن يأخذ مريم إلى بيته، وبعد ولادة يسوع، وفيما كان لديه مشاريعه الخاصة للعائلة، كلّمه الله مجدّدًا في الحلم وقال له أن يقوم وينطلق إلى مصر، فالميلاد إذًا يحمل تغيّرات حياة غير متوقَّعة، وإن أردنا أن نعيش الميلاد علينا أن نفتح قلوبنا ونستعدَّ للمفاجآت، أي إلى تغيير حياة غير متوقّع. أضاف الحبر: لكن في ليلة الميلاد،، تصل المفاجأة الكبرى: العلي هو طفل صغير، الكلمة الإلهي هو رضيع غير قادر على الكلام، ولاستقبال المخلص لم تكن هناك سلطات الزمان أو المكان أو السفراء: لا! وإنما رعاة بسطاء فاجأهم الملائكة فيما كانوا يعملون في الليل فذهبوا مسرعين، من كان ليتوقّع هذا الأمر؟ الميلاد هو الاحتفال بإبداع الله أو بالأحرى الاحتفال بإله مُبدع يقلب منطقنا وانتظاراتنا. وأوضح أن الاحتفال بالميلاد هو أن نستقبل على الأرض مفاجآت السماء، ولذلك لا يمكننا أن نعيش "بشكل أرضي" بعد أن حملت السماء حداثتها إلى العالم. إنَّ الميلاد يدشِّن مرحلة جديدة، حيث لا تكون فيها الحياة برنامجًا بل تبذل، وحيث لا يعيش المرء من أجل ذاته وعلى أساس ما يحلو له ويروقه وإنما لأجل الله ومع الله؛ لأنَّه انطلاقًا من الميلاد يصبح الله الله-معنا! وبالتالي فعيش الميلاد هو أن نسمح لحداثته الرائعة أن تهزنا. إن ميلاد يسوع لا يقدّم دفئ المدفئة المريح وإنما الرعشة الإلهيّة التي تهزُّ التاريخ. الميلاد هو انتصار التواضع على الكبرياء، والبساطة على الثراء، والصمت على الصخب.

مشاركة :