أقامت سفارة إسبانيا بالقاهرة، مساء اليوم الأربعاء، احتفالا بالمركز الثقافى الإسباني بمناسبة مرور 40 عاما على إصدار الدستور الإسباني. واستعرض سفير إسبانيا بالقاهرة رامون خل كاساريس - في الكلمة التى القاها بهذه المناسبة - المراحل التى مر بها الدستور الإسباني وحتى الموافقة عليه في عام 1878 لتؤسس بعدها إسبانيا دولة ديمقراطية تلتزم بسيادة القانون وحقوق الإنسان والمساواة والتضامن.وقال السفير :" إن هذا الاحتفال يأتى في وقت ليس سهلا على إسبانيا ولا على السياق الأوروبي .. مذكرا بأنه قبل حوالى عام واحد شهدنا محاولة خرقاء لتحدي نظام دستورنا في كتالونيا، التى تعد واحدة من مجتمعاتنا المستقلة في إسبانيا، وتم ذلك في انتهاك للدستور الإسباني والدستور الإقليمي الكتالوني".وأعرب السفير عن ثقته في أن إسبانيا سوف تتغلب على هذه الأوقات الصعبة باعتبارها بلدا أوروبيا متطورا بدرجة كبيرة بفضل دستورها.وشدد على أن إسبانيا هي رابع اقتصاد في منطقة اليورو وعاشر أكبر مستثمر في العالم ، حيث تصل قيمة الاستثمارات المباشرة 500 مليار يورو في الخارج ؛ كما تمتلك إسبانيا شبكة قوية من البنية التحتية التي تحتل المرتبة العاشرة في العالم ، مع أفضل جودة للخدمات في هذا المجال كونها رائدة على مستوى العالم في البنية التحتية.وقال إن مصر وإسبانيا مدعوتان للانخراط في بناء الجسور على ضفتى المتوسط من خلال منظمات مثل الاتحاد من أجل المتوسط. وأثنى في هذا السياق على الديناميكية الجديدة التى أضفاها السفير ناصر كامل الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط على المنظمة.ومن ناحيته.. قال الدكتور أحمد المرسى مدير المركز الثقافي المصري السابق بمدريد ، إن الدستور الإسباني يعد تجربة فريدة في التحول الديمقراطى مما شجع الباحثين على دراسته وتحليله في العديد من الدول ومن بينها مصر لافادة الشعوب التى ترغب في التحول الديمقراطى.واعتبر المرسى أن إسبانيا تحولت بفضل هذا الدستور من بلد منعزل عن جيرانه في أوروبا إلى دولة فاعلة وقوية في القارة. وتم في بداية الاحتفال عرض فيلم تسجيلي للتطورات السياسية التى عاشتها وتعيشها إسبانيا منذ إقرار الدستور وأثره في جوانب الحياة المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في إسبانيا وعلى المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.وحضر الحفل العديد من السفراء المعتمدين بالقاهرة من بينهم سفراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا ونخبة من الشخصيات السياسية البارزة.
مشاركة :