الكاتب السياسي انمار نزار الدروبي الإخوان المسلمون صناعة بريطانية:-إن القصة الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين تبرز من خلال حقيقة مهمة جدا مفادها " ما كان بالإمكان للجماعة التواجد اليوم وبروزهم، لولا مستشرقي أكسفورد وكامبريدج البريطانية، حيث قاموا بتتبع العناصر الأكثر تخلفا في الثقافة الإسلامية وتدوين ملاحظات عنهم وتحليلها بعناية، ومن ثم جاءت جماعة الإخوان المسلمين نتيجة التنظيم والعمل الصبور من جانب عملاء بريطانيا في العالم الإسلامي من أمثال، ت.ي. أو لورنس الشهير (لورنس العرب) و (يلفريد سكاوين بلانت) و(هاري سان جون فيلبي)" وبالتالي فإن جماعة الإخوان المسلمين صناعة لندنية أُنشت لتكون حاملة للواء هرطقة قديمة معادية للأديان، حيث أبتُلي بها الإسلام والمسلمون، وقد أسست على يد العميل البريطاني (حسن البنا) الصوفي الباطني. اليوم تعتبر الجماعة المظلة التي تأوي الجماهير المظللة والشباب المُغرر بهم. وعند النظر للجماعة، تشعر وكأنهم ينتمون إلى القبائل البربرية أيام الجاهلية من عبادة الإلهة التي انتشرت في الجزيرة العربية. من خلال المتابعة للتاريخ الأسود والملغوم بالفضائح والإجرام للإخوان المسلمين ومن أعلى مستوياتها، فهي لا تعد من المسلمين ولا من المسحيين ولا حتى من اليهود، أو جزءا من أي دين. فهم يغيرون دينهم بالسهولة التي يغير بها الناس قمصانهم . فهي جماعة تقوم على المؤامرة، عندما ينتظم أفرادها في صور خلايا هرمية أو محافل تشبه الجمعيات والتنظيمات الماسونية. سعت بريطانيا إلى غرس التخلف في الشرق الأوسط عن طريق هذه الجماعة، وهذا ليس أمرا جديدا، فعلى مدار التاريخ الإسلامي كان هناك عملاء يعملون بأجر لصالح الطبقة الارستقراطية في أيام الخلافة والمماليك، وهم من سعوا لتفكيك التقدم والتوجه العقلاني الذي كان على يد عباقرة العلوم الإنسانية أمثال (الفارابي وابن سينا). لذا فقد عمد البريطانيون خلال القرن التاسع عشر فما بعده على تقديم التمويل اللازم من خلال الدعاية لأصحاب المذهب الظلامي في الإسلام ومنهم (الإخوان المسلمون). حيث دعموا مؤتمراتهم والتي هي بالأساس كانت هدف بريطانيا في إقناع العالم الإسلامي بأن ثقافته الحقيقة هي التخلف واللاعقلانية. في الحقيقة كانت هذه السياسة المتبعة من قبل البريطانيين في الشرق الأوسط لإفساد القبائل ورجال الدين المرتشين لقيادة حركات بدت أهدافها على الدوام متوافقة مع الأهداف البريطانية. وفي ظل جماعة الإخوان المسلمين تم تحويل السياسة الامبريالية البريطانية إلى شكل مؤسسي يأخذ صورة منظمة لإعادة الشرق الأوسط إلى عصور الظلام.الإخوان المسلمون يغازلون الفكر الفاشي والنازي:-ذكر الأستاذ محسن محمد في كتابه (من قتل حسن البنا) أنه في الثاني من نوفمبر عام 1945م، التقى السير (والتر سمارت) المستشار الشرفي للسفارة البريطانية في القاهرة مع وكيل وزارة الداخلية المصري آنذاك (حسن باشا رفعت)، وقد أفاد الأخير بأن معلومات مؤكدة تقول أن (حسن البنا) مؤسس الجماعة قد تلقى إعانات ومساعدات مالية من الايطاليين والألمان. ويضيف وكيل وزارة الداخلية بأن البنا استخدم هذه الأموال لتطوير نشاط الجماعة، وقال أيضا أن الملك (فاروق) يمد الإخوان بقليل من التأييد فهم وبحسب رأي الملك أفضل الأسلحة للحرب ضد الشيوعية. هناك برقيتان من السفير البريطاني إلى وزارة خارجيته تحتويان على وثائق ألمانية تُرجمت إلى اللغة الإنكليزية جاء فيها السفير، أن البنا حصل على دعما ماليا من مدير مكتب الدعاية الألماني (النازي) في القاهرة (D.N.B ) الهر (ولهلم ستلبوجن). لقد استخدم الإخوان المسلمين الدين الإسلامي وإدعاءات غريبة في تبرير علاقتهم بألمانيا وايطاليا، حيث كتب البنا مقالا نُشر في مجلة (النذير) الناطقة باسم الجماعة ( العدد 30 في 4 ذي القعدة 1357) يقول فيه، أن ايطاليا وألمانيا قد وضعت في برنامجها التقرب التام من العالم الإسلامي، وقامت ببناء المساجد ودعوة الشباب العربي إلى دولهم. مضيفا إن هذه الدول إنما تعجبها القوة والكرامة والفتوة والسيادة، وان هذه شعائر الإسلام، ويكمل البنا، لقد كتب الإخوان المسلمون إلى ملوك المسلمين وأمرائهم وعلمائهم وحكامهم بوجوب التبليغ لهذه الأمم باسم الإسلام. وعندما انتهت الحرب وهُزمت ألمانيا، تسيد العالم النفوذ الأمريكي، لكن الإخوان المسلمون لا يضيعون وقتا فهم وكما ذكرنا آنفا يغيرون دينهم واتجاهاتهم ويبدلون حلفائهم كما تتطلب الحاجة ومقتضيات المرحلة. حيث ذكرت الوثائق الأمريكية أنه وفي عام 1947م،كتب السكرتير الأول للسفارة الأمريكية في القاهرة إلى وزارة خارجيته ليبلغهم بأنه التقى البنا وتناقش معه حول موضوع المظاهرات الحاشدة التي وقعت في حينها، وقد وعد مؤسس الجماعة المسئول الأميركي لن تكون هناك مظاهرات واحتجاجات مستقبلا، فإنه وعلى لسان البنا قادر على بدءها وإنهائها. وفي السياق ذاته حذر البنا السكرتير الأمريكي من خطر تنامي الشيوعية في الشرق الأوسط وقد طلب من السفارة الأمريكية دعما ماليا لجماعة الإخوان المسلمين بحجة محاربتهم للمد الشيوعي، لكن الأمريكان لم يبتلعوا الطعم ورفضوا تقديم الأموال للجماعة. الإخوان المسلمون وقضية الحكم:- يسير الإخوان المسلمين في جميع خطواتهم وآمالهم وأعمالهم وكما يدعون على هدى الإسلام الحنيف كما فهموه، حيث أن هذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان يجعل الحكومة ركنا من أركانه، وفي نفس الوقت يكون حكم وتنفيذ كما هو تشريع وتعليم، وقانون وقضاء، بحيث لا ينفك أحدهما منها عن الآخر. يدعي الإخوان بأنهم لا يطلبون الحكم لأنفسهم، بل إذا وجدوا في الأمة من يستعد لحمل هذا العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني، فهم جنوده وأنصاره وأعوانه. لقد وضح (عمر التلمساني) المرشد الثالث للإخوان المسلمين، أن الإخوان على قناعة تامة، بأنه لن يكون هناك حكم إسلامي إلا إذا أرادت الشعوب نفسها ذلك، أما القفز على السلطة والسيطرة على مقاليد البلد بالانقلابات والفتن، فهذا ليس منهج التنظيم بأي حال؟ وبحسب إدعاءاتهم ما أرادوا إلا حكم الله وتطبيق شريعته، أيا كانت تلك اليد التي تطبق الشريعة السمحاء؟ ويزعم الإخوان أن أساس دعوتهم الحكمة والصراحة والوضوح؟ فهم يسعون على أن تكون العقيدة أساس الحكم؟ أي أن فكرة الثورة ليست في منهاج ولا أدبيات الجماعة، وهذا ما قاله (حسن البنا) في رسالة المؤتمر الخامس " أما الثورة فلن يفكر الإخوان فيها، ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها، وأن كانوا يصارحون كل حكومة في مصر بأن الحال إذا دامت على هذا المنوال ولم يفكر أولو الأمر في إصلاح عاجل وسريع لحل هذه المشاكل فسيؤدي حتما إلى ثورة ليست من عمل الإخوان المسلمين ولا من دعوتهم، ولكن من ضغط الظروف ومقتضيات الأحوال وإهمال مرافق الإصلاح". أما السبب الرئيس وبحسب ادعائهم في صدامهم مع الحكام وأهل السلطة، كونهم لم يكونوا أبدا تابعين لحكومة من الحكومات، أو رئيس من الرؤساء، وبالتالي ففي ظل الحكومات العلمانية التابعة، ليس للإخوان مكان في السلطة. ورغم ذلك فإنهم يعملون بخلاف كل ما جاءوا به، لاسيما أنهم مافتئوا أن يشاركون في العمل السياسي باعتبارهم فصيل مؤثرا وعريضا على الساحة، ملتزمين بالقانون وبالأساليب التي ارتضاها الحاكم للأحزاب والقوى السياسية. (كلما ذكر من إدعاءات فهي باطلة مبينة على الكذب والتدليس. لأنهم على أرض الواقع يعملون بطريقة جاسوسية ومخابراتية أساسها التآمر والتخريب)الإخوان المسلمون والهيمنة على الإسلام الحقيقي:- ينحصر حماس نظرية تنظيم الإخوان ومنظرهم الأول (حسن البنا) في تأسيس دعوات هذا التنظيم في الهيمنة على إدارة السلطة في المجتمع. فهم يطالبون بتطبيق الإسلام في الدولة باعتباره نظام شامل يتطرق إلى جميع الظواهر الحياتية، فالإسلام يمثل الدولة والوطن أو الحكومة والأمة، والإسلام هو الأخلاق والقوة والعلم والتشريع، وهم يعتمدون على الطبيعة العالمية للإسلام الذي يدعون إليه ، بحيث إذا أرادت الأمة أن تصبح أمة مسلمة عن حق وحقيق يجب عليها أن تتبع نهج الإسلام الحقيقي كونه الطريق الوحيد الذي يجب أن تسير عليه الدولة. أن من أهم مميزات السلطة الإسلامية في رأيهم أن يكون الحاكم مسئولا أمام الشعب وفي نفس الوقت يجب على الأمة مراقبة الحاكم. يرفض الإخوان التعددية الحزبية، والتي تعتبر وبحسب إدعائهم السبب في خراب وحدة المجتمع، وعليه من الضروري حل جميع الأحزاب السياسية المصرية لكي تتوحد جميع قوى الشعب في حزب واحد الذي يجب أن يجهد نفسه لتحقيق استقلال الأمة وحريتها ولوضع أسس الإصلاح الداخلي الشامل للدولة. إذن وبحسب رأيهم يجب أن تدار السلطة الإسلامية من قبلهم لأن إرادة الأمة هي إرادة الإخوان المسلمين. لقد وضح حسن البنا في هذا الصدد، أن الإسلام جاهز لانتشال كل فائدة من أي منظومة لا تناقض مع قانونه العام ومبادئه العامة، وفي حالة قيام سيادة الإخوان المسلمين السياسية، يصبح من الأهمية لهم تحديد المواصفات المحددة للنظام الاجتماعي الاقتصادي المستقبلي، لكن الأكثر أهمية الآن في رأيهم هو تحقيق حلمهم المتمثل بالانقضاض على السلطة لكي يكونوا هم أصحاب السيادة.تعقيب للكاتب:- كان (حسن البنا) أول من اعتبر مسألة السلطة في المجال السُني، مسألة عقدية لا اجتهادية وأنها من الأصول لا من الفروع. وقد دعا الإخوان إلى قيام نخبة إسلامية تستولي على النظام لتفعيل الإسلام وإعادته إلى السلطة وبحسب أدعائهم. لأنهم اعتقدوا أن الناس غادروا الدين وبذلك لم يتبقى عندهم مرجعية معصومة إلا الشريعة، فغيروا في مواقفهم فيما يخص أطروحات الفقه التقليدي رأسا على عقب. ففي حين كان يعتقد أهل السُنة، أن الشأن السياسي شأنا تدبيريا فرعيا واجتهاديا وليس عقائديا، اعتبره الإسلاميون جزء من الدين،لا لأن الحاكم مقدس بل لأنه مكلف بمهمة مقدسة هي تطبيق شرع الله، وشددوا على مرجعية الشريعة في الشأن السياسي بدلا من التشديد على ولاية الأمة على نفسها. يمثل تنظيم الإخوان المسلمين الواجهة الأيديولوجية لأغلب تيارات الإسلام السياسي التي اجتاحت العالم الإسلامي والتي كانت ومازالت صاحبة الشعارات الكاذبة مثل الدولة الإسلامية وغيرها. لقد أدى الدخول البراغماتي والكثيف للإخوان في السياسة إلى تراجعهم عن بعض هذه الشعارات، من خلال متابعة نشاط هذا التنظيم يلاحظ أن الجماعة قد تخلت عن فكرة الدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية وبعض المفردات مثل أهل الذمة والتي كانت من أساسيات دعوتهم وعصبة الأمم الإسلامية، وبدأت أطروحاتهم ترتبط إلى حد كبير بمشروع حزب سياسي. تدل الأحداث والوقائع أن أقصى ما كانت تحلم به الجماعة هو أن تنال حرية الحركة والدعوة والتواصل مع الجماهير، نعم أنها كانت تنافس غيرها في العمل السياسي لكنها كانت منافسة جزئية. المصادر:1.روبرت دريفس وثيري لومارك، رهينة في قبضة الخميني، دار نيو بنجامين فرانكلين هاوس للنشر، نيويورك، 1980م، ص71ص722. محمد حبيب، الإخوان المسلمون بين الصعود إلى الرئاسة وتآكل الشرعية، دار سما للنشر، القاهرة، 2013م، ص103. عامر شامخ، الإخوان المسلمون من نحن وماذا نريد؟ ، دار الصحوة للنشر، القاهرة، 2011م، ص1184. أغناتكو، خلفاء بلا خلافة- التنظيمات الدينية السياسية المعارضة في الشرق الأوسط- تاريخ- إيديولوجيات- نشاطات، دار حوران للنشر، دمشق، 1997م، ص2155. محسن محمد، من قتل حسن البنا، دار الشروق للنشر، القاهرة، 1987م، ص886. إبراهيم أمهال، وآخرون، الإسلاميون وقضايا الدولة والمواطنة، الجزء الأول، الناشر، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، 2016م، ص214ص2157. أسامة أحمد زكي، التاريخ الأسود للإخوان المسلمين، www.elsyasi.com
مشاركة :